ما حكم زكاة الفطر وما مقدارها ومتى وقتها

ما حكم زكاة الفطر وما مقدارها ومتى وقتها من الأسئلة التي يكثر ذكرها بمجرّد دخول الشهر الكريم، لأنّ المسلم حريص على أن يفعل ما أمره به الشرع من واجبات وفروض وسنن، وتعدّ زكاة الفطر من العبادات المتعلّقة بشهر رمضان الفضيل والفطر منه، وليؤدي المسلم زكاة فطره على الوجه الصحيح عليه أن يتعلّم ما يتعلّق بها من أحكام؛ مثل وقت وجوبها ومقدارها وحكم تعجيلها وغير ذلك وهذا ما سيبيّنه موقع مقالاتي في هذا المقال.

ما حكم زكاة الفطر وما مقدارها ومتى وقتها

زكاة الفطر هي الزكاة التي يكون سببها الفطر من شهر رمضان، ويمكن تسميتها أيضًا بصدقة الفطر، وكلمة الزكاة جاءت لما فيها من تزكية وتطهير للنفس، ونماء للرزق، وجبر للنقص، أمّا كلمة فطر فقط جاءت لأنّها عطيّة عند الفطر من رمضان يراد بها نيل الثواب والأجر من الله تعالى،[1] وفيما يأتي بيان لحكم زكاة الفطر ومقدارها ووقتها:

حكم زكاة الفطر

زكاة الفطر فرض على المسلم،[1] وذلك لما ثبت من حديث ابن عمر -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، أَوْ رَجُلٍ، أَوِ امْرَأَةٍ، صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ).[2]

شاهد أيضًا: على من تجب زكاة الفطر

مقدار زكاة الفطر

زكاة الفطر صاع من طعام من قوت أهل البلد، ودليل ذلك ما ثبت في صحيح البخاري: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى كُلِّ حُرٍّ، أوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِينَ)،[3] ويقدّر الصاع في الأوزان الحالية بـ(2500) غرام.[4] والمقصود بالصاع المذكور في الحديث الشريف هو صاع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ومقداره أربعة أمداد، ومقدار المدّ ملء كفَّيِ الرجل ذي اليدين المتوسّطتين من البر أو نحوه من الحب، وما زاده المسلم على المقدار الواجب من قبيل الصدقة العامة،[1] قال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ).[5]

شاهد أيضًا: كم مقدار زكاة الفطر 2023 قيمة زكاة الفطر ولمن تعطى 1444

متى وقت زكاة الفطر

زكاة الفطر له وقت وجوب ووقت إجزاء ووقت فضيلة، وفيما يأتي بيان لها:

• وقت وجوب زكاة الفطر 

ذهب الحنفيّة وفي قول عند المالكية إلى أنّ وقت وجوب زكاة الفطر يكون عند طلوع فجر يوم العيد، أمّا الشافعية والحنابلة على كونه عند غروب شمس اليوم الأخير من رمضان؛[6] ويستفاد من ذلك أنّ من أسلم أو ولد له ولد أو تزوّج بعد الغروب أو مات قبل الغروب لا تلزم زكاة فطرته عندهم؛ لأنّ وجوب زكاة الفطر على الشخص يلزمها إدراك رمضان وشوال ولو للحظة في كل منهما.[7]

•  وقتُ إجزاء زكاة الفطر 

وقت الإجزاء لزكاة الفطر يكون قبل يوم العيد بيوم أو يومين؛ وهذا ما عليه الإمامان مالك وأحمد -رحمهما الله- وذلك لما ثبت في صحيح البخاري: (وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ)؛[8] أي الصحابة.[1] لكن أجاز الشافعية والحنفيّة تقديم زكاة الفطر إلى أوّل دخول شهر رمضان الفضيل، لتحقق أحد السببين وهو دخول شهر الصيام، وأجاز بعض الحنفية وبعض الشافعية تعجيلها قبل شهر رمضان لأنّها زكاة وفي أحكامها تشبه أحكام الزكاة العادية والزكاة يجوز تعجيلها.[9]

• وقت الفضيلة في زكاة الفطر 

فهو الوقت الذي يقع بين صلاة الفجر من يوم العيد وصلاة العيد. وذلك لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: (فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ).[10] كما أنّ بعض السلف فسروا قول الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)[11] بأن ذلك هو الرجل الذي يقدّم زكاة فطره في يوم الفطر بين يدي صلاته.[1]

شاهد أيضًا: مقدار الصاع في زكاة الفطر بالكيلو

على من تجب زكاة الفطر

تجب زكاة الفطر على كل مسلم؛ سواء كان ذكرًا أو أنثى، من أهل المدينة أو القرية أو البادية، وسواء كان حرًا كان أو عبدًا،  وذلك عليه إجماع من يُعتدّ بإجماعهم من المسلمين. وهي واجبة على الغني، والغني في زكاة الفطر لا يقصد به الغني المبيّن حكمه في زكاة الأموال، بل المقصود؛ المسلم الذي زاد عنده مقدار صاع أو أكثر ليومَ العيد وليلته عمّا يكفي قوته وقوت عياله، وقوت من يفرض عليه نفقتهم.[1]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى الختام، وقد بيّنا ما حكم زكاة الفطر وما مقدارها ومتى وقتها من حيث الوجوب والأجزاء والفضيلة، ثمّ تمّ توضيح الحكمة من مشروعيّة زكاة الفطر، وعلى من تجب.