هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة

هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة أحد أهم الأسئلة والأحكام المتداولة، ويتم التساؤل عليه بين المسلمين كثيراً حول صلاة الجمعة لأدائها بالشكل الأمثل، وهذا لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يواظب على أدائها، وحثَّ عباد الله الصالحين المواظبة عليها، لما لها من أجر وثواب وفضل عظيم، وعبر موقع مقالاتي سوف نسلط الضوء على حكم صلاة الجمعة بدون خطبة وكل ما يخصُ خطبةِ الجمعة من أحكام وشروط.

هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة

لا يجوز أن يؤدي المسلم صلاة الجمعة بدون الخطبة بحسب رأي معظم جماهير أهل العلم ومن بينهم المذاهب الأربعة، وهذا لأنهم رأوا أن خطبةِ الجمعة واجبة، وشرطاً لقبول الصلاة، [1] وقالوا إن خطبة الجمعة بمثابة الذكر، وحثَّ الله -عزَّ وجلَّ- عباده الصالحين على الذكر، كما أسنوا خطبة الجمعة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقيم خطبة الجمعة دائماً، واستدلوا على وجوب الخطبْة بقوله تعالى في الآية 9 من سورة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ   الجمعة}.[2]

اقرأ أيضًا: حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة

حكم خطبتي الجمعة

إن الخطبتين شرط لصلاة الجمعة لدى عامة العلماء، ومذهب الجمهور، والحنابلة، المالكية، والشافعية أيضًا، واستدلوا على هذا من عدة أمور، [3] فمن السنة استدلوا بالحديث الذي رواه عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ -رَضِيَ الله عنهما-، قال: {كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ خُطبَتَينِ يقعُدُ بينهما}، أخرجه بخاري واللفظ له، ومسلم [4]

كما ذهبوا إلى وجوبها من مواظبة النبي -صلى الله عليه وسلم- على إقامتها وعدم قطعها، كما أوجبوها لأن الخطبتين أقيما مقام الركعتين، أيّ كل خطبة من هذه الخطب بدلاً من ركعة، والإخلال بإحداهما كالإخلال بصلاة الجمعة كُلها.

اقرأ أيضًا: حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة محرم أو مكروه

هل يجوز صلاة الجمعة قبل الخطبة

لا يجوز أداء صلاة الجمعة قبل الخطبة، فقد حثَّ رسول الله في الكثير من أحاديثه الشريفة على صلاة الجمعة، وبيّن وقتها، وعدد ركعاتها، وهذا لأن من قبل صلاة الجمعة وليس بعده، وأي إخلال في شروط إقامة الخطبة لا يعطى عليه العبد الأجر والثواب الكامل الذي أعده الله لهم، والعلم عنده وحده.[5]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الكلام اثناء خطبة الجمعة

شروط صحة خطبة الجمعة

هناك عدة شروط لصحة خطبة الجمعة، منها شرطان اتفق عليهما فقهاء الدين الإسلامي، وما تبقَ من الشروط مختلفٌ فيه، وهذه الشروط هي:[5]

شروط صحة خطبة الجمعة المتفق عليها

فيما يلي نقدم شرطي خطبةِ الجمعةِ المتفق عليها من قبل فقهاء الدين الإسلامي:

• الوقت: يجب أن تقع الخطبة بعد أن تقع صلاة الجمعة.
• الموعد: يجب أن تكون الخطبة قبل صلاة الجمعةِ وليس بعدها، ويجب ألا يطول الفصل بينهما، بل يجب الموالاة بينهما.

اقرأ أيضًا: هل خطبة الجمعة قبل الصلاة أم بعدها

شروط صحة خطبة الجمعة المختلف عليها

فيما يلي نقدم شروط خطبةِ الجمعةِ المختلف عليها من قبل فقهاء الدين الإسلامي:

• النية: واتخذوا دليلاً على ذلك الحديث الذي رواه الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال أن الرسول -صلى الله عليه وسلم قال: {إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى}، [6] متفق عليه، ويشترط أن ينوي الخطيب خطبةِ الجمعةِ مجزئة برأي الحنابلة والشافعية.
• الجهر: فلا يجوز أن يخطب الخطيب سراً، ويجب أن تكون الخطبة جهراً، وهذا لأن مقصود الخطبة لا يبان إلا عند الجهر بها، وهذا رأي أهل العلم كلهم إلا الحنفية.
• عدد الحضور: اشترط بعض أهل العلم وجود نصاب للحضور لإقامة الخطبة، فالأصل في صلاة الجمعة الإقامة جماعة، أي أقل عدد لإقامتها ثلاثة فأكثر، ويرى بعض أهل العلم أنها لا تقام لعدد يقل عن الأربعين والله أعلم.
• اللغة: اشترط بعض أهل العلم أن تكون الخطبة باللغة العربية، وفي هذا اختلف العلماء على ثلاثة أقوال: أن يكون الخطيب قادراً عليها لو كان بعض السامعين لا يفقهون اللغة العربية، إذا كان جميع السامعين لا يفقهون العربية تكون الخطبة بلغتهم، الخطبة باللغة العربية مستحبة، وليست شرط ويمكن للخطيب أن يخطب بلغةٍ أُخرى.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة، وقد ذكرنا في سطوره كافة شروط خطبة الجمعة، وحكمها، وهل يجوز تأخيرها على الصلاة.