حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز

حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز هذا الحكم الشرعي الذي يُعدُّ من أهم وأشهر الأحكام الشرعية التي يكثر السؤال عنها مع اقتراب موعد عيد الأم من كل عام ميلادي، وذلك بهدف الحصول على الرأي الشرعي الصحيح لموضوع الاحتفال بعيد الأم في الإسلام، ومن خلال هذا المقال من موقع مقالاتي سوف نتحدث عن يوم عيد الأم وعن حكم عيد الام ابن باز وسنتحدث عن فضل ومكانة الأم في الإسلام.

ما هو عيد الأم

عيد الأم هو أحد الأعياد التي تتفق عليها معظم الشعوب والأمم في العالم في الوقت الحالي، حيث يُعدُّ هذا العيد من الأعياد المباركة التي يحتفل فيها الناس في كافة أنحاء العالم بالأمهات وبجهودهنّ العظيمة في تربية الأبناء وبناء الأجيال والمجتمعات، ويأتي عيد الأم في مواعيد مختلفة في العالم، ففي البلاد العربية يأتي عيد الأم في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس آذار من كل عام ميلادي، بينما يتمّ الاحتفال به في أماكن أخرى من العالم في شهر أبريل نيسان وشهر مايو أيّار وشهر ديسمبر كانون الثاني، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ بداية الاحتفال في عيد الأم كانت في عام 1908 في الولايات المتحدة الأمريكية، وفيما يأتي نتحدث عن الحكم الشرعي للاحتفال بعيد الأم في الإسلام. [1]

حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز

رأى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أنَّ الاحتفال بعيد الأم من البدع التي تمّ استحداثها في الشرع الإسلامي والتي لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، فلا يجوز للمسلم الاحتفال بهذا العيد لأنّه لم يرد عن السلف الصالح هذا العيد ولأنّه لم يرد في مصادر التشريع الإسلامي من قرآن الكريم وسنة نبوية شريفة، ولأنّ كل محدثة في الشرع الإسلامي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وقد ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال في الحديث الشريف الذي يستدل به أهل العلم في تحريم الاحتفال بعيد الأم: “مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ” [2] والله تعالى أعلم. [3]

حكم الاحتفال بعيد الأم ابن عثيمين

أشار الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- إلى أنَّ الاحتفال بعيد الأم ليس من الاحتفالات المباحة في الإسلام، فهو مُحرّم وغير جائز وذلك لأنّ هذا العيد هو بدعة لم ترد في الإسلام أبدًا في أي نص شرعي إسلامي، وإنّما الأعياد التي شرعها الله تعالى للمسلمين هي عيد الفطر وعيد الأضحى، فكل عيد يحتفل به المسلمون دون هذين العيدين هو بدعة مستحدثة في الدين، وهي مُحرّمة، فالبدع ضلالات والضلالات في النيران كما ذكر الحبيب المصطفى صلَّى الله عليه وسلّم، واستدلّ العثيمين رحمه الله وغيره من أهل العلم في هذا الحكم بالحديث الآتي: “قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ” [4] والعلم عند الله تعالى. [5]

شاهد أيضًا: متى يصادف تاريخ عيد الام

أقوال العلماء عن الاحتفال بعيد الأم

كثيرة هي الأقوال التي وردت عن أهل العلم في مسألة الاحتفال بعيد الأم، ومن هذه الأقوال ما سيأتي:

• قال الشيخ صالح الفوزان: 

تقليدهم في الأعياد الشركية والبدعية كأعياد الموالد عند مولد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأعياد موالد الرؤساء والملوك، وقد تسمى هذه الأعياد البدعية أو الشركية بالأيام أو الأسابيع – كاليوم الوطني للبلاد، ويوم الأم وأسبوع النظافة – وغير ذلك من الأعياد اليومية والأسبوعية، وكلها وافدة على المسلمين من الكفار؛ وإلا فليس في الإسلام إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى، وما عداهما فهو بدعة وتقليد للكفار.

• قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:

لا يجوز الاحتفال بما يسمى “عيد الأم” ولا نحوه من الأعياد المبتدعة لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد”، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله -صلى الله عليه وسلم- ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار.

حكم إهداء الأم في يوم الأم

إنَّ الهدية في الإسلام مشروعة ولا حرج فيها على المسلم، فمن رغب أن يهدي أمّه هدية فلا حرج عليه وهذا مُباح، ولكن الاحتفال بحدّ ذاته مُحرّم لأنّه عيد من الأعياد المستحدثة في الدين والتي تدخل في باب البدع التي لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، ولهذا يرى أهل العلم أنّه من الأفضل أن يقدم المسلم الهدية لأمه في غير عيد الأم، وذلك لأنّ الشرع لا يبيح الاحتفال بهذا اليوم، ولكي لا يكون في هذه الهدية حُرمة إن تمّ تقديمها في يوم عيد الأم، والله تعالى أعلم. [6]

شاهد أيضًا: متى يصادف عيد الأم هذا العام 

ما هي مكانة الأم في الإسلام

لقد كرّم الشرع الإسلامي الأم وأعلى من مكانتها وأمر ببرها وطاعتها وعدم عصيان أمرها والإساءة إليها، قال تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [7] ففي هذه الآية أمر إلهيّ واضح بالإحسان إلى الأم والأب، وهو من النصوص الشرعية التي تبرز مكانة الأم ومكانة الأب في الإسلام، ومن أبرز النصوص الشرعية التي تبين مكانة الأم في الإسلام هي النصوص الشرعية الآتية:

• قال تعالى في سورة الأحقاف: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. [8]
• جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- ما سيأتي: ” جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ” [9] والله أعلم.

إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلّطنا فيه الضوء على تعريف عيد الأم والحديث عن حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز ووضع بعض أقوال وآراء أهل العلم في مسألة الاحتفال بعيد الأم، ثمَّ تحدّثنا بالتفصيل عن مكانة الأم في الإسلام.