حكم السفر يوم الجمعة

حكم السفر يوم الجمعة، فإنّ كثيرًا من المسلمين يطرأ لهم عارضٌ يجعلهم يسافرون يوم الجمعة، وقد يكون هذا العارض طارئًا لسبب خطير، وقد يكون لسبب آخر ليس خطيرًا، وإنّما من الأهمية بمكان ليجعل الإنسان يسافر في يوم عيد المسلمين، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي لبيان الإجابة عن مسألة مهمة هي ما حكم السفر يوم الجمعة، إضافة للإجابة عن مسائل أخرى تختص بصلاة الجمعة بالتفصيل.

حكم السفر يوم الجمعة

لقد اتفق العلماء على أنّ السفر قبل فجر يوم الجمعة جائز،[1] وكذلك اتفقوا على أنّ السفر بعد الزوال غير جائز لمن تلزمه الجمعة، ولكنّ الاختلاف حصل بينهم في السفر قبل الزوال،[2] وتفصيل أقوالهم كما يأتي من بعض كتب الفقه الإسلامي المعتبرة:

اقرأ أيضًا: هل حكم صلاة الجمعة واجبة

حكم السفر بعد الزوال

إنّ حكم السفر يوم الجمعة يحتاج إلى بعض التفصيل؛ فقد اتفق الفقهاء على حرمة السفر يوم الجمعة بعد الزوال لمن تلزمه الجمعة، قالوا “لأَِنَّ وُجُوبَهَا تَعَلَّقَ بِهِ بِمُجَرَّدِ دُخُول الْوَقْتِ، فَلاَ يَجُوزُ لَهُ تَفْوِيتُهُ”، ووقت الزوال عند الحنفية هو النداء الأول، والسفر عندهم -أي الحنفية- بعد الزوال مكروه كراهة تحريمية، واستثنوا من ذلك ما إذا تمكن المسافر من أداء الجمعة في طريقه، أو في المكان الذي يقصده، فلا يحرم حينئذ لحصول المقصود بذلك وهو أداء الصلاة، وكذلك استثنى المالكية والشافعية والحنابلة تضرر المسافر من فوت الرفقة، فلا يحرم سفره حينها دفعًا للضرر عنه.[2]

اقرأ أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر

حكم السفر قبل الزوال

وأمّا السفر قبل الزوال فهو محل خلاف بين الفقهاء؛ فقال المالكية والحنابلة إنّ السفر يُكره قبل الزوال، ودليلهم حديث يقول: “من سافرَ يومَ الجُمُعةِ دعَت عليهِ الملائِكةُ أن لا يُصحَبَ في سفرِهِ”،[3] وهو حديث قد ضعّفه أكثر أهل العلم.[2]

ووقت قبل الزوال عند المالكية يبدأ من بعد الفجر، وعند الحنابلة كذلك، ولكنهم استثنوا أنّه إذا أتى بها في طريقه فلا يكره سفره، وأمّا الشافعية فقد حرّموا السفر قبل الزوال، ويبدأ وقت قبل الزوال عند الشافعية من بعد الفجر كذلك، ولكنهم استثنوا إن استطاع المسلم أداء الصلاة في سفره فلا إثم عليه حينها، وكذلك استثنوا من يتضرر بتخلفه عن الرفقة في السفر، وإلّا فلا يجوز السفر، وكذا عند الشافعية يُكره السفر ليلة الجمعة لخبر “مَنْ سَافَرَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ دَعَا عَلَيْهِ مَلَكَاهُ”،[4] وهو حديث ضعيف كذلك، وأمّا الحنفية فقد أباحوا السفر قبل الزوال بلا خلاف، ولو لم يدرك المسلم الصلاة، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: حكم السفر يوم الجمعة

حكم السفر يوم الجمعة للنزهة

بالنسبة لسفر النزهة يوم الجمعة، فقد أباحه العلماء، قال بعض العلماء: “فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ يَقْصُرُ إذَا كَانَ الْغَرَضُ النُّزْهَةَ مَعَ قَوْلِهِمْ: إنَّهُ إذَا سَافَرَ لِمُجَرَّدِ رُؤْيَةِ الْبِلَادِ أَنَّهُ لَا يَقْصُرُ. أُجِيبَ بِأَنَّ التَّنَزُّهَ هُنَا لَيْسَ هُوَ الْحَامِلَ عَلَى السَّفَرِ، بَلْ الْحَامِلُ عَلَيْهِ غَرَضٌ صَحِيحٌ كَسَفَرِ التِّجَارَةِ”،[5] ولكنّ أوقات السفر من أجل النزهة ينبغي لها التقيّد بالأوقات التي أباح الفقهاء السفر فيها، فقد اتفق العلماء على جواز السفر قبل الفجر، ومنعوا السفر بعد زوال الشمس، واختلفوا في السفر قبل الزوال كما مرّ آنفًا، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: هل تجب صلاة الجمعة على المسافر

حكم السفر يوم الجمعة عند المالكية

لقد قال فقهاء المالكية إنّ السفر يوم الجمعة قبل الفجر جائز، وبعد الفجر يُكره السفر لمن لا يدركها في طريقه، فإذا أدركها فيجوز له ذلك، ومنعوا السفر بعد الزوال، ولو كان قبل الأذان إلّا لضرورة، كفوات رفقة يخشى منه ضررًا على نفسه أو ماله، وكذا إذا علم أنه سيدرك الصلاة في في طريقه، فيجوز له السفر في هذين الحالين عندهم، والله أعلم.[6]

اقرأ أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة

حكم السفر يوم الجمعة إسلام ويب

ذكر القائمون على مركز الفتوى في موقع إسلام ويب أقوال العلماء من المذاهب الأربعة في حكم السفر يوم الجمعة؛ فقالوا إنّ العلماء قد اتفقوا على جواز السفر قبل الفجر يوم الجمعة، وكذلك ذكروا أنّهم اتفقوا على منع السفر بعد الزوال، ولكنّ الخلاف حصل في السفر قبل الزوال، فقالوا إنّ السفر قبل الزوال جائز، ولكنّ الأولى تركه خروجًا من الخلاف.[1]

وساقوا قولًا للحافظ العراقي يذكر الذين أباحوا السفر قبل الزوال، فقال: “وهو قول أكثر العلماء. فمن الصحابة عمر بن الخطاب والزبير بن العوام وأبو عبيدة بن الجراح وابن عمر. ومن التابعين الحسن وابن سيرين والزهري. ومن الأئمة أبو حنيفة ومالك في الرواية المشهورة عنه والأوزاعي وأحمد بن حنبل في الرواية المشهورة عنه وهو القول القديم للشافعي”، والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم

حكم السفر يوم الجمعة ابن باز

قال الشيخ عبد العزيز بن باز إنّ السفر يوم الجمعة جائز قبل الزوال، ولكن قال إنّ الأفضل هو أداء الصلاة إن استطاع ذلك، ولكنّ الشيخ نبّه على ضرورة حضور الجمعة لما فيها من الخير العظيم، والفائدة الكبيرة؛ ولئلا تُتَّخذ عادة، فيقسو قلب المسلم، ويقل اعتناؤه بأمر صلاة الجمعة، والله أعلم.[7]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم السفر يوم الجمعة بعد الوقوف على أقوال العلماء في هذه المسألة، وبعد إيضاح أقوال العلماء في هذه المسألة بالتفصيل من كتب الفقه الإسلامي المعتبرة.