خطبة الجمعة السديس المتقاعدين

خطبة الجمعة السديس المتقاعدين

خطبة الجمعة السديس المتقاعدين هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فالشيخ السديس هو إمام الحرم المكي حفظه الله، يحبّ الناس سماع تلاوته العطرة للقرآن الكريم، وكذلك كلامه الذي يثلج الصدور في الخطب والدروس، ويهتم موقع مقالاتي عبر هذا المقال بتقديم خطبة يوم الجمـعة للشيخ عبد الرحمن السديـس عن المتقـاعدين عن أعمالهم.

خطبة الجمعة السديس المتقاعدين

خطب الشيخ عبد الرحمـن السديـس في إحدى خطب الجمـعة من على منبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- خطبة الجمعة السديس المتقاعدين، والتي جاء فيها بعد الحمد والثناء على الله تعالى والصلاة على رسوله والشهادتين ما يأتي:

أيها المسلمون: تعيش الأمةُ الإسلاميةُ شهرًا من أشهر الله الحرام، قال الله -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التَّوْبَةِ: 36]، قال المفسِّرون -رحمهم الله-: “أي: بالمعاصي”. وعن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ ‌الزَّمَانَ ‌قَدِ ‌اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ؛ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى، وَشَعْبَانَ”(متفق عليه). إخوةَ الإيمانِ: ليس بخافٍ على أولي الألباب أنَّ حياة الإنسان ما هي إلا مراحلُ، وعُمُرُه فيها منازلُ، وإنَّ ممَّا قررَتْه المدنيةُ الحديثةُ، والنظامُ العالميُّ المعاصِرُ؛ تلك النُظُمُ الوظيفيةُ، والقواعدُ التنظيميةُ للأعمالِ والوظائفِ، والإنسان يتقلَّب في مراحل حياته بين الأعمال ودرجاتها، والوظائف وترقياتها، حتى يبلغ درجةَ التقاعدِ؛ وتلك قضيةٌ آنِيَّةٌ مهمةٌ لفئةٍ عزيزةٍ غاليةٍ قدَّمَتْ زهرةَ شبابها، ولُبَابَ أعمارها، في خدمة دِينها ووطنها ومجتمعها، تكدَح في أعمالها ثم تترجَّل عنها؛ لتُتِيحَ المجالَ الوظيفيَّ لغيرها من الشباب الصاعد، وهكذا تمضي الحياةُ بنا في تقلُّباتها وتنقلاتها، وصدق رب العالمين -سبحانه-: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) [آلِ عِمْرَانَ: 140] وهذا التصنيف الوظيفي -غير متقاعِد ومتقاعِد- ليس نهايةَ المطاف، وليس حُكمًا على الإنسان بالموت الزُّعاف، وليس مَنْعًا للمتقاعِدِينَ من مزيدِ العطاءِ في خدمة دينِهم ووطنِهم وولاةِ أمرِهم ومجتمعهم في ميادينَ أخرى، فهذا تصنيفٌ لا يَصلُح أن يسري أبدًا على بقيةِ حياةِ المتقاعِدِ، إذ إن المتقاعِدَ قد وُلِدَ ولادةً جديدةً، وصاحبُ الهمةِ العاليةِ إذا بلَغ هدفًا بحَث عن هدفٍ آخَرَ مثلِه، أو أَسْمَى منه ليصل إليه، ولا يُوقِفه عن استباقه لمجدِ الدنيا والآخرةِ إلا توقُّفُ نَفَسِه أو ضَعْفُ ذاته.

إخوةَ الإيمانِ: إن الواجب على العبد أن يكون قدوةً في طاعة الله -تعالى-، وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وطاعة أُولِي الأمر بالمعروف، خاصةً في ظل الأزمات والنوازل والجوائح، التي تحتاج إلى تكاتُف وتعاوُن الجميع، ولا يزال التذكير مستمرًّا بأهمية التقيُّد بالإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائيَّة، والاشتراطات الصحيَّة؛ حرصًا على صحتكم وصحة وسلامة غيركم من أُسَرِكم وأبنائكم وإخوانكم المسلمين، وهذه الإجراءات والاحترازات من الأخذ بالأسباب التي جاءت بها شريعتُنا الغرَّاءُ، فالتقيُّد بالإجراءات الاحترازية واجب دينيٌّ، ومقصِد شرعيٌّ، ومطلَبٌ وطنيٌّ، ومسلَكٌ حضاريٌّ، ونُبْلٌ قِيَمِيٌّ، وأمانٌ حيويٌّ، ووقاءٌ صحيٌّ، ورقيٌّ اجتماعيٌّ. فكونوا -يا رعاكم الله- على قدر المسؤولية، وعونًا للجهات المعنية؛ تحقيقًا لقوله -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)[الْمَائِدَةِ: 2]، وتفعيلًا لشعار “نتعاوَنْ ولا نتهاوَنْ”، لا سيما مع انتشار الموجة المتجدِّدة والسلالة المتحوِّرة من هذه الجائحة والمنحنى المقلِق في ارتفاع الإصابات؛ مما يتطلَّب الحذرَ والجديَّةَ في تطبيق الاحترازات، خاصةً التباعُد الجسدي، وعدم التجمُّعات، ولُبْس الكمامات، والحرص على غسل اليدين وتعقيمهما، وأن تكون المصافَحة في القلوب.

اقرأ أيضا: مقدمة خطبة يوم الجمعة

خطبة الجمعة السديس المتقاعدين يوتيوب

لمن أحبّ الاستماع إلى خطبة الجمعة السديس ومشاهدة تسجيلها من أرض الحرم الشريف يمكنكم متابعة هذه الخطبة من خلال ما يأتي:

اقرأ أيضًا: خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة عن الصلاة

خطبة يوم الجمعة عن المتقاعدين

الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجزِ لفظ وأعجزِ أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء. أحمده -سبحانه- وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، وبعد:

عباد الله، إنه ليتجدد الخوض في الحديث عن المتقاعدين كما هو الحال في كلّ عام، فالمتقاعدون قد أفنوا زهرة أيامهم في السعي والعمل ليعيشوا حياتهم الكريمة، والتقاعد هو إحدى المراحل الحياتية التي لا بدّ أن يبلغها كل إنسانٍ في الحياة الدنيا، فقد سنّ الله تعالى سنّته في الحياة من ضعفٍ إلى قوّةِ ثم ضعف، قال تعالى في سورة الروم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ}،[1] أخوتي المتقاعدين، حاذروا من الانهزام لهذه النقلة النوعية في حياتكم، وبدلوها بتسجيل هدفٍ جديد لحياتكم تسعون له بعيدًا عن الحياة الوظيفية، وإن بلوغكم لهذا السنّ لهو نعمة من الله -عز وجل- وفرصة أخرى لتدارك العلاقة معه، فاتقوا الله وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه.

إنّ الحمد لله الذي أعظم للمتقين أجورهم، وشرح بالهدى صدورهم، والحمد لله الذي هدانا إلى مكارم الأخلاق وأحسنها، اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد بر، وارض اللهم عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم ووالاهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد عباد الله، علينا أن نشكر المتقاعدين من على هذا المنبر لما بذوله خلال سنينهم الخالية، وأن ندعو الله تعالى أن يتقبل منهم ما عملوه صالحًا لوجهه الكريم، اللهم تقبل منهم واغفر لهم وارحمهم وعوضهم بنعيم الدنيا والآخرة يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اقرأ أيضًا: تحميل خطبة الجمعة مكتوبة pdf قصيرة

خطبة قصيرة عن المتقاعدين docx

إن التقاعد سنّة من السنن الدنيوية التي لا بدّ للمعمرين فيها أن يدركوها، ويحرص الخطباء في شتى بقاع الأرض على تقديم الموعظة الحسنة للمتقاعدين وتوجيههم لأفضل ما يمكنهم فعله بعد بلوغ هذه المرحلة العمرية، لذا لا بدّ من تقديم خطبة قصيرة عن المتقاعدين DOCX قابلة للتعديل لإضافة المحاور التي يراها كلّ خطيب مناسبة له، يمكنكم الحصول على هذه الخطبة وتحميلها بشكل مباشر “من هنا“.

اقرأ أيضًا: خطبة عن شهر رمضان قصيرة

خطبة الجمعة السديس المتقاعدين pdf

كذلك قد يبحث البعض من الخطباء عن نسخة من خطبة الجمعة السديس المتقاعدين PDF لطباعتها وقراءتها على المنبر في يـوم الجمـعة، يمكنكم الحصول على هذه الخطبة وتحميلها بشكل مباشر “من هنا“.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

خطبة الجمعة السديس المتقاعدين مقالٌ فيه تم تقديم خطبـة الشيخ عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكي الشريف في يوم الجمـعة عن المتقاعـدين بالصيغة المرئية والمكتوبة والقابلة للتعديل وكذلك الجاهزة للطباعة.

اسئله عامه ، اسئله ثقافيه ، اسئلة مسابقات ، اسئلة ذكاء ، اسئلة دينية ، اسئلة محرجه ، اسئلة كرسي الاعتراف ، اسئلة للاطفال ، يوزرات انستا ، مقدمة بحث ، خاتمة بحث ، مقدمه وخاتمه انجليزي ، الغاز وحلول ، الغاز مع الحل ـ لغز صعب ، الغاز صعبه ، الغاز سهله ، الغاز مضحكة ، نكت مضحكة قصيرة ، نكت تحشيش ، لو خيروك ، اسماء قروبات ، اسماء حسابات تيك توك ، دعاء التوبة من الذنب المتكرر ، عبارات يوم الجمعه ، باقات سوا مكالمات فقط لمدة شهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *