هل يجوز الترحم على المسيحي

هل يجوز الترحم على المسيحي، فالترحم المقصود به طلب الرحمة من الله تعالى لروح الشخص المتوفي، سواء من باب المحبة له أو الشفاعة أو الرأفة به وما نحو ذلك، وهذا يرتبط بتلفظ طلب الرّحمة أو بالدعاء له بذلك، على نية الاستجابة المرجوة، ولذلك يسأل الناس عمن تقبل لهم الرحمة التي يطلبها المسلم، كما في السؤال المطروح أعلاه، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان هل يجوز الترحم على المسيحي بعد موته في أقوال أهل العلم.

هل يجوز الترحم على المسيحي

لا يجوز الترحم على المسيحي في الدين الإسلامي، وذلك لأن النصارى واليهود يعتبرون من الكفار بالنسبة للدين الإسلامي، وإن كان شرعنا الإسلامي أمرنا بالتعامل معهم، إلا أن الرحمة لا تجوز على من أشرك أو كفر بالله تعالى، كما لا يجوز لهم أي نوع آخر من أنواع الاستغفار بعد أن ثبت أنهم من أهل الجحيم، وفي ذلك عدة أدلة استند إليها الشرع الإسلامي، كقوله تعالى في كتابه الحكيم: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ، وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}[1]، وهذا أيضاً ما سندته السنة النبوية الشريفة بأحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- عن هذه المسألة، ولذلك كان الأولى الامتثال لأمر الله تعالى ونبيه، ولو كان الميت المسيحي من ذي القربى، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على المنتحر

هل يجوز الترحم على المسيحي إسلام ويب

أكد العلماء على موقع إسلام ويب إلى ما ذهب إليه جمهور العلم في هذه المسألة، من حيث إنه لا يجوز الترحم على المسيحي أو أي من غير المسلمين، وذلك لأن الحكم فيها واضح في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن كان منهم فهو في الجحيم، ولا يجوز للمسلمين طلب الرحمة والاستغفار لهم كما ورد في الآية السابقة، كنا أن الدعاء لهم يعد من الاعتداء بالدعاء، الذي قال فيه ابن تيمية -رحمه الله تعالى — في كتابه مجموع الفتاوى “وقد قال تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ـ في الدعاء، ومن الاعتداء في الدعاء: أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله، مثل: أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك”، والله تعالى هو الأعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الشيعي

هل يجوز الترحم على المسيحي ابن عثيمين

فيقول الإمام ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- لا يجوز الترحم على المسيحي كونه من غير المسلمين، فالدين الإسلامي لا يجيز الترحم على الكفار أياً كانوا، وحتى ولو كانوا معدودين على أمة المسلمين، فمن كان ينزل تحت مسمى المسلمين ولكنه لا يصلي، فهذا يعد كافراً قولاً واحداً، لأنه ترك الدين بتركه للصلاة، وإذا كان المسلم الذي لا يصلي من غير الجائز عليه الرحمة، فلا تجوز الرحمة لا على المسيحي أو اليهودي أو أي من الكفار الذين ذكروا في القرآن، وبالتالي لا تجوز عليهم الرحمة فالله لن يدخلهم الجنة، وقد أتاهم من ينبههم إلى الحق فغضوا عنه.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على اهل الكتاب

هل يجوز الترحم على المسيحي حتى ولو كان شهيد

لقد سئل العلماء على موقع إسلام ويب عن هذه المسألة، وفي جوابهم قالوا أنه في البداية يجب العلم أن الشهادة لها شروطها في الإسلام، فمنزلتها أعلى وأرقى بكثير من منزلة المؤمنين الصالحين، ومن مات على غير تلك الشروط ليس بشهيد، وأولى شروط الشهادة في الإسلام هو الإيمان بالله تعالى وبنبي الإسلام -عليه الصلاة والسلام- وما جاء به من رسالة الحق، والمسيحي وإن كان من أهل الكتاب، إلا أنه كفر بما جاء في كتابه بأمور عدة، بما في ذلك أن ادعى أن الله تعالى له ابن وسماه ابن الرب، وكفر برسالته إذ أنه أتى ليبشر بنبي الإسلام، وبكل الأحوال هو كافر ولا تجوز عليه الرحمة، ولا يجب تسميته شهيداً، والله تعالى أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على غير المسلم اسلام ويب

من هم الذين لا يجوز الترحم عليهم

الذين لا يجوز الترحم عليهم هم كل من دخل الكفر قلوبهم سواء كان من المسلمين أو غير المسلمين، وكل من تغلب عليهم الشيطان، فعصمهم عن الحقيقة والدخول في دين الله الحق، أو في التساهل به أو الردة عنه، وعليه فإن الذين لا يجوز التّرحم عليهم هم نوعان، الأول هم غير مسلمين من يهود ونصارى ومجوس وأي ملة غير ملة الإسلام، لأن الله تعال قال في كتابه العزيز أن الدين عند الله هو الإسلام، وأما الثاني فهم من كانوا على الدين الإسلامي وتهاونوا في أساسياته وفعلوا الكبائر مثل ترك الصلاة والإشراك بالله عز وجل، أو من ارتد بشكل كامل عن الدين والعياذ بالله.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل يجوز الترحم على المسيحي، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة في أقوال أهل العلم، وهل هي جائزة في حالة الشهادة، كما تعرفنا على من هم الذين لا يَجوز التّرحم عليهم في الإسلام.