هل صوت الرعد هو صوت ملك ابن باز 

هل صوت الرعد هو صوت ملك ابن باز، فهناك العديد من الظواهر الطبيعية التي تدور في العالم المحيط بنا وفي السماء التي تعتلي رؤوسنا، وهذه الأمور التي تجري من حولنا إنما تجري بمشيئة الله تعالى وأمره، كما هو الحال مع صوت الرّعد الذي يفزع القلوب وقد يضر بالأرض وسكانها في غالب الأحيان، ولذلك يتم السؤال عن مصدره في العلم والشريعة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان هذه المسألة التي يدور حولها السؤال في قول أهل العلم.

هل صحيح أن صوت الرعد هو صوت ملك

صوت الرعد هو ليس صوت ملك، وإنما هو صوت الناتج عن زجر السحاب ببعضه الذي يشده الملك الموكل بالسحاب، وذلك استناداً لما ورد في الأحاديث الشريفة الصحيحة الواردة، ونها ما ورد عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: “أقبلَتْ يَهودُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقالوا : يا أبا القاسمِ أخبِرنا عنِ الرَّعدِ ما هوَ قالَ ملَكٌ منَ الملائكةِ موَكَّلٌ بالسَّحابِ معَهُ مَخاريقُ مِن نارٍ يسوقُ بِها السَّحابَ حَيثُ شاءَ اللَّهُ، فقالوا فما هذا الصَّوتُ الَّذي نسمعُ قالَ زَجْرُهُ بالسَّحابِ إذا زَجرَهُ حتَّى ينتَهيَ إلى حَيثُ أُمِرَ قالوا صدَقتَ.”[1]، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل البرق والرعد من علامات ليلة القدر

هل صوت الرعد هو صوت ملك ابن باز 

لم يتم التوصل إلى فتوى رسمية مذكورة على لسان الإمام ابن باز -رحمه الله تعالى- عن هذا الأمر، ولم يذكر أيضاً أنه تم توجيه هذا السؤال إليه، ولكن الراجح في هذه المسألة لدى جمهور أهل العلم هو ما سبق ذكره، من حيث أن صوت الرعد ليس صوت ملك، وإنما هو صوت زجر السحاب ببعضه البعض أثناء تقله بيد الملك الموكل بالسحاب، وشرح العلماء الزجر هنا بأنه الاحتكاك، وهذا ما لا يخالف الحقائق العلمية، ولذلك قال العلماء جواز الأخذ بأقوال العلم ما دام أنها لا تخالف الشرع، وإنما تثبته، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما الحكمة من خلق الجبال الرواسي

هل صوت الرعد هو صوت ملك إسلام ويب

لقد ذهب العلماء على موقع إسلام ويب إلى قول جمهور أهل العلم بما فيهم أهل السلف، عن هذه المسألة الشرعية بأن هذا الصوت هو صوت احتكاك السحب نتيجة التنقل بها من موضعها إلى حيث يشاء الله تعالى، كما أيد العلماء كلام العلم الحديث حول تفسير ظاهرة الرعد، فهي لا تخالف البتة ما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عن ذلك: “وقد روي عن بعض السلف أقوال لا تخالف ذلك، كقول من يقول إنه – أي الرعد – اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه، فإن هذا لا يناقض ذلك، لأن الرعد مصدر رعد يرعد رعداً، وكذلك الراعد يسمى رعداً، كما يسمى العادل عدلاً، والحركة توجب الصوت، والملائكة هي التي تحرك السحاب، وتنقله من مكان إلى مكان، وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فهي عن الملائكة”، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: دعاء المطر والرعد والبرق

الخوف من الرعد إسلام ويب

الخوف من الرعد هو من الأمور الثابتة في السنة الشريفة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقد ورد في صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: “ما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضَاحِكًا حتَّى أَرَى منه لَهَوَاتِهِ، إنَّما كانَ يَتَبَسَّمُ، قالَتْ: وكانَ إذَا رَأَى غَيْمًا أوْ رِيحًا عُرِفَ في وجْهِهِ، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ النَّاسَ إذَا رَأَوْا الغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أنْ يَكونَ فيه المَطَرُ، وأَرَاكَ إذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ في وجْهِكَ الكَرَاهيةُ؟! فَقالَ: يا عَائِشَةُ، ما يُؤْمِنِّي أنْ يَكونَ فيه عَذَابٌ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بالرِّيحِ، وقدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ، فَقالوا: هذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا”[3].

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل صوت الرعد هو صوت ملك ابن باز، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول للعلماء، كما تعرفنا على وجوب الخوف من الرعد مع الدليل على ذلك من السنة الشريفة.