هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان

هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان هو ما سيتمّ بيانه في هذا المقال، فشهر شعبان من الأشهر المباركة والتي ورد في فضلها الكثير من الروايات والأدلة الشرعية الصحيحة، ولذلك يحرص المسلمون على اغتنام الفضل كلّه والبركة في هذا الشهر المبارك، ومن الأمور التي ينتظرها المسلمون فيه هو ليلة النصف من شعبان، التي ورد فيها عديد الروايات والأحاديث الشرعية، ومن خلال موقع مقالاتي سيتمّ بيان حكم صيام ليلة النصف من شعبان وحكم تخصيصها بالقيام.

حكم صيام شعبان

تمهيدًا لبيان هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان من المهم للمسلم أن يعرف أنّ صيام شعبان أمرٌ مشروع ومستحب، وهو من السنن الأكيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد عن الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه أنّه قال: “يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”. [1] فصيام شهر شعبان مشروع ومستحب والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما حكم الصيام في شهر شعبان

هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان

ذكر أهل العلم أنّه لا يجوز تخصيص ليلة النصف من شعبان بالصوم دون غيرها من الليالي، فكلّ ما ورد في فضلها قال أهل العلم أنّه ضعيف ولا يصحّ الاعتداد به والعمل فيه، وكلّ تخصيصٍ لها بعبادة أو عمل غير مشروع فإنّه من البدع والإحداث في الدّين وهو ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه في أحاديثه، وممّا روي عنها من الأحاديث ما رواه الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “إذا كان ليلةُ نِصفِ شعبانَ فقوموا ليلَها وصوموا نهارَها فإنَّ اللَّهَ تعالى ينزلُ فيها لغروبِ الشَّمسِ إلى سماءِ الدُّنيا فيقولُ ألا مستغفِرٌ لي فأغفرَ لهُ ألا مسترزِقٌ فأرزقَهُ ألا مبتلًى فأعافيَهُ ألا كذا ألا كذا حتَّى يطلُعَ الفجرُ”. [3] فلا يسنّ الصيام فيها إلا أن يوافق صيام عادةٍ اعتادها كأن يصوم الأيام البيض من كلّ شهر أو أن يصوم الاثنين والخميس ويوافق ليلة النصف فبذلك لا حرج عليه والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة في شهر شعبان

هل يجوز تخصيص صيام النصف الثاني من شعبان

ببيان مسألة هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان، من المهم للمسلم معرفة حكم تخصيص صيام النصف الثاني من شهر شعبان، وقد بيّن أهل العلم أنّ تخصيص النصف الثاني من شهر شعبان لا يجوز، وذلك لما ورد في الصحيح والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا انتَصَف شَعْبانُ فلا تصوموا”. [5] ويجوز إكمال الصيام بعد انتصاف شهر شعبان لو وافق ذلك عادة اعتادها المسلم، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلّ على جواز الصيام من غير تخصيص، قال: “لا تَقَدَّمُوا رَمَضانَ بصَوْمِ يَومٍ ولا يَومَيْنِ إلَّا رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَلْيَصُمْهُ”. [6] والله ورسوله أعلم.[7]

فضل ليلة النصف من شعبان

ذكر أهل العلم أنّ كلّ ما ورد عن فضل ليلة النصف من شعبان ضعيف ولا تقوم به الحجة، والكثير منها موضوع، ولا يقوم به الحجّة والله أعلم، وممّا ورد في فضل هذه الليلة ما يأتي:[8]

• عن أبي بكر رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ينزل اللهُ – عزَّ وجلَّ – ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ إلى سماءِ الدُّنيا، فيغفرُ لكلِّ شيءٍ إلَّا لإنسانٍ في قلبِه شحناءُ، أو مشركٌ باللهِ”. [9]
• عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خمسُ ليالٍ لا تُرَدُّ فيهن الدعوةُ: أولُ ليلةٍ من رجبٍ، وليلةُ النِّصْفِ من شعبانَ، وليلةُ الجُمُعةِ، وليلةُ الفِطْرِ، وليلةُ النَّحْرِ”. [10]

هل يجوز قيام ليلة النصف من شعبان

ببيان هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان قد يتساءل المسلمون عن حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام، وقد ذكر أهل العلم أنّه لا يجوز ولا يشرع للمسلم أن يخصص ليلة النصف من شعبان بقيام ليلها ولا بأيّ عبادة من العبادات، فلا يصحّ تخصيصها بذكر أو دعاء أو صلاة أو حتّى صيام نهارها، وذلك أنّه لم يرد لا في كتاب الله ولا في سنة نبيّه صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى مشروعية ذلك ولم يرد عن الصحابة الكرام رضوان الله عنهم أنّهم خصصوها بقيامٍ أو عبادة، ولكن ذكر بعض أهل العلم أنّه يستحب إحياءها من غير تخصيص والله أعلم.[11]

شاهد أيضًا: فضل ليلة النصف من شعبان ابن باز

بهذا نختتم مقال هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان، والذي بيّن فضل صيام شعبان وحكم صيام ليلة النصف من شعبان، وكذلك صيام النصف الثاني من شهر شعبان المبارك، وحكم تخصيص ليلة النصف بعبادة.