هل تجب زكاة الفطر على الفقير

هل تجب زكاة الفطر على الفقير، فإنّ الفقراء قد لا يجدون من القوت ما يكفيهم ولا من الأموال كذلك، فهل يُلزَم هؤلاء بدفع زكاة الفطر مثلهم مثل باقي المسلمين أو إنّهم يُعفون من هذه المسألة، ومن خلال موقع مقالاتي سوف نبيّن هل زكاة الفطر واجبة على الفقير، إضافة للمرور على عدد من المسائل الأخرى المتعلقة بمسألة زكاة الفطر ووجوبها وأحكام إخراجها وغير ذلك من المسائل الأخرى.

هل تجب زكاة الفطر على الفقير

ذهب العلماء إلى أنّ زكاة الفطر لا تجب على الفقير، واختلف العلماء في تعريف ذلك الفقير الذي لا تجب عليه زكاة الفطر، فذهب الحنابلة والشافعية إلى أنّ الفقير هو من لا يملك فضلًا عن قوته وقوت من تلزمه نفقته ليلة العيد، فقالوا: “يُشْتَرَطُ كَوْنُهُ فَاضِلاً عَنْ مَسْكَنٍ وَخَادِمٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الأَْصَحِّ”، بينما قال المالكيّة إنّ الفقير هو الذي لا يقدر على المقدار الذي عليه ولو كان أقلّ من صاع، ولا يملك قوتَ يومه.[1]

وانفرد الحنفية بالقول إنّ الذي تجب عليه زكاة الفطر هو الذي يمتلك النصاب، وهو مئتي درهم من الفضة، فالذي لا يمتلك هذا النصاب “فَاضِلاً عَنْ حَوَائِجِهِ الأَْصْلِيَّةِ مِنْ مَأْكَلٍ وَمَلْبَسٍ وَمَسْكَنٍ وَسِلاَحٍ وَفَرَسٍ، وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاةُ الْفِطْرِ”، وفي قول عندهم إنّ الذي لا يمتلك النصاب تجوز عليه الصدقة، ودليل الجمهور أنّ النصاب غير واجب في زكاة الفطر هو حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: “مَن سألَ مسألةً، وَهوَ يجدُ عنها غَناءً فإنَّما يستَكْثرُ مِنَ النَّارِ، قيلَ: يا رسولَ اللهِ، وما الغَناءُ الَّذي لا ينبغي معَهُ المسألةُ قالَ: أن يَكونَ لَهُ شِبَعُ يومٍ وليلةٍ أو ليلةٍ ويومٍ”،[2] بينما استدلّ الحنفيّة على رأيهم بوجوب بلوغ النصاب بحديث: “لا صَدَقةَ إلَّا مِن ظَهْرِ غِنًى”،[3] والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بلد اخر

على من تجب زكاة الفطر

تجب زكاة الفطر على المسلمين الذكور والإناث، الأحرار والمماليك، الكبار والصغار،[4] والأدلّة على ذلك كثيرة منها حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- الذي يقول فيه:

“فَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ -أوْ قالَ: رَمَضَانَ- علَى الذَّكَرِ، والأُنْثَى، والحُرِّ، والمَمْلُوكِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ فَعَدَلَ النَّاسُ به نِصْفَ صَاعٍ مِن بُرٍّ، فَكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، يُعْطِي التَّمْرَ، فأعْوَزَ أهْلُ المَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فأعْطَى شَعِيرًا، فَكانَ ابنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ، والكَبِيرِ، حتَّى إنْ كانَ لِيُعْطِي عن بَنِيَّ، وكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنْهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ”. [5]

شاهد أيضًا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأواخر من رمضان

الحكمة من زكاة الفطر

إنّ لإخراج زكاة الفطر حكمة كبيرة بالغة، ومن تلك الحكم التي استنتجها العلماء ما يأتي:

• أنّ الزكاة طهرة للصائم من اللغو والرفث، وأنّها طعمة للمساكين ليستغنوا عن السؤال يوم العيد، وليشتركوا في فرحة العيد مع الأغنياء.
• أنّ زكاة الفطر زكاة عن البدن؛ وذلك لأنّ الله -تعالى- قد أبقى المسلم عامًا من الأعوام ومنّ عليه بحضور شهر رمضان المبارك.
• أنّ زكاة الفطر شكر لله -تعالى- من الصائمين أن منّ عليهم بنعمة الصيام.
• أنّ يدفع زكاة الفطر لمستحقيها حصول الأجر العظيم والثواب.

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر عن الخادمة المسيحية

وقت إخراج زكاة الفطر

ذهب المالكية ومعهم الحنابلة إلى أنّ وقت إخراج زكاة الفطر يبدأ قبل العيد بيوم أو يومين، وذهب بعض المالكية إلى أنّه قبل العيد بثلاثة أيّام، وينتهي بخروج الناس لصلاة العيد، وذهب الحنفية والشافعية إلى أنّ أوّل وقت يبدأ فيه إخراج زكاة الفطر هو دخول شهر رمضان المبارك، قال بعض علمائهم: “لأن سبب الصدقة الصوم والفطر عنه، فإذا وجد أحد السببين جاز تعجيلها، كما يجوز تعجيل زكاة المال بعد ملك النصاب قبل تمام الحول”، والله أعلم.[6]

مقالات مقترحة

نرشح لكم بعض المقالات الآتية:

• هل يجوز صيام يوم الخميس قبل رمضان
• حكم شرب الماء اثناء اذان الفجر
• هل كلمة احبك تبطل الصيام
• ما حكم البخور في نهار رمضان
• هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان لختمه
• متى يبدأ القيام في رمضان
• حكم استخدام التحاميل المهبليه في نهار رمضان
• هل تجوز الزكاة على الأخت
• هل شم العطر يفطر
• هل يجوز الإفطار بسبب الصداع

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل تجب زكاة الفطر على الفقير بعد الوقوف على إجابة المسألة السابقة، والوقوف على بعض المسائل الأخرى المتعلقة بزكاة الفطر.