هل يجوز الكلام اثناء خطبة الجمعة

هل يجوز الكلام اثناء خطبة الجمعة من الأسئلة الشائعة والتي تدور على ألسنة المسلمين القاطنين في كافة أنحاء العالم حول صلاة الجمعة، وهذا لما لهذه الصلاة من أجر وفضل عظيم، ومفاد هذه الأسئلة معرفة فتاوي مشايخ الدين الإسلامي وفقهائها وعلمائها حول هذا الموضوع، للحصول على أجر وثواب هذه الصلاة كاملاً وعبر موقع مقالاتي سوف نرفق حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة في سطور هذا المقال، وفضائل الإنصات لها، وهل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة أم لا؟.

هل يجوز الكلام اثناء خطبة الجمعة

لا يجوز الكلام أثناء خطبةِ الجمعةِ برأي كافة علماء الدين الإسلامي، وتفاوتت آراؤهم بين حرمته وإكراهه وعدم مشروعيته، والمأموم يجب أن يستمع للخطبة؛ لما فيها من عبر ومواعظ، ويكف عن الكلام أثنائها حتى لو كان حديثه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله أعلم، [1] واستدلوا على ذلك من الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه أن الرسول قال: {إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، يَومَ الجُمُعَةِ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ}، أخرجه البخاري ومسلم.[2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة

دلائل عدم جواز الكلام أثناء خطبة الجمعة

ورد في السنة النبوية، والقرآن الكريم عدة أدلة عن عدم مشروعية الكلام أثناء خطبةِ الجمعةِ، وفيما يلي نرفق بعضها:

• الحديث النبوي الذي رواه الإمام علي بن أبي طالب -كرّم الله وجههُ- أن النبي قال: {إذا كان يومُ الجمعةِ خَرَجَتْ الشياطينُ يَرْبُثُونَ الناسَ إلى أسْواقِهِمْ وتَقعُدُ الملائِكةُ على أبوابِ المساجدِ ، يَكتبونَ الناسَ على قدْرِ منازِلِهمْ : السَّابِقُ والمصَلِّي والَّذي يَليهِ ، حتى يَخرجَ الإِمامُ فمَنْ دَنا من الإمامِ فأنْصتَ واسْتمَعَ ولمْ يَلْغُ ؛ كان لهُ كِفلانِ من الأجرِ ، ومَنْ نَأَى فاسْتمَعَ وأنْصتَ ولَمْ يَلْغُ ؛ كان لهُ كِفلٌ من الأجرِ ، ومَنْ دَنا من الإمامِ فلَغَا ولَمْ يُنصِتْ ولَمْ يَستمِعْ ؛ كان عليه كِفلانِ من الوِزرِ ومَنْ قال : صَهْ ، فقدْ تَكلَّمَ ، ومَنْ تَكلمَ فلَا جُمعةَ لهُ ثُمَّ قال : هَكَذا سَمعتُ نَبيَّكمْ يَقولُ}، أخرجه أحمد [3]
• الحديث النبوي الذي رواه عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي قال: {من تكلم يومَ الجمعةِ والإمامُ يخطبُ فهو كالحمارِ يحملُ أسفارًا والذي يقولُ أنصتْ ليست له جمعةٌ}، أخرجه أحمد، والطبراني، والجورقاني في الأباطيل والمناكير واللفظ له [4]
• ورد في الآية 9 من سورة البقرة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، وذهب العلماء أن الذكر المقصود هنا خطبة الجمعة. [5]

اقرأ أيضًا: هل خطبة الجمعة قبل الصلاة أم بعدها

حالات جواز الكلام أثناء خطبة الجمعة

الدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر، لذلك سهّل الله -عزَّ وجلَّ- على عباده الصالحين أمور دينهم، وفي الكثير من المواقف يبن رحمة بينه ورفقه بعباده، وفي الحالات التالية لجوازِ الكلامِ أثناء الخطبةِ بيان ذلك: [6]

• حدوث شيء طارئ نحو حادث أو نشوب حريق وما إلى ذلك، والاضطرار للتكلم مع الخطيب.
• بعد المصلين عن الإمام حيث أن صوت الإمام لا يصل لهم،وهذا الموضوع محط خلاف عند العلماء، لأن التقدم الحاصل ووجود مكبرات صوت يمنع حدوث هذا الشيء، لذلك الأولى الإنصات للخطيب.
• ردُّ السلام، لأن رد السلام على المسلمين مأجور، وهذا الأمر موضع خلاف أيضاً بين العلماء، فمن أهل العلم أجازه، ومنهم منْ دحضهُ.
• تشميت العطاس، وهذا الرأي لدعاة مذهب الشافعية فقط، بينما دعاة المذاهب الأخرى دحضوه.
• الذكر، والذكر مجاز لدى دعاة المذهب الحنفيّ فقط، بينما دعاة المذاهب الأخرى دحضوه.
• الحديث مع الخطيب، وهذا يكون عن حكم وحول موضوع يثير الشبهة، أو سؤال لموقف يشابه كلام الخطيب، لكنّ الأولى انتظار الخطيب الانتهاء من الخطبةِ ثمّ سؤاله.

اقرأ أيضًا: حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة محرم أو مكروه

فضل الاستماع لخطبة الجمعة

للاستماع لخطبةِ الجمعةِ عدةِ فضائل، وهذا لما فيها من ذكر ومنفعة للمسلمين، وفيما يلي نذكر أبرز فضائل الاستماع لخطبةِ الجمعة:[7]

• يكفرُ الاستماع لخطبة الجمعةِ للعبد ما بين الجمعتين، ويُزاد فوقها ثلاثة أيام، والدليل على ذلك الحديث النبويّ الذي رواهُ أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: {مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فَصَلَّى ما قُدِّرَ له، ثُمَّ أنْصَتَ حتَّى يَفْرُغَ مِن خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي معهُ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى، وفَضْلُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ}.[8]
• يعادلُ ثواب الاستماع لخطبةِ الجمعةِ ثواب صيام سنة كاملة وبكل خطوة يخطوها العبد نحو أداء هذه الصلاة.
• للمنصت لخطبة الجمعة كفلانِ من الأجر، ويبان هذا في قول الإمام علي -كرم الله وجهه-: {فَإِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنْ الِاسْتِمَاعِ وَالنَّظَرِ فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ كِفْلَانِ مِنْ أَجْرٍ ، فَإِنْ نَأَى وَجَلَسَ حَيْثُ لَا يَسْمَعُ فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ لَهُ كِفْلٌ مِنْ أَجْرٍ ، وَإِنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنْ الِاسْتِمَاعِ وَالنَّظَرِ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنْ وِزْرٍ}.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز الكلام اثناء خطبة الجمعة، وقد ذكرنا في سطوره كل ما يخص خطبةِ الجمعةِ من أحكام، وهل الكلامِ فيها برأي علماء الدين الإسلامي، ودلائل ذلك، وفضل الاستماع للخطبة.