جدول المحتويات
هل يجوز الاحتفال بعيد الام هو محور هذا المقال، حيث إنّ عيد الأم هو من الأعياد التي دار حولها جدل كبير بين المسلمين في موضوع الاحتفال به والرأي الإسلامي بالاحتفال بهذا العيد، وللخلاص من هذا الجدل سوف نقوم من خلال هذا المقال من مقالات موقع مقالاتي بالحديث عن عيد الأم وسنضع ما حكم عيد الام في الاسلام وسوف نتحدث عن موضوع هل عيد الأم بدعة وعن حكم الاحتفال بعيد الأم الإسلام سؤال وجواب.
معلومات حول عيد الأم
قبل الشروع في الحديث عن حكم الاحتفال بمناسبة عيد الحب، نقدم فيما يأتي مجموعة من المعلومات حول عيد الأم: [1]
- إنَّ عيد الأم هو أحد الأعياد التي تمّ اعتماده رسميًا في قائمة المناسبات السنوية في هيئة الأمم المتحدة.
- إنَّ عيد الأم هو العيد الذي يتم فيه الاحتفال بالأمهات في جميع أنحاء العالم، وتقديم الشكر والامتنان لهنّ؛ حيث إنّ الأم هي أساس بناء المجتمعات وتربية وتنشئة الأجيال.
- إنّ عيد الأم يختلف في موعده بين دولة وأخرى، فمن الشعوب من تحتفل بهذا العيد في شهر أبريل ومنها من تحتفل فيه شهر مارس آذار ومنها من تحتفل به في شهر مايو أيار.
- إنّ عيد الأم يأتي في مختلف البلدان العربية في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس آذار من كل عام ميلادي، أي في الشهر الثالث من أشهر السنة الميلادية.
هل يجوز الاحتفال بعيد الام
إنّ موضوع الاحتفال بعيد الأم انقسم فيه أهل العلم قسمين، منهم من أباح الاحتفال بهذا العيد ومنهم من حرمه، وفيما يأتي نتحدث عن الرأيين:
رأي المحرمين للاحتفال بعيد الأم
أشار غالبية أهل العلم واتفقوا على أنّ الاحتفال بعيد الأم محرم في الشرع الإسلامي، والسبب هو أنّ هذا العيد بدعة من البدع التي لم يرد لها أصل في الشريعة الإسلامية، وأيّد هذا القول كلٌّ من الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد العزيز ابن باز الشيخ ابن عثيمين وغيره من مراكز الإفتاء في العالم الإسلامي، وجدير بالقول إنّ أصحاب هذا القول استدلوا بأنّ أعياد المسلمين هي عيد الأضحى وعيد الفطر، وما سوى هذه الأعياد لا أصل له في الإسلام ولا أساس، قال أنس بن مالك -رضي الله عنه- في الحديث: “قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ولهم يَومانِ يَلعَبون فيهما، فقال: ما هذانِ اليَومانِ؟ قالوا: كُنَّا نَلعَبُ فيهما في الجاهِليَّةِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ اللهَ قد أبدَلَكما بهما خَيرًا منهما؛ يَومُ الأضحى، والفِطْرِ” [2] والله تعالى أعلم.
رأي المؤيدين للاحتفال بعيد الأم
أيد الاحتفال بعيد الأم كل من دار الإفتاء المصرية والمجلس الإسلامي للإفتاء الموجود في المسجد الأقصى في فلسطين، ورأوا أنّ الاحتفال بعيد الأم ما هو إلّا برّ وإحسان إلى الأم، فهو يبعث السعادة والفرح في قلب الأم، وهذا ما أمر به الشرع الإسلامي، قال تعالى في سورة الأحقاف: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [3] وذكرت دار الإفتاء المصرية في هذه الفتوى ما سيأتي:
فالبدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ كما يتضح هذا جليًّا في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) متفق عليه، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.
شاهد أيضًا: هل عيد الام حرام ام حلال
هل عيد الأم بدعة
بحسب ما ذكر أغلب أهل العلم فإنّ عيد الأم بدعة من البدع المستحدثة في الشريعة الإسلامية، والسبب هو أنّ هذا العيد لم يرد في أي نص شرعي في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة، وهذا السبب في تحريم أغلب العلماء وأغلب مراكز الإفتاء في العالم الإسلامي الاحتفالَ في هذا العيد، وقد ورد عن اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية أنّها قالت:
لا يجوز الاحتفال بما يسمى (عيد الأم) ولا نحوه من الأعياد المبتدعة لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله -صلى الله عليه وسلم- ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار.
حكم الاحتفال بعيد الأم الإسلام سؤال وجواب
بحسب ما ورد في موقع الإسلام سؤال واجواب إنّ الاحتفال بعيد الأم غير جائز لأنّه بدعة من البدع المستحدثة في الإسلام، فلم يُذكر أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- احتفل بغير عيد الفطر وعيد الأضحى، وكذلك الصحابة الكرام لم يفعلوا هذا الأمر، والدليل على هذا الحكم ما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم: ” كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حتَّى كَأنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يقولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ، ويقولُ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، وَيَقْرُنُ بيْنَ إصْبَعَيْهِ: السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، ويقولُ: أَمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ خَيْرَ الحَديثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، ثُمَّ يقولُ: أَنَا أَوْلَى بكُلِّ مُؤْمِنٍ مِن نَفْسِهِ؛ مَن تَرَكَ مَالًا فَلأَهْلِهِ، وَمَن تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا، فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ. [وفي رواية]: كَانَتْ خُطْبَةُ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَومَ الجُمُعَةِ يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عليه، ثُمَّ يقولُ علَى إثْرِ ذلكَ، وَقَدْ عَلَا صَوْتُهُ، ثُمَّ سَاقَ الحَدِيثَ، بمِثْلِهِ” [4] حيث يدلّ هذا الحديث على خطورة البدع في الإسلام، والله تعالى أعلم.
شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز
إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلطنا فيه الضوء على معلومات حول عيد الأم وتحدثنا عن هل يجوز الاحتفال بعيد الام بالإضافة إلى المرور على حكم الاحتفال بعيد الأم وهل عيد الأم بدعة، وفصلنا بأقوال العلماء في هذه المسألة المهمة.
