هل يجوز دفع زكاة الفطر في بلد اخر

هل يجوز دفع زكاة الفطر في بلد اخر غير البلد الذي يقيم فيه الشخص خاصة وأنّ الحاجة قد تدعو إلى ذلك في ظل التغيرات الاقتصادية التي تعاني مها بعض الدول الإسلامية، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الإجابة عن سؤال هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بلد اخر والأحكام الخاصة بزكاة الفطر مثل قيمتها وهل يُمكن للشخص دفعها عن الآخر سواء كان حاضرًا أم غائبًا وما إلى ذلك من المسائل التي تتعلق بزكاة الفطر.

زكاة الفطر

إنّ زكاة الفطر هي الصدقة التي أوجبها الله تبارك وتعالى على المسلم في شهر رمضان المبارك، وفيما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ”،[1] وحديث ابن عمر رضي الله عنهما: “فَرَضَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”،[2] وقد فرضها الله تبارك وتعالى وأداها الصحابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ومَن جاء بعدهم حتى الآن.[3]

هل يجوز دفع زكاة الفطر في بلد اخر

يجوز دفع زكاة الفطر في بلد اخر كما ذكر جمع من عامة أهل العلم والفقه ومن بينهم المالكية والحنفية وهو ما عليه الإمام أحمد بن حنبل، وقد استدلوا على ذلك بقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.[4]

وأمّا من الحديث النبوي الشريف فقد استدلوا على حكمهم بما رواه الصحابي الجليل قبيصة بن مخارق بقوله:

“تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً، فأتَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أسْأَلُهُ فيها، فقالَ: أقِمْ حتَّى تَأْتِيَنا الصَّدَقَةُ، فَنَأْمُرَ لكَ بها، قالَ: ثُمَّ قالَ: يا قَبِيصَةُ، إنَّ المَسْأَلَةَ لا تَحِلُّ إلَّا لأَحَدِ ثَلاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَها، ثُمَّ يُمْسِكُ، ورَجُلٌ أصابَتْهُ جائِحَةٌ اجْتاحَتْ مالَهُ، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَ قِوامًا مِن عَيْشٍ -أوْ قالَ: سِدادًا مِن عَيْشٍ- ورَجُلٌ أصابَتْهُ فاقَةٌ حتَّى يَقُومَ ثَلاثَةٌ مِن ذَوِي الحِجا مِن قَوْمِهِ: لقَدْ أصابَتْ فُلانًا فاقَةٌ، فَحَلَّتْ له المَسْأَلَةُ حتَّى يُصِيبَ قِوامًا مِن عَيْشٍ -أوْ قالَ: سِدادًا مِن عَيْشٍ- فَما سِواهُنَّ مِنَ المَسْأَلَةِ -يا قَبِيصَةُ- سُحْتًا، يَأْكُلُها صاحِبُها سُحْتًا”.[5]

وفي الحديث النبوي دلالة على أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يستدعي الصدقات إلى المدينة المنورة ومن ثم يقوم بتوزيعها إلى مستحقيها.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر في غير بلد الاقامة

هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر

يجوز إخراج زكاة الفطر عن شخص آخر ويجزئه ذلك بإذن الله، إلا أنّ دفع شخص عن آخر لا يعدّ واجبًا على الإطلاق بل هو فعل حسن يؤجر عليه بإذن الله تبارك وتعالى، ووجوب زكاة الفطر يكون على الشخص نفسه مثلها مثل الصلاة أو الصيام ونحوها، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

كم قيمة زكاة الفطر

إنّ مقدار زكاة الفطر هو صاع من غالب قوت أهل البلد وقد قدّر العلماء الصاع بثلاثة كيلو جرام تقريبًا، ذكر ابن باز: “إذا كان المقصود زكاة الفطر من رمضان فمقدارها صاع من كل الأقوات كلها، من جميع الأقوات، صاع من البر، صاع من الشعير، صاع من التمر، صاع من قوت البلد، وهو أربع حفنات باليدين المعتدلتين الممتلئتين، هذا هو الصاع، أربعة أمداد، والمد حفنة باليدين الممتلئتين، والأربع صاع، وبالوزن الصاع أربعمائة مثقال وثمانين مثقالاً، والمد مائة وعشرون مثقالًا”، والله أعلم.[8]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقال هل يجوز دفع زكاة الفطر في بلد اخر وذكرنا رأي الفقهاء والعلماء في ذلك، وهل يجوز للمسلم أن يدفع زكاة الفطر عن غيره وما قيمتها وما الأدلة على ذلك كله.