ما هو فضل صلاة الجمعة

ما هو فضل صلاة الجمعة فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ خير يومٍ طلعت عليه الشمس هو يوم الجمعة، وقد خصّه الله -سبحانه وتعالى- بصلاة الجمعة التي لا يمكن أن تؤدى إلا فيه، ولم تفرض وتشرع إلا فيه، وهذه الصلاة لها من الفضائل والخصائص ما لا يعلمه إلا الله، وهي فريضة على كلّ رجل بالغ عاقل مكلف، وإن موقع مقالاتي سيبيّن فضائل صلاة الجمعة في الكتاب والسنة.

فضل صلاة الجمعة

إنّ صلاة الجمعة من أعظم الصلوات المفروضة على المسلمين، وهي آكد الصلوات على الإطلاق وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضلها في الكثير من الأحاديث الشريفة، ففيها الكثير من الفضائل والأجر والثواب العظيم لمن يؤديها، ولمن يبكّر في ذهابه إليها يزداد أجره أجرًا فوق أجر، ولمن يمشي إلى صلاة الجمعة له بكلّ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاة أجر صيام سنةٍ وقيامها، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ”. [1] والله ورسوله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات صلاة الجمعة

فضل صلاة الجمعة في المسجد

إن على المسلم أن يدرك أن صلاة الجمعة لا تجوز إلا في جماعة، وفي المسجد مع المسلمين، ومع فضل صلاة الجمعة بذاته، يزداد فضلها بأنّها تؤدى في جماعة، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن صلاة الجماعة تزيد عن صلاة الفرد ببضعٍ وعشرين درجة، ومن فضل أدائها في المسجد ما رواه أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال:[3]

“صلاةُ الرَّجُلِ في جَـماعةٍ تَزيدُ عن صَلاتِه في بَيْتِه وصَلاتِه في سُوقِه بِضْعًا وعِشْرين دَرَجةً؛ وذلك أنَّ أَحَدَكم إذا تَوضَّأَ فأحسَنَ الوُضوءَ، ثم أتى الـمَسجِدَ لا يُريدُ إلا الصَّلاةَ، ولا يَنْهَزُه إلا الصَّلاةُ؛ لَـمْ يَـخْطُ خُطوَةً إلا رُفِعَ له بـها دَرَجةٌ، وحُطَّ بـها عنه خَطيئَةٌ، حتى يَدْخُلَ الـمَسجِدَ، فإذا دخَلَ الـمَسجِدَ كان في صَلاةٍ ما كانتِ الصَّلاةُ هي تَـحْبِسُه، والملائِكةُ يُصَلُّون على أحدهم ما دام في مَـجْلِسِه الذي صَلَّى فيه، يَقولون: اللَّهمَّ اغْفِرْ له، اللَّهمَّ ارْحَـمْه، اللَّهمَّ تُبْ عليه، ما لَـمْ يُؤْذِ فيه، ما لَـمْ يُـحْدِثْ فيه”.[4]

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات سنة صلاة الجمعة

فضل صلاة الجمعة عند أهل البيت

ورد عن الشيعة أنّ صلاة الجمعة أمرٌ عظيم، وأنّ سورةً كاملة في القرآن الكريم وردت باسم الجمعة لعظمة هذه الصلاة، وقد ذكرت أحكامها في ثلاث آياتٍ من تلك السورة، ويروون عن الطوسي ما ينسبه إلى أبي عبد الله عن أبيه عن جده أنه قال: “جاء أعرابي إلى النبي صلی الله عليه وآله، وسلم يُقال له (قليب) فقال له: يا رسول الله، إني تهيأت إلى الحج كذا وكذا مرة، فما قُدّر لي! فقال له: «يا قليب، عليك بالجمعة فإنها حج المساكين” ويروون عن الكاظم أحد الأئمة أنه لفضل صلاة الجمعة فقد كان يقضي الخميس يتجهز للصلاة.[5]

اقرأ أيضًا: فضائل وأحكام يوم الجمعه

فضل صلاة الجمعة للنساء

لم يرد في فضل صلاة الجمعة للنساء دليلٌ بعينه، إنما صلاة الجمعة لا تجب على النساء، فهي واجبة على الرجال فقط دون النساء، وقد أخبرت أمّ عطية أنّه لا جمعة على النساء، وقد نُهين عن اتباع الجنائز، وعلى المرأة أن تصلي الظهر في بيتها بدل الجمعة، ولو صلّت الجمعة صحّت وأغنتها عن الظهر، ولكن قال الأحناف أن الأفضل لها صلاة الظهر في بيتها، فهي أثوب لها، ولما جاء من المنع للنساء في الجمعة، والمالكية حرّموا الجمعة على الشابة، والحنابلة كرّهوا لها ذلك إن كانت حسناء، وعند الشافعية يكره حضور المرأة الجمعة إن كانت مُشتهاة، والخلاصة أنّ المرأة لتحصيلها الفضل صلت الظهر في بيتها والله أعلم.[6]

اقرأ أيضًا: أحكام الجمعة

فضل صلاة الجمعة للاطفال

إن صـلاة الجمـعة غير واجبة على الأطفال، ولا فضـل لحضورهم إياها إن كانوا دون السبع سنوات، بل هؤلاء يعطّلون ويشوّشون على المصلين، إنما من بلغ من الأطفال سبع سنوات يُصطحب إلى المسجد للجمـعة والجمـاعة، لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بأمر الأبناء بالصلاة وهم أبناء سبع، فالفضل فيها أنّه ينال أجر الجمـاعة، وأجر الجمعة كلّه بما علّمه أبوه والله ورسوله أعلم.[7]

اقرأ أيضًا: حديث شريف عن صلاة الجمعة

فضل صلاة الجمعة في القرآن

ورد في القرآن الكريم سورة كاملة تحمل اسم سورة الجمعة، وقد حثّ الله -سبحانه وتعالى- أن يسعى المسلمون إلى صلاة الجمعة عند النداء، فقال في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. [8]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة

فضل صلاة الجمعة ابن باز

فصّل الشيخ ابن باز في فضـل صـلاة الجـمعة، فذكر عديد الأحاديث الشريفة التي تشير وتؤكد فضـلها، وتذكر حكمها وتؤكد أهميتها للمسلمين، وقد شرح الاحاديث، وأشار إلى أن صـلاة الجمـعة واحدة من الفرائض التي لا يجوز التهاون فيها، وتركها من الكفر كحال ترك بقية الصلوات، وذكر الشيخ فضـل من يغتسل لصلاة الجمـعة، وأجره العظيم الذي أعده الله -سبحانه وتعالى- له، وشرح آداب صـلاة الجـمعة والخطبة، كما ذكر الشيخ أحكام صـلاة الجمـعة ووقتها وسننها، وأكّد على فضل أدائها كلّها.[9]

فضل التبكير الى صلاة الجمعة

إن فضل الذهاب الى صـلاة الجـمعة مبكرا فضلٌ عظيم وكبير، فالتبكير هو سويعات قليلة يقضيها المسلم في بيت الله ينتظر صـلاة الظهر، يذكر الله ويسبحه، وهو فـضلٌ عظيم يؤتيه الله من يشاء من عباده، وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من غسَّل يومَ الجمعةِ واغتسل، ثم بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركبْ، ودنا من الإمام، واستمع، وأنصت، ولم يَلْغُ، كان له بكلِّ خطوةٍ يخطوها من بيتِه إلى المسجدِ، عملُ سَنَةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها”.[10] والملائكة في الصحيح تقف على الباب تسجل من دخل إلى الجمعة الأول فالأول، فلو صعد الإمام إلى المنبر طوت الصحف والله ورسوله أعلم.[11]

اقرأ أيضًا: أحاديث يوم الجمعة

احاديث عن فضل صلاة الجمعة

ورد في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من حديث عن فضـل صـلاة الجمعـة، وفيما يأتي بعض الأحاديث الشريفة الصحيحة عن فضائل الجمعة:[12]

• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنِ اغْتَسَلَ يومَ الجمعَةِ، ثُمَّ أَتَى الجمعَةَ، فصلَّى مَا قُدِّرَ له، ثُمَّ أنصتَ حتَّى يفرَغَ الإمامُ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يصلي معَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بينَه وبينَ الجمعَةِ الأخرى، وفضل ثلاثَةِ أيَّامٍ“. [13]
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصَّلَواتُ الخمسُ، والجمُعةُ إلى الجُمعةِ، كفَّاراتٌ لما بينَهُنَّ، ما لَم تُغشَ الكبائرُ“. [14]
• عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ“.[15]
• قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خمسٌ من عمِلهنّ في يومٍ كتبهُ اللهُ من أهلِ الجنةِ: من عادَ مريضًا، وشهدَ جنازةً، وصامَ يوما، وراحَ يومَ الجمعةِ، وأعتقَ رقبةً“. [16]

اقرأ أيضًا: سنة صلاة الجمعة

فضل صلاة الجمعة بالصور

كذلك سيتم عرض صورٍ لعرض فضـائل صـلاة الجمـعة ويوم الجـمعة فيما يأتي:

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية: