حكم اخراج الاضحية خارج البلد

ما حكم اخراج الاضحية خارج البلد في الشريعة الإسلامية، فقد يكون المسلم في بلد غني لا يحتاج أهله إلى الأضحية، بينما بعض النّاس في دول أخرى يُعانون من ويلات الفقر، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الإجابة عن سؤال حكم إخراج الأضحية في غير بلد، وهل يجوز إرسال أموال الأضحية لبلد المضحي، وأن يُضحى هناك ونحو ذلك من الأمور.

ما حكم اخراج الاضحية خارج البلد

إنّ حكم إخراج الأضحية خارج البلد أمر مختلف فيه بين علماء أهل السنة والجماعة إلى عدة أقوال هي:[1]

  • الحنفية: ذكر أصحاب هذا القول من الحنفية إلى أنّ يُكره نقل الأضحية من بلد لآخر؛ لأنّه تشابه في حكمها الزكاة، إلا إن كان قد نقلها إلى أقربائه، أو إلى قومٍ هم أحوج إليها، أمّا لو نقلها لغير تلك الأصناف، فإنّه يجزئه مع الكراهة.
  • المالكية: ذهب أصحاب هذا القول من المالكية إلى أنّه لا يجوز نقل الأضحية إلى مسافة قصر فأكثر منها، من البلد الذي يكون المال فيه، ويُحرم نقلها مثل الزكاة إلى مسافة قصر ولكن يجزئه.
  • الحنابلة والشافعية والمالكية: ذكر أصحاب هذا القول إنه يجوز نقلها أقل من مسافة القصر من البلد الذي يوجد المال فيه، ويحوم نقلها إلى مسافة قصر ولكن نجزئه.
  • العلماء المعاصرون: ذكر العلماء المعاصرون أنّه يجوز التضحية خارج البلد، حتى تُعطى للمسلمين الأكثر عوزًا، وقالوا في ذلك “إن كان البلد غنيًا، ولا يوجد فيه فقراء، وإذا أعطيت بعضهم خزنه أيامًا ولديهم اللحوم متوفرة طوال السنة، جاز إرسالها لمن يحتاجها من البلاد الفقيرة الذين يعوزهم اللحم، ولا يوجد عندهم إلا نادرًا، ولا بد من تحقق ذبحه في أيام الذبح، وتحقق ذبح السن المجزئة السالمة من العيوب، وتحقق أمانة من يتولى ذلك”.

اقرأ أيضًا: حكم الأضحية ابن باز

هل يجوز أن يذبح اضحيتي غيري

يجوز أن يذبح الأضحية غير الشخص المضحي مثل أن يوكل أحدًا من إخوانه أو جيرانه أو الجزار عينه؛ لأنّ المسلم قد لا يُحسن الذبح بنفسه، وقد لا تقوى نفسه على الذبح، ولكن من الأحسن أن يحضر ذبح أضحيته، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر فاطمة أن تقوم فتشهد أضحيتها وهي تذبح، والله أعلم بكل أمر.[2]

اقرأ أيضًا: ما حكم الأضحية للمطلقة

هل يجوز ذبح الأضحية وصاحبها غير موجود

يجوز ذبح الأضحية وصاحبها غير موجود في الشريعة الإسلامية، وإن كان الخير هو أن يحضر المسلم أضحيته بنفسه، وهذا كله إن كان قد اشترى المسلم أضحيته بنفسه وعينها بنفسه، أمّا لو لم يشترها ولم يعنها، واشتراها شخص ما، وذبحها وعيّنها عنه، فإنّها لا تجزئة، والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: حكم رؤية الأطفال لذبح الأضحية

حكم إرسال أموال الأضحية لأهل بلد المضحي

يجوز للمضحي أن يرسل أموالًا لأهله مثلًا، من أجل الأضحية فيضحون عنه، ولكن يجب أن تتم الأضحية في الوقت المحدد لها شرعًا وهو م بعد صلاة العيد إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، وعليه أن يعطي منها شيئًا للفقراء، ويهدي ما يشاء للمسلمين، وأن يأكل منها، والله أعلم بالصواب.[1]

اقرأ أيضًا: حكم من نوى الأضحية وحلق

شروط النيابة في الأضحية عن الحي

إنّ للشخص الذي ينوب عن المضحي في أضحيته مجموعة من الشروط لا بدّ من توافرها وهي:[4]

  • الإسلام: من شروط النيابة عن المضحي أن يكون مسلمًا، لما ورد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول لابنته فاطمة أن تقوم فتشهد أضحيتها.
  • الكتابي: ذهب جمهور العلماء إلى صحة تضحية الكتابي مع الكراهة؛ لأنّه من أهل الزكاة، إلا المالكية قالوا أنّها لا تجزئ.
  • الإذن: يكون الإذن في ذبح الأضحية بقوله: “أَذَنْتُكَ أَوْ وَكَّلْتُكَ أَوِ اذْبَحْ هَذِهِ الشَّاة”، أو أن يكون الإنسان قد اشترى أضحية وأضجعها للنحر، فجاء آخر وذبح عنه، فهذا يجزئ في الأضحية.
  • الوقت: أي أن تكون الأضحية في الوقت المحدد وهو من بعد أداء صلاة العيد وحتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما حكم اخراج الاضحية خارج البلد، وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على حكم إرسال المال إلى بلد أهل المضحي وأن يكون هو في بلد آخر ونحو ذلك من الأمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *