هل يجوز المبيت بمكة بعد طواف الوداع

هل يجوز المبيت بمكة بعد طواف الوداع، فالطواف هو أحد أركان الحج الأساسية التي يؤديها الحاج أو المعتمر في أوقات معينة من هذه العبادة العظيمة بأجرها وثوابها عند الله تعالى، والطواف له عدة أنواع مختلفة، ولكل نوع من هذه الأنواع أحكامه الخاصة به، ومن بينها يأتي طَواف الوَداع الذي له أحكام خاصة تعتمد على شروطه ووقته وما يرتبط به، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم هذه المسألة.

هل يجوز المبيت بمكة بعد طواف الوداع

لا يجوز المبيت بمكة بعد طواف الوداع على الراجح في أقوال أهل العلم، لأن المبيت في مَكة المكرمة بعد إتمام هذا الطواف، يتعارض مع الهدف والغاية منه التي ذكرها النبي -عليه الصلاة والسلام- وهي أن آخر عهد الحاج بمكة المكرمة يجب أن يكون البيت العتيق، أي أن بعد هذا الطواف يجب على الحاج أن يترك مكّة عائداً إلى بلاده وموطنه، ومن هنا فإن من طاف ومكث في مكّة المكرمة يكون طوافه لاغياً، ووجب عليه إعادة الطواف قبل خروجه منها، والجدير بالذكر أن هذا الطواف يجب تأخيره لمن كان له حاجة يريد أن يقضيها في مكّة، فإن فرغ منها طاف بالبيت سبعة أشواط وعاد بعدها إلى دياره، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجماع قبل طواف الوداع

حكم طواف الوداع للمعتمر

طواف الوداع للمعتمر ليس بواجب على الراجح في أقوال أهل العلم، فبالرغم من أن العلماء ذهبوا إلى وجوب طواف الوداع على الحاج، إلا أن هذا الطواف ليس بواجب على المعتمر بإجماع غالبية أهل العلم، ففي خلاف على هذه المسألة، انقسمت أقوال العلماء إلى قولين، الأول قال إنها واجبة كما في الحج، وهو رأي بعضهم، بينما ذهب الغالبية إلى القول الثاني إلى يقول بعدم الوجوب، وذلك لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يأمر بذلك عندما اعتمر معه المسلمون والصحابة -رضوان الله عليه، في حين أنه أمرهم بذلك في حجهم معه، ولذلك كان واجباً في الحج وليس بالعمرة، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجماع بعد طواف الوداع

ما حكم من ترك طواف الوداع في العمرة

من ترك طواف الوداع في العمرة لا حرج عليه، فطواف الوَداع للمعتمر ليس بواجب على الراجح في أقوال أهل العلم، بالرغم من وجود خلاف عليه والذي أوضحاه سابقاً في الحكم أعلاه، وبناءً عليه فإن ترك ما ليس بواجب لا يؤثم صاحبه ولا حرج عليه بذلك، وقال الإمام ابن باز -رحمه الله تعالى- عن هذه المسألة الشرعية “أما المعتمر فاختلف العلماء في ذلك هل عليه طواف الوداع على قولين للعلماء، والأرجح: أنه لا يلزمه طواف وداع المعتمر لأدلة كثيرة، لكن إذا طاف للوداع فهو أفضل، ويكون طوافه عند الخروج كالحاج عند خروجه، وإن ترك الوداع فلا حرج عليه”، والله تعالى أعلم.[2]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل يجوز المبيت بمكة بعد طواف الوداع، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة، كما تعرفنا على حكم هذا الطواف بأقوال العلماء وما حكم من تركه.