تعد الثوم من الأغذية التي استخدمت في الطب البديل منذ آلاف السنين وذلك لما تتميز به من خصائص علاجية أثبتت الدراسات ارتباطها بمشكلة ضغط الدم بشكل خاص، ولكن هل الثوم يرفع الضغط أم العكس، وهل تناوله بالتوازي مع أدوية معينة له آثار جانبية؟ سلطت كذلك العديد من الدراسات الضوء على أثر الثوم وفوائد للجسم، وقد جاء في نتائج العديد منها أن ما يحمله من قيمة غذائية عالية تجعله أحد المكونات العلاجية المميزة، ولكن يبقى تناوله محكوما بمدى تناسبه مع حالة من يتناوله خصوصا مرضى الضغط.
هل الثوم يرفع الضغط
يهتم العديد من مرضى الضغط بمعرفة مدى تأثير الثوم على ضغط الدم، ويعتقد أن البعض أنه قد يساهم في رفعه، ولكن على العكس تماما، إذ يعد الثوم من الأغذية المناسبة جدا لمرضى الضغط والقلب لما له من تأثير خافض لمعدلات الضغط العالية، ويعود السبب في ذلك لتوفر مادة الأليسين فيه.
ولا يقف تأثير هذه المادة على هذا فقط، بل نجده لها أثر إيجابي في خفض الكوليسترول السيئ ومستوى الدهون الثلاثية الضارة في الدم لما يصل إلى نسبة 12 بالمائة، كما تساهم في رفع مستويات الكوليسترول الجيد، ويمنع ترسبه على جدران الأوعية الدموية.
واتباع نظام غذائي غني بالثوم يقلل من تراكم الصفائح الدموية ويزيد بشكل كبير من نشاط تحلل الدهون، ويعطي هذان التأثيران المشتركان خصائص مضادة للتخثر، كما أنه بفضل نشاطاته الخافضة للدهون و الكوليسترول، يمنع الثوم أيضًا تصلب الشرايين وأمراض الأوعية الدموية المرتبطة بذلك مثل احتشاء القلب، الشلل النصفي للدماغ، التهاب الشرايين الساقين،… إلخ، وبالتالي يحسن الثوم الدورة الدموية مما يساعد في علاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني.
ويجب مع ذلك الانتباه من الإكثار من تناول الثوم، لأن الإفراط في تناوله يجعل مستوى الضغط ينزل بشكل كبير، وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
اقرأ أيضًا : هل الزنجبيل يضر الحامل
هل يتعارض الثوم مع أدوية الضغط
يتعارض الثوم مع أدوية الضغط في حالة كان المريض يعاني من ارتفاع مستويات ضغط الدم أو انخفاضها، إذ أن تناول جرعات كبيرة منه بالتوازي مع أدوية الضغط يؤدي إلى رد فعل مزدوج يجعل ضغط الدم ينزل لمعدلات ضعيفة، بينما في حالة انخفاض ضغط الدم فإنه يقلل من مفعوله الدواء وقد يثبطه بشكل نهائي مما يجعل حالة المريض تتدهور وتظهر لديه مضاعفات خطيرة.
يثبط الثوم جزئيا تخثر الدم أيضا، لذلك يجب على الأشخاص الذين يتناولون مضادات التخثر الامتناع عن تناول كميات كبيرة منه، وكذلك أولئك الذين خضعوا أو سيخضعون لعمليات جراحية، بالإضافة إلى ذلك، من الأفضل عدم تناول الثوم مع الأعشاب الأخرى المضادة للتخثر، على سبيل المثال الجنكة، الجينسنغ، الصفصاف الأبيض، الكافا، فول التونكا، أو مع زيوت السمك والحبوب التي توصف أحيانًا للأشخاص الذين يعانون من زيادة الدهون الثلاثية.
يتفاعل الثوم كذلك مع أدوية اضطرابات الغدة الدرقية، ومع علاجات معينة لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية وكذا أدوية تضخم الغدة الدرقية، وأشارت بعض الدراسات إلا أن تناوله بجرعات كبيرة قد يتعارض مع أدوية علاج السكري.
فوائد الثوم للجسم
استعرضنا فيما سبق إجابة التساؤل هل الثوم يرفع الضغط ، ووضحنا أنه له تأثير خافض للضغط وليس العكس، ومع ذلك لا تقتصر فوائد الثوم للجسم على تنظيم مستويات ضغط الدم العالي، ففصوص الثوم تحتوي على أحماض الفينول المسؤولة عن خصائصها المطهرة والفلافونويد، وأهم مركب في الثوم هو الأليين، والذي يتحول عند طحن الثوم إلى الأليسين بفعل الأنزيمات الموجودة في جذوره في وجود الأكسجين، حيث تتحول هذه المادة بعد ذلك إلى مركبات كبريتية والمتمثلة في مركب ثنائي وثلاثي كبريتيد، ميثيل ثلاثي كبريتيد، أجوين، وغيرها والتي تعتبر المكونات النشطة المسؤولة عن الآثار العلاجية للثوم.
ومن أهم فوائد الثوم للجسم:
- تنشيط الدورة الدموية.
- تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
- الوقاية من الجلطات.
- علاج اضطرابات الجهاز الهضمي.
- الوقاية من عدة أنواع من السرطان مثل سرطان القولون.
- الوقاية والعلاج من أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو.
- المساعدة على التخلص من الوزن الزائد.
- علاج الالتهابات والفطريات.
- علاج مشاكل البشرة المختلفة مثل حب الشباب.
اقرأ أيضًا: فوائد الثوم للصحة وعلاج الأمراض
تعرضنا في بداية هذا المقال للإجابة عن التساؤل هل الثوم يرفع الضغط ، ورأينا أن له أثر مضاد يساهم في خفض مستويات ضغط الدم المرتفع وليس العكس، ومع ذلك يجب أن يتم تناوله بجرعات مناسبة والامتناع عنه في حالة تناول أدوية معينة لما ينتج عن ذلك من تفاعلات قد تؤدي إلى أضرار لا تحمد عقباها.