حكم صلاة الجمعة

ما حكم صلاة الجمعة في الإسلام تلك الصلاة التي حثّ على أدائها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أتى بها الصحابة والتابعون من بعدهم -رضي الله عنهم- وأرضاهم، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع شرح حكم صلاة الجمعة بشكل عام، وسيضيء على حكم أداء صلاة الجمعة في البيت أو يوم العيد، وسيُؤتى على تفصيل حكم أداء الجمعة للنساء والرجال على حدّ سواء.

حكم صلاة الجمعة

إنّ حكم صلاة الجمعة هو فرض عين كما ذكر العلماء في متون كتبهم مستدلين على ذلك بقول الله -تعالى- في سورة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[1] ولمّا أمر الله -تبارك وتعالى- بالسعي فإنّ هذا الأمر يقتضي الوجوب إذ السعي لا يكون إلا في الواجب من الأمور، وقد نهى الله -تعالى- عن البيع في وقتها، ولمّا نهى عن البيع، فإنّ ذلك يؤكد وجوبها.[2]

اقرأ أيضًا: هل حكم صلاة الجمعة واجبة

حكم صلاة الجمعة في البيت

لا يجوز أداء صلاة الجمعة في البيت عند جمهور أهل العلم من الفقهاء، ويشترط أصحاب المذهب المالكي المسجد، حتى تصحّ صلاة الجمعة، ويشترط علماء المذهب الحنبلي والمذهب الشافعي العدد من أجل التمكّن من أداء الجمعة وهم أربعون من المسلمين أهل الوجوب.[3]

اقرأ أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر

حكم صلاة الجمعة يوم العيد

اختلف العلماء في مسألة حكم صلاة الجمعة يوم العيد إلى قولين وهما:[4]

• القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الجمعة لا تسقط حتى ولو كانت في يوم عيد وهو رأي علماء المذهب الحنفي والشافعي والمالكي؛ وبهذا القول أفتى جماعة من الفقهاء وهو ما اختاره ابن حزم وابن عبد البر، واستدلوا على ذلك من الأثر بـأنه: “قال أبو عُبَيدٍ: ثمَّ شهدتُ مع عُثمانَ بنِ عَفَّانَ، فكان ذلك يومَ الجُمُعةِ، فصلَّى قبْل الخُطبةِ، ثم خطَبَ فقال: يا أيُّها الناسُ، إنَّ هذا يومٌ قد اجتمَعَ لكم فيه عِيدانِ؛ فمَن أحبَّ أن يَنتظِرَ الجُمُعةَ مِن أهلِ العوالي فليَنتظرْ، ومَن أحبَّ أنْ يَرجِع، فقدْ أَذِنْتُ له”.
• القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الجمعة تسقط على مَن أدى صلاة العيد وحضرها، ولو كان يجب على الإمام أن يقيمها، وبهذا القول أفتى المذهب الحنبلي وهو ما قال به طائفة من السلف من بينهم ابن عثيمين وابن باز وابن تيمية رحمهم الله، واستدلوا على ذلك من الأثر: “عن إياسِ بنِ أبي رَملةَ الشاميِّ، قال: شهدتُ معاويةَ بنَ أبي سُفيانَ، وهو يَسألُ زيدَ بن أرقمَ، قال: أشهدتَ مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عِيدَينِ اجتمعَا في يوم؟ قال: نعمْ، قال: فكيفَ صنَعَ؟ قال: صلَّى العِيدَ ثمَّ رخَّصَ في الجُمُعةِ، فقال: مَن شاءَ أنْ يُصلِّيَ، فليصلِّ”.

اقرأ أيضًا: حكم السفر يوم الجمعة

هل حكم صلاة الجمعة واجبة

إنّ حكمَ صلاةِ الجُمعة هو الفرض على كل رجل مكلف مستوطن ببناء كما أفتى بذلك الفقهاء والعلماء، ولا يجوز التخلف عن أداء صلاة الجمعة إلا بعذر شرعي كالمرض والسفر ونحوه قال الله -تبارك وتعالى- في سورة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.[1] [5]

اقرأ أيضًا: هل تجب صلاة الجمعة على المسافر

حكم ترك صلاة الجمعة

إنّ حكمَ تارك صلاةِ الجُمعة من غير عذر شرعي هو كبيرة من الكبائر والمسلم الذي يترك ثلاثة جموع متوالية من دون عذر، فإنّ الله -تعالى- يطبع على قلبه، فيكون من الغافلين، ولا بدّ من التنبه إلى أنّ ترك صلاةِ الجُمعة عقوبته قلبية وهي أشد من العقوبة الجسدية؛ لأنّ الغافل عن ذكر الله قد خسر الدنيا والآخرة.[6]

اقرأ أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة

حكم من فاتته صلاة الجمعة

إنّ حكمَ مَن فاتته صلاةُ الجُمعة يؤديها ظهرًا بنية الظهر، وليس بنية صلاةِ الجُمعة؛ أي يُصلى الظهر بدلًا عنها، سواء كانت قد فاتته بعذر أم بغير عذر، إلا أنّه يؤثم كذلك إن فاتته بغير عذر، وتارك الجُمعة ثلاثًا من غير عذر يُبيح له فعل ذلك يطبع الله -تعالى- على قلبه فيكون من التائهين الغافلين.[7]

اقرأ أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم

حكم صلاة الجمعة للرجال

إنّ حكمَ صلاةِ الجُمعةِ على الرجال هو فرض لقول الله -تبارك وتعالى- في سورة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[1] وقد توعّد الله -تبارك وتعالى- على لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- تارك الجمعة بالوعيد الشديد، وقد ذكر عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ: “عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قال لقَومٍ يَتخلَّفونَ عن الجمُعةِ: لقد هَمَمْتُ أنْ آمُرَ رَجُلًا يُصلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُحرِّقَ على رِجالٍ بُيوتَهم؛ يَتخلَّفونَ عن الجمُعةِ”.[8] [9]

اقرأ أيضًا: حكم صلاة الجمعة للرجال المقيمين

حكم صلاة الجمعة للنساء

إنّ حكمَ صلاةِ الجُمعة للمرأة هو غير واجب كما ذكر جمع من علماء أهل السنة والجماعة، وعلى المسلمة أن تُصلي الظهر في بيتها يوم الجمعة أربعًا، وقد أجمع علماء أهل السنة والجماعة أن لا جمعة على النّساء، وقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلاَّ أَربَعَة: عَبدٌ مَملُوكٌ، أَو امرَأَةٌ، أَو صَبِيٌّ، أَو مَرِيضٌ، والأصل من عدم فرضية الجمعة على النساء؛ لأنّ الشريعة الإسلامية لا تُحبذ اجتماع النساء مع الرجال مع المحافل لما يجرّ ذلك من أمور لا تُحمد عقباها.[10]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

ما حكم صلاة الجمعة هو ما أوضحته سطور هذا المقال، كما ذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة وأضأنا على بعض المسائل الخاصة بصلاة الجمعة وما حكمها بالنسبة للرجال والنساء وما حكم تركها عمدًا أو مَن فاتته الصلاة.