هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء في الإسلام خاصّة أنّ الغسل يُمكنه أن يطهر من الحدث الأكبر فكيف بالحدث الأصغر الذي يجزئه الوضوء، ولكن للإسلام رأيه وحكمه في الأمر، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع صحة الاغتسال ليلة القدر وهل يجزئ ذلك الغسل عن الوضوء من أجل العبادة، وسيُضاء على بعض المسائل الأخرى الخاصة بليلة القدر، وسيكون ذلك في هذا المقال.
ليلة القدر
ليلة القدر هي الليلة المباركة التي أنزل الله تعالى فيها سورة خاصةً تُتلى آناء الليل وأطراف النهار، وقد بارك الله تعالى تلك الليلة، فجعلها سلامًا حتى مطلع الفجر، فتتنزل الملائكة فيها وتعلو الأدعية ويكثر الساجدون، ويسعى كل مؤمن أن يكون فيها من -رحمه الله- تعالى.
شاهد أيضًا: هل صلاة ليلة القدر واجبة
هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء
إنّ غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء إذا كان من أجل رفع الحدث الأكبر فهنا يشمل الحدث الأكبر الحدث الأصغر معه فيزولان معًا، أمّا لو كان الاغتسال لغير إزالة الحدث الأكبر، فإنّه لا يجزئ، بل عليه الوضوء وصفة الاغتسال كما ذكره جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “حدَّثَني بَشيرُ بنُ أبي بَشيرٍ، مَولى آلِ الزُّبَيرِ، قال: سَمِعتُ الحَسَنَ بنَ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ، يَسألُ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ الأنصاريَّ أخا بَني سَلِمةَ عن الغُسْلِ مِن الجَنابةِ، فقال جابِرٌ: كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم- يَغرِفُ على رَأْسِه ثَلاثَ غَرَفاتٍ بِيَدَيه، ثُمَّ يُفيضُ الماءَ على جِلْدِه قال: فقال له الحَسَنُ: إنَّ شَعْرَ رَأْسي كَثيرٌ، وأخْشَى ألَّا تَغسِلَه ثَلاثُ غَرَفاتٍ بِيَدي. فقال له جابِرٌ: رَأْسُ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم- كان أكْثَرَ، وأطيَبَ مِن رَأسِكَ”،[1] والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: مواقيت الصلاة في مكة المكرمة, المملكة العربية السعودية
الغسل المستحب يجزئ عن الوضوء
إنّ الغسل المستحب لا يجزئ عن الوضوء مثل غسل يوم الجمعة؛ لأنّه ليس فيه رفع للحدث مثل الاغتسال من الجنابة أو الاغتسال من الحيض أو نحو ذلك، وقد ذكر ابن باز -رحمه الله- في هذه المسألة: “غُسلُ الجُمُعة لا يكفي، بل لا بُدَّ من الوُضوء الشرعي، لكن لو كان غُسل الجنابة، وَنَوَى الحدثين أَجْزَأَ، وأما الغُسلُ المستحبُّ؛ غسل الجُمُعة، فهذا لا يكفي، بل عليه أن يُعيدَ الصلاة ظهرًا، لأن الجُمُعة لا تُقْضَى إلا ظهرًا، والغُسلُ المستحبُّ لا يجزِئ عن الوضوء، حتى ولو نَوَى، إلَّا إذا رَتَّبَ؛ غَسَلَ وَجْهَهُ ثم يديه، ثم مَسَحَ رأسهُ وأُذُنيه، ثم غَسَلَ رجليه في أثناء الغسل، فلا بأسَ، يكفي؛ يعني تَوَضَّأَ وهو يَغتسِلُ بالترتيبِ والنيَّةِ”، والله في ذلك هو أعلى وأعلم.[2]
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء، وذكرنا رأي العلماء في ذلك، ثمّ أضأنا على حكم الغسل المستحب وهل يجزئ عن الوضوء وعرّفنا بليلة القدر.
المراجع
- ^ شعيب الأرناؤوط , تخريج المسند، جابر بن عبد الله، 15021، صحيح
- ^ ar.islamway.net , هل الغسل المستحب يغني عن الوضوء؟ , 19/03/2024