حكم ذبح الاضحية في الليل

ما حكم ذبح الاضحية في الليل في الشريعة الإسلامية، فقد لا يتمكن المسلم في بعض الأحيان إلا من الذبح ليلا أو بعد المغرب؛ بسبب تنوع البلاد التي يعيش فيها المسلمون؛ إذ إنّ بعض الدول لا تدين بالإسلام، ولا تعمل مسالخ الذبح فيها إلا بوقت متأخر من الليل، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مجيبًا عن ذلك السؤال، بالإضافة لبعض الشروط المعتبرة في الأضحية وما يجزئ فيها.

المقصود بالأضحية وحكمة مشروعيتها

إن الأضحية هي ما يذبحه النّاس من بهيمة الأنعام من اليوم الأول في عيد الأضحى إلى آخر يوم من أيام التشريق، ويفعل النّاس ذلك تقربًا إلى الله تعالى بإراقة الدماء، وقد نقل الإجماع عن مشروعية الأضاحي وهو ما ذكره ابن قدامة وابن حجر والشوكاني، وهي بمثابة الشكر لله -تبارك وتعالى- على النعم، وإحياء لسنة إبراهيم -عليه السلام- لما فدى الله ابنه إسماعيل بكبش عظيم، وقد استدل العلماء على مشروعية الأضحية بما روته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أتى بكبشٍ أقرنَ يطأُ في سوادٍ، وينظُرُ في سوادٍ، ويبرُكُ في سوادٍ، فأُتي به لِيُضحِّيَ به قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (يا عائشةُ هَلُمِّي المُدْيَةَ) ثمَّ قال: (حُدِّيها بحجَرٍ) ففعَلتْ فأخَذها وأخَذ الكبشَ فأضجَعه ثمَّ ذبَحه وقال: (بسمِ اللهِ اللَّهمَّ باسمِك مِن محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، ومِن أمَّةِ محمَّدٍ) ثمَّ ضحَّى به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”.[1] [2]

اقرأ أيضًا: حكم من نوى الأضحية وحلق

ما حكم ذبح الاضحية في الليل

يكره ذبح الأضحية في الليل في الشريعة الإسلامية عند جمهور علماء أهل السنة والجماعة وهو ممنوع عند الإمام مالك، وقال إن الأضحية التي يؤتى بها في الليل لا تجزئ، وقد ورد ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، والأصح هو كراهية الإتيان بالأضحية ليلًا كما أشار جمع من العلماء مؤيدين في ذلك رأي الجمهور، والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: حكم رؤية الأطفال لذبح الأضحية

متى يبدا وقت الذبح ومتى ينتهي

يبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد أداء صلاة العيد أي صلاة عيد الأضحى وحتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، أي إنّ مدة الذبح هي يوم عيد الأضحى وثلاثة أيام بعده أي حتى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، والأفضل في الذبح أن يُبادر بعد الصلاة فورًا إلى أضحيته، فيذبحها فيكون أول ما يأكل يوم العيد منها، وأمّا مَن ذبح قبل صلاة العيد، أو بعد انتهاء الوقت المحدد، فإنّ أضحيته لا تصح إلا لو كان بعذر مثل أن تهرب منه الأضحية، ولا يجدها إلا بعد انتهاء الوقت.[4]

اقرأ أيضًا: ما حكم الأضحية للمطلقة

هل يجوز الذبح بعد المغرب

لم يأت العلماء على تفصيل حكم الذبح بعد المغرب، وإنما أتوا على ذكر حكم الذبح ليلًا، وعلى ذلك فإنّ جمهور أهل العلم ذهب إلى كراهة الذبح ليلًا فالأصل أن يُبادر المسلم إلى أضحيته بعد الانتهاء من صلاة عيد الأضحى، والله أعلم بكل أمر.[4]

اقرأ أيضًا: حكم الأضحية ابن باز

الشروط المعتبرة في الأضحية وما يجزئ فيها

من الشروط المعتبرة التي يجب تواجدها في الأضحية، حتى يصح للمسلم أن يأتي بها ما يلي:[5]

• الجنس: ذكر مجموع علماء أهل السنة والجماعة أنّ الأضحية لا تصح أن تكون إلا من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم، فقال الله تعالى في كتابه الكريم: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}،[6] ولم يُنقل عن الصحابة -رضي الله عنهم- ولا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تضحيته بغير ذلك.
• السن: لا تجزئ في الأضحية سوى البهيمة المسنة وهي من الإبل ما بلغ عمره خمس سنوات، ودخل في السادسة، ومن البقرة ما استكمل سنتين، ودخل في الثالثة، ومن المعز ما استكمل السنة، ودخل في الثانية.
• السلامة من العيوب: لا بدّ أن تكون الأضحية خالية من العيوب التي تضر بها، وأن تكون من خير مال المسلم، وقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والكسير التي لا تنقي.
• الوقت: اتفق علماء أهل السنة والجماعة على أنّ الذبح لا يجزئ قبل صلاة العيد، وإنما يكون بعدها، وذكره الجمهور كراهة الذبح في الليل.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

• حكم التصدق بكامل الأضحية
• حكم إخراج الأضحية خارج البلد
• حكم تغيير الأضحية بعد تعيينها
• حكم تقسيم الأضحية
• حكم الأضحية على المقتدر
• حكم توزيع الأضحية

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما حكم ذبح الاضحية في الليل وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على حكم الذبح ليلا أو بعد المغرب، وما هي الشروط الواجب توافرها في الأضحية.