هل يجوز اخراج زكاة الفطر نقدا

هل يجوز اخراج زكاة الفطر نقدا أم يجب إخراجها من قوت أهل البلد حصرًا، من الأحكام التي يكثر السؤال عنها في شهر رمضان الفضيل؛ لكون صدقة الفطر من الأمور المحدّدة في الشرع بكمية محددة من قوت أحل البلد؛ كالبرّ والأرز ونحو ذلك؛ لهذا سوف يوضّح موقع مقالاتي خلال هذا المقال هل يجوز اخراج زكاة الفطر مالا أم لا؛ وذلك بالعودة إلى أقوال المذاهب الأربعة في المسألة.

زكاة الفطر

زكاة الفطر هي الزكاة التي تجب بالفطر من شهر رمضان، وحكمها الوجوب عند جمهور الفقهاء، وقد سمّيت بالزكاة لأنّها تزكي نفس المؤمن وتطهرها، وتنمي ماله، كما أنّها تجبر نفسه، أمّا عن ربط تسميتها بالفطر فذلك لأن الفطر من الصيام في شهر رمضان هو سبب وجودها، ومقدارها هو صاع من قوت أهل البلد، ويقدَّر الصاع بـ(2500) غرام.[1]

اقرأ أيضًا: ما حكم زكاة الفطر وما مقدارها ومتى وقتها

هل يجوز اخراج زكاة الفطر نقدا

ذهب جمهور أهل العلم من الشافعية والمالكية والحنابلة إلى عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا؛ وعلّلوا ذلك بعدم ورود ما يدلّ على ذلك من لنصوص الشرعية، بالإضافة إلى أنّ القيمة النقدية في حقوق الناس غير جائزة من غير تراضٍ بينهم، وفي زكاة الفطر لا يوجد من الناس من يُطلب إرضاءهم أو إبراءهم؛ وذلك بسبب عدم وجود مالك محدّد. وخالفهم الأحناف في ذلك حيث أجازوا إخراج زكاة الفطر بالقيمة بل اعتبروا ذلك أفضل.[2]

شاهد أيضًا: حكم زكاة الفطر في المذاهب الأربعة

إخراج زكاة الفطر نقداً عند الحنفية

ذهب الأحناف إلى جواز إخراج زكاة الفطر بقيمتها النقدية، حتى أنّهم بيّنوا أن إخراجها بالقيمة خير من إخراجها من البرّ أو الأرز أو أيّ نوع من أنواع القوت؛ فالفقير يوم العيد ربّما لا يكون محتاجًا لقوت من البرّ أو نحوه بل يحتاج إلى لحم أو لباس أو غير ذلك من حاجاته، وعند إعطائه المال يستطيع أن يشتري ما يريده من غير أن يتعرّض لعناء بيع الحبوب لشراء ما يريد في الثمن، كما أنّه قد يضطر إلى بيع الحبوب بثمن أقل من قيمتها الحقيقيّة.[2]

ما ذكر من تفضيل الأحناف لإخراج زكاة الفطر في القيمة كلّه عندهم يرتبط باليسر؛ أي توفّر الحبوب في الأسواق بشكل كبير، أما في حال الشدة؛ بأن لم يكن هناك الكثير من الحبوب في السوق فالأفضل إخراج زكاة الفطر بالعين لا بالقيمة، وفي هذا الأمر مراعاة لمصالح الفقراء.[2]

شاهد أيضًا: مقدار الصاع في زكاة الفطر بالكيلو

حكم من لا يستطيع إخراج زكاة الفطر

تجب زكاة الفطر على الغني، والمقصود بالغني في وجوب زكاة الفطر أن يجد عنده مقدار صاع أو أكثر زائدًا عن قوته وقوت عياله وقوت من تجب عليه نفقتهم في يومَ العيد وليلته، وهذا بعد حاجاته الأساسية من المسكن ونحوه، فمن وجد ذلك وجبت الزكاة في حقّه ومن لم يجد لا تجب عليه زكاة الفطر؛ لأنّ الله لا يكلّف نفسًا إلا وسعها.[3]

وفي ختام هذا المقال، نكون قد بيّنا هل يجوز اخراج زكاة الفطر نقدا أم لا بد من أن يتمّ إخراجها صاعًا من قوت أهل البلد عند الجمهور ومن خالفهم، وبيّنا علّة الحكم عند كلّ من الفريقين.