جدول المحتويات
معلومات عن ليلة القدر التي تعد من أعظم الليالي وأعظمها أجراً وثواباً، وقد ذكرت هذه الليلة في كتاب الله الحكيم، كما ذكر فضلها فيه، وبالتزامن مع اقتراب موعد هذه الليلة يحرص المسلم على معرفة كل ما يخصها من معلومات ما هي ليلة القدرِ؟ وما هو فضلها، وما هو أجرها، وثوابها، وأهميتها، وعبر سطورنا التالية في موقع مقالاتي سوف نتحدث على كل ما يخص هذه الليلة بشكل مفصّل.
ما هي ليلة القدر
ليلة القدر هي ليلة وترية مميزة تتكرر مرة واحدة كل عام في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وإلى الآن لا يوجد أي دليل دامغ أي يوم من العشر الأواخر هي ليلة القدر، وقد ذكرت هذه الليلة في القرآن الكريم في سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. صدق الله العظيم [1]
كما ورد ذكرها في السنة النبوية الشريفة، حيث وصى المسلمون أن يلتمسونها في العشر الأواخر، وقد ورد حديث للنبي عن لسان أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إِنَّي رأيتُ ليلةَ القدرِ ، ثُمَّ أُنسيتُها ، فالتمِسوها في العشْرِ الأواخِرِ في الوتْرِ ، وإِنَّي رأيتُ أَنِّي أسجُدُ في ماءٍ وطينٍ مِنْ صبيحتِها}.[2]
معلومات عن ليلة القدر
هناك عدة معلومات عن هذه الليلة المباركة، سوف نذكر منها ما يلي: [3]
- ليلة القدر إحدى الليالي الوترية التي تأتي بالأيام العشر الأواخر في رمضان.
- جاء ذكر ليلة القدر في القرآن الكريم في سورة باسمها يطلق عليها اسم سورة القدر، كما ذكرت هذه الليلة في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.
- ليلة القدر ذات فضل عظيم، فصيامها وقيامها يعادل صيام ألف شهر إيماناً واحتساباً.
- في ليلة القدر نزل القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- اصطفى الله جلَّ وعلا شهر رمضان من كل شهور السنة القمرية ليكون شهر العبادة الخالصة، كما اصطفى ليلة القدر بين ليالي السنة لتكون أعظم ليلة وأكثرها أجراً وفضلاً.
شاهد أيضًا: هل صلاة ليلة القدر واجبة
أهمية ليلة القدر
إن ليلة القدر أحد أهم الليالي في شهر رمضان الفضيل، وليس فقط في شهر رمضان، بل في معظم أيام السنة، وتكمن أهمية هذه الليلة في عدة نقاط أبرزها ما يلي:[3]
- ليلة مباركة أنزل الله فيها القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- تغفر هذه الليلة ما تقدم وما تأخر من الذنوب.
- صيام هذه الليلة وقيامها وأداء الأعمال الصالحة يعادل صيام ألف شهر أيماناً واحتساباً.
- كل عمل في هذه الليلة سواء من الصيام أو القيام أو التهجد أو قراءة القرآن مضاعف الأجر.
- ليلة القدر هي ليلة العبادة والسكينة والهدوء والتسليم، ففيها يتعبد المسلم إلى حين صلاة الفجر طالباً من الله جلَّ جلاله قبول العمل والمغفرة والرحمة.
- ليلة القدر هي ليلة الاستجابة للدعاء، ففيها تنزل الملائكة والروح (جبريل عليه السلام) إلى السماء الدنيا ويلبون دعوات عباد الله المتقين.
شاهد أيضًا: هل المغتاب لا يغفر له في ليلة القدر
لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم
إن سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم مختلفٌ فيه، ولعل أبرز الأسباب أن الله جلَّ جلاله قدّْر في هذه الليلة نزول القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو لأنها ليلة ذات قدر عظيم، أو لأن في هذه الليلة يتعظّم فيها قدر العبادة، أو لأنها ليلة القدر والفصل والحكم، أو لأنها تقدر ضيق العبد وتخففه عنه.[3]
شاهد أيضًا: هل يجوز النوم في ليلة القدر
علامات ليلة القدر
هناك عدة علامات تدل على حلول ليلة القدر، ويتم تحري هذه العلامات في العشر الأواخر في رمضان، ويمكن تحديد هذه العلامات بما يلي:
- سطوع الشمس في الليلة التي تلي ليلة القدر من دون أشعة: والدليل على ذلك الحديث الشريف الذي رواه أبي بن كعب رضي الله عنه: {أتَيْتُ المدينةَ، فدخَلْتُ المسجِدَ، فإذا أنا بأُبَيِّ بنِ كَعبٍ، فأتَيْتُه، فقُلْتُ: يَرحَمُكَ اللهُ أبا المُنذِرِ، اخفِضْ لي جَناحَكَ، وكان امرَأً فيه شَراسةٌ، فسأَلْتُه عن ليلةِ القَدرِ، فقال: ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ، قُلْتُ: أبا المُنذِرِ، إني علِمْتَ ذلك؟ قال: بالآيةِ التي أخبَرَنا بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعدَدْنا وحفِظْنا، وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ}. أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي في السنن الكبرى وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند واللفظ له.[4]
- الجو في ليلة القدر يكون معتدل: فلا يكون الجو حاراً جداً ودرجات الحرارة عالية، ولا يكون بارداً جداً ودرجات الحرارة منخفضة، والدليل على ذلك الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن الرسول: {ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ ، طَلِقَةٌ ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ}. أخرجه الطيالسي وابن خزيمة والعقيلي في الضعفاء الكبير باختلاف يسير.[5]
- ليلة القدر تتميز بأنها ليلة صافية وهادئة: والدليل على ذلك الحديث الشريف الذي رواه عبادة بن الصامت عن الرسول: {إنَّ أَمارةَ ليلةِ القدرِ أنَّها صافيةٌ بلِجةٌ كأنَّ فيها قمَرًا ساطِعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يرمى بهِ فيها حتَّى يصبِحَ وإنَّ من أمارتَها أنَّ الشَّمسَ صبيحتَها تخرجُ مستويةً ليسَ لَها شعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحلُّ للشَّيطانِ أن يخرجَ معَها يومَئذٍ}.[6]
- تنزل الملائكة في هذه الليلة أفواجاً إلى السماء الدنيا: وهذا قد ورد في سورة القدر في الآية رقم 4، وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي: {ليلةُ القدرِ ليلةُ السابعةِ أو التاسعةِ وعشرون، وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى}. أخرجه أحمد والطيالسي في المسند وابن خزيمة واللفظ له.[7]
شاهد أيضًا: هل يجوز قيام ليلة القدر في البيت
ما الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر
إن الحكمة من إخفاء الله جلَّ جلاله موعد ليلة القدر حتى يقدم العبد على فعل الطاعات في العشر الأواخر جميعها، وتعظيماً لليالي شهر رمضان المبارك، كما أخفى عن غضبه لارتكاب العبد المعاصي ليتعبد الإنسان بهذا اليوم المبارك ويتخلص من إثمها جميعها، لذلك لو علم العبد أيٍّ من ليالي رمضان هي ليلة القدر لترك العمل الصالح في الشهر الفضيل كله وتعبد الله في هذه الليلة فقط.[8]
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان معلومات عن ليلة القدر، وقد ذكرنا في سطوره معلومات شاملة ووافية وبصورة مفصلة عن هذه الليلة.
المراجع
- ^ سورة القدر , الآية 1-5
- ^ صحيح الجامع , الألباني ، أبو سعيد الخدري ، 2451 ، صحيح
- ^ islamweb.net , حقيقة ليلة القدر وأوصافها , 20/03/2024
- ^ تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط ، أبي بن كعب ، 21209 ، صحيح
- ^ صحيح الجامع , الألباني ، عبد الله بن عباس ، 5475 ، الصحيح
- ^ ليلة القدر , العراقي ، عبادة بن الصامت ، 51 ، إسناده جيد
- ^ صحيح ابن خزيمة , الألباني ، أبو هريرة ، 2194 ، إسناده حسن
- ^ islamweb.net , ليلة القدر ومواسم المغفرة المستترة , 20/03/2024