هل تجب زكاة الفطر على الجنين

هل تجب زكاة الفطر على الجنين، فالزكاة من الفروض الواجبة على الإنسان لما لها من تقريب الناس إلى بعضهم البعض، فهي من العبادات التي تصب في جوهر الإسلام وما دعا إليه النبي في رسالته الحق الموكلة من سيد الحق، ولذلك، ألزم الله والنبي كل مسلم بها، وخصها بالثواب الكبير وخاصة في زكاة الفطر في آخر شهر رمضان،  وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقدم ما حكم زكاة الفطر للجنين في بطن امه وسوف نقف على استبيان هل يجوز زكاة الفطر للجنين في بطن امه في أكثر من موضع وأكثر من رأي.

هل تجب زكاة الفطر على الجنين

لا تجب زكاة الفطر على الجنين في بطن أمه، وهذا ما اتفق عليه بالإجماع علماء المذاهب الأربعة، مستندين في ذلك على ما قاله عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- {فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ}[1]، ووجه الدلالة في ذلك أن الزكاة فرضت على كل صغير وكبير، والجنين الذي في بطن أمه لا يصدق عليه مسمى الصغير لا في اللغة العربية ولا حتى في الأعراف الشرعية، كما أن الجنين لا تصدق عليه الأحكام الدنيوية إلا في حالتي الورث والوصية شرط أن يخرج من بطن أمه حياً يرزق.[2]

اقرأ أيضًا: هل تجب زكاة الفطر على الأطفال

حكم إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه

إن إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه غير واجبة، ولكنها جائزة عند قول بعض أهل العلم، ومن بينهم العلامة ابن باز -رحمه الله- الذي اعتبرها مستحبة، مستشهداً بما فعله الصحابي الجليل والخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه وأرضاه- من إخراجه للزكاة عن الحمل، وخلاصة الحكم أن الزكاة عن الجنين غير واجبة وإنما جائزة والله أعلم.[2]

هل تجب زكاة الفطر على الجنين إسلام ويب

فيما ذكر بالإجماع من قبل أهل العلم أن زكاة الفطر على الجنين غير واجبة، وقد أفتى العلماء بهذا أيضاً على موقع إسلام ويب في الفتوى رقم 6406، وقد ذكر العلماء أنها جائزة ومستحبة وفق ما ذكر في نص الفتوى بقولهم:[2]

لكن يستحب إخراجها عنه لفعل عثمان رضي الله عنه وعن أبى قلابة قال: كان يعجبهم أن يعطوا زكاة الفطرة عن الصغيرة والكبير، حتى عن الحمل في بطن أمه رواه أبو بكر في الشافي. والله أعلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز اعطاء زكاة الفطر للاخ

مقدار زكاة الفطر للحامل

كما أسلفنا سابقاً، أن زكاة الفطر عن المرأة أو الرجل كبيراً أو صغيراً، هي مقدار واحد للجميع، والواضحة في ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه {فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ}[1]، وهذا هو مقدار الزكاة على الحامل، وتستوجب الزكاة على القائم على البيت (أي الزوج) أن يدفعها عن أهل بيته، وإذا أحب أن يدفع الزكاة للجنين الذي في بطن زوجته فلا حرج، وإنما مستحب، وعليه يكون مقدار الزكاة هنا مقدارين، عن الأم وجنينها، وإن لم يستحب دفعها عن الجنين فلا إثم عليه في ذلك.[2]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل تجب زكاة الفطر على الجنين، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من وجه وأكثر من رأي لدى علماء وفقهاء الأمة وفق ما استندوا إليه من أدلة شرعية.