جدول المحتويات
هل يجوز حساب الحسنات، فكل عمل يقوم به الإنسان يترتب عليه الأجر أو العقاب، وهذا يتعلق بمقدار الحَسنات التي يحصل عليها الإنسان من خلال هذه الأعمال، أو من خلال السيئات التي تقع على العمل الذي اقترفه والمنافي لقواعد الإيمان المعروفة، وكثرة الحَسنات هي ما يصبو إليه كل إنسان طامع بالنعيم في الجنة، ولذلك يسأل الناس هل يجوز عد الحسنات التي يتلقاها الإنسان جزاء أعماله الخيّرة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حل سؤال هل يجوز حساب الحسنات وما يتعلق به.
الحسنات والسيئات
الحَسنات والسيئات مصطلحان متضادان بشكل كلي، من حيث أن كلاً منهما يدل على شيء مخالف للآخر، بالرغم من ذكرهما معاً في آيات مختلفة بالقرآن الكريم، وأما الحَسنات فهي ما يستحصل عليه المسلم من خلال الأعمال الخيّرة كالبر والإحسان، أو من خلال أداء الطاعات المفروضة أو المسنونة، أو من خلال العبادات المفروضة على المسلم، وأما السيئات فهي مجموع ما يقع على الإنسان المسلم، سواء كان ذلك بقصد أو عن طريق الاستهتار وأحياناً بدون قصد لجهل أصاب الإنسان، وفي كل الأحوال هذه السيئات قابلة للمحو بحسب حجمها ودرجتها، من حيث أن الحَسنات تمحو السيئات، والتوبة والرجوع عن ما أثم فيه الإنسان، هو أولى أبواب هذا الأمر.
شاهد أيضًا: عدد شروط وجوب الزكاة في الحبوب والثمار
هل يجوز حساب الحسنات
إن كل من الحَسنات والسيئات ينزل في ميزان أعمال المرء في يوم القيامة، ومن رجحت كفة حسناتُه في الميزان كان من الرابحين، ومن رجحت كفة سيئاتُه كان من الخاسرين، وكل عمل يقوم به المرء فيه من الحسنات الكثير، ما دام فيما يرضي الله تعالى ويصب في عبادته وطاعته، وباب أماكن الاستحصال على الحَسنات واسع للغاية، وإحصاء عدد الحَسنات هو أمر خلافي بالنسبة للعلماء، لما فيه من ضرر الغرور والتكبر والتعالي، إضافة إلى أن الإحصاء لا نفع منه لأن الحق في الإحصاء هو ميزان عدل الله تعالى في السماء الذي لا يضاهيه عدل ودقة في الوزن، كما أن قبول الحَسنة من العمل الصالح أمره لله تعالى، ولهذه الأسباب وغيرها، ذهب العلماء إلى أنه:[1]
- حساب الحسنات مكروه
حسنات قراءة القرآن
كما ذكرنا سابقاً أن كل عمل تعبدي، أو يفضي إلى اتباع أمر الله تعالى، فيه العديد من الحَسنات، كما هو الحال مع قراءة القرآن الكريم، الذي فيه العديد من الحَسنات، وحسناته يمكن إحصاؤها من أحرفه، وبالرغم من وجود أحاديث في ذلك، إلا أن إحصاء الحَسنات من الحرف هو مسألة خلافية بين أهل العلم على رأيين، وتفصيلها بالآتي:[1]
- حرف المُبنى: من أهل من قال أنها تحصى بالحرف المبنى، وعليه تكون حَسنات قراءة القرآن في كل ختمة كاملة، تتجاوز ثلاثة ملايين حَسنة.
- حرف المعنى: وهذا رأي بعض أهل العلم، وعليه تكون حَسنات قراءة القرآن في كل ختمة كاملة، تقل إلى الربع بنحو سبعمائة وخمسين ألف حَسنة فقط.
أجر قراءة حرف من القرآن
كل حرف يتم قراءته في القرآن الكريم عليه حَسنة، وهذه الحَسنة مضاعفة بقدر عشرة أمثالها، وقد ورد في ذلك عدة أحاديث شريفة، ومنها ما ورد في صحيح الترمذي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرة أمثالِها لا أقولُ ألم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”[2]، والحديث صحيح وأخرجه الترمذي في صحيحه، والبيهقي في شعب الإيمان باختلاف يسير بالصفحة رقم 1983.
شاهد أيضًا: الخطاب في سورة الكافرون لكفار قريش والمراد كل كافر بالله
عدد الحسنات في التسبيح
التسبيح من أهم مظاهر العبادات التي تتم في كل وقت وحين، فليس لها وقت محدد، بالرغم أن التسبيح في أوقات محددة له أجر أعظم، إلا أن أجر التسبيح بالمجمل هو كبير للغاية وفي كل الأوقات، وعن عَدد الحسنات التي يحظى بها الإنسان من فعل التسبيح، فهي والعلم عند الله تعالى بعشرة أضعافها، وذلك نسبة لما ورد في الأحاديث الصحيحة، فقد ورد في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: “كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَومٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِن جُلَسَائِهِ: كيفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قالَ: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فيُكْتَبُ له أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عنْه أَلْفُ خَطِيئَةٍ”[3].
بهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل يجوز حساب الحسنات، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة، بعد أن تعرفنا على معنى الحَسنات والسيئات، كما تعرفنا على الحَسنات المترتبة على قراءة القرآن والتسبيح.
المراجع
- ^ islamqa.info , حكم عدّ الحسنات , 18/09/2022
- ^ صحيح الترمذي , عبدالله بن مسعود، الألباني، 2910، صحيح
- ^ صحيح مسلم , سعد بن أبي وقاص، مسلم، 2698، صحيح