هل المغتاب لا يغفر له في ليلة القدر

هل المغتاب لا يغفر له في ليلة القدر، فمن المعلوم أنّ ليلة القدر ليلة عظيمة من ليالي الإسلام، ففيها يحدث من الخيرات والرحمات ما لا يحدث خلال ليالي العام الأخرى، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي لتسليط الضوء على مسألة الذي يغتاب الناس وهل تشمله المغفرة الإلهية التي التي تتجلى على الناس في هذه الليلة العظيمة، إضافة للمرور على بعض الأمور الأخرى المتعلقة بليلة القدر.

هل المغتاب لا يغفر له في ليلة القدر

ذهب أهل العلم إلى أنّ المغتاب لا يُغفر له في ليلة القدر ما لم يتُب من ذنبه، ففي ليلة القدر يغفر الله -تعالى- لجميع خلقه، ولكن ذهب العلماء إلى أنّ هذه المغفرة تكون لصغائر الذنوب؛ فذهب بعض العلماء إلى أنّ الغيبة من كبائر الذنوب، والكبائر عند الجمهور لا تُغفر من دون توبة، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل صلاة ليلة القدر واجبة

ما هي ليلة القدر

ليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك التي تكون في العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك، وقول الجمهور أنّها في الليالي الوتر من ذلك الشهر الكريم، وذلك لحديث أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- الذي تذكر فيه “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ”،[2] وحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي يذكر فيه “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى”،[3] وللعلماء اختلافات كثيرة في تحديدها، ولها فضائل كثيرة مذكورة في الكتاب والسنة.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز النوم في ليلة القدر

فضل القيام في ليلة القدر

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”،[5] من هذا الحديث يظهر للمسلم أنّ قيام ليلة القدر تحديدًا من بين ليالي رمضان لها شأن عظيم؛ فالله -سبحانه- قال في كتابه الكريم: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}،[6] ففي هذه الليلة يضاعف الله -تعالى- أعمال العباد حتى ليغدو العمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر، فمن قامها فإنّه يحوز خيرًا عظيمًا، يقول صلى الله عليه وسلم: “أتاكم شهرُ رمضانَ شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تُفَتَّحُ فيه أبوابُ السماءِ، وتُغْلَقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، للهِ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ”،[7] والله أعلم.[8]

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل المغتاب لا يغفر له في ليلة القدر بعد معرفة الجواب عن المسألة السابقة، إضافة للمرور على عدد من المسائل الأخرى المرتبطة بليلة القدر.