حكم إخراج زكاة الفطر ليلة السابع والعشرين من رمضان

ما هو حكم إخراج زكاة الفطر ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك، فزكاة الفطر من العبادات المرتبطة بشهر رمضان المبارك، وأكثر المسلمين يُخرجون هذه الزكاة في الوقت المُحدّد لها شرعًا، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي مع بيان حكم إخراج زكاة الفطر في الوقت المذكر آنفًا، إضافة للوقوف مع بعض الأحكام المتعلقة بزكاة الفطر مثل حكمها وتأخيرها عن موعدها من دون عذر ونحو ذلك.

حكم إخراج زكاة الفطر ليلة السابع والعشرين من رمضان

إنّ بداية وقت إخراج زكاة الفطر هو من الأمور التي اختلف فيها العلماء، ويمكن إجمال أقوالهم فيما يأتي:

قول الحنابلة والمالكية

ذهب الحنابلة والمالكية إلى أنّ أول وقت تبدأ فيه صدقة الفطر هو قبل العيد بيوم أو يومين، مستدلين على ذلك بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- الذي يقول فيه: “وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ”،[1] وفي قول آخر في المذهب المالكي أنّ أوّل وقت تبدأ فيه صدقة الفطر هو قبل العيد بثلاثة أيّام، لحديث نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنهما- الذي يرويه عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أنَّه كان يبعَثُ بزكاةِ الفطرِ إلى الَّذي تُجمَعُ عنده قبلَ الفِطرِ بيَومينِ أو ثلاثةٍ”،[2] والله أعلم.[3]

قول الحنفية والشافعية

ذهب الحنفية في المُفتى به في المذهب والصحيح عند الشافعية أنّ إخراج زكاة الفطر يجوز مع دخول شهر رمضان المبارك، وقالوا في تعليل قولهم هذا: “لأن سبب الصدقة الصوم والفطر عنه، فإذا وجد أحد السببين جاز تعجيلها، كما يجوز تعجيل زكاة المال بعد ملك النصاب قبل تمام الحول”، والله أعلم.[3]

وبذلك يظهر أنّ حكم إخراج زكاة الفطر ليلة السابع والعشرين من رمضان جائز على مذهب الحنفية والشافعية، وغير جائز عند الحنابلة والمالكية كما مرّ آنفًا، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين

إنّ حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين جائز عند المذاهب الأربعة؛ فمذهب المالكية والحنابلة ينص على أنّ أوّل موعد تُخرَج فيه زكاة الفطر هو قبل العيد بيوم ويومين وثلاثة في أحد الأقوال، ومذهب الحنفية والشافعية أنّه يجوز إخراج زكاة الفطر مع بداية شهر رمضان المبارك، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد باسبوع

حكم إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد

إنّ حكم إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد جائز عند جميع العلماء، وأداؤها قبل الصلاة هو آخر وقت لها، فمن أدّاها بعد الصلاة كانت صدقة وليست زكاة، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- في الحديث: “فرضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ”،[4] وفي حديث عند البخاري: “فَرَضَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”،[5] والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: الأموال التي تجب فيها الزكاة

تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر

إنّ تأخير زكاة الفطر عن موعدها بدون عذر لا يجوز، والواجب على المسلم إخراجها قبل صلاة العيد، فمن أخّرها عن موعدها من غير عذر وجب عليه إخراجها والتوبة إلى الله تعالى، ويُرجى له أن تُجزئ عنه،[7] وقال بعض أهل العلم إنّه ولو أخرجها بعد الصلاة فهي زكاة لا صدقة، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة

حكم زكاة الفطر

إنّ زكاة الفطر هي فرضٌ على كل مسلم، صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، حر أو مملوك،[9] وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما:

“فَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ -أوْ قالَ: رَمَضَانَ- علَى الذَّكَرِ، والأُنْثَى، والحُرِّ، والمَمْلُوكِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ فَعَدَلَ النَّاسُ به نِصْفَ صَاعٍ مِن بُرٍّ، فَكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، يُعْطِي التَّمْرَ، فأعْوَزَ أهْلُ المَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فأعْطَى شَعِيرًا، فَكانَ ابنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ، والكَبِيرِ، حتَّى إنْ كانَ لِيُعْطِي عن بَنِيَّ، وكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنْهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ”.[1]

وتُخرَج الزكاة من قوت البلد،[9] وأجاز جمع من العلماء إخراج زكاة الفطر نقدًا من باب التيسير على الناس، والله أعلم.[10]

وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم إخراج زكاة الفطر ليلة السابع والعشرين من رمضان بعد الوقوف على الإجابات المفيدة عن هذه المسألة، إضافة للمرور على بعض المسائل الأخرى المتعلقة بزكاة الفطر.