ليلة القدر خير من كم سنة

ليلة القدر خير من كم سنة؟ من الأسئلة الشائعة عن هذه الليلة العظيمة، فليلة القدر تعد من أفضل ليالي شهر رمضان المبارك، عظيمة القدر والشأن، نزل فيها القرآن على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، تعم فيها الخيرات، ليلة الرحمة والصفح والمغفرة، أجر العمل فيها أفضل من عمل ألف شهر، ومن خلال موقع مقالاتي سوف نتعرف على ليلة القدر تساوي كم سنه، ونرفق في سطوره كم تعدل ليلة القدر بالسنين؟، ومعنى وفضل هذه الليلة، وكيف كان النبي يحييها؟ 

ليلة القدر خير من كم سنة؟

إن ليلة القدر خير من ألف شهر، أي ما يعادل 83 سنة وأربعة أشهر، وهذه الليلة ليلة مباركة، تأتي في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، وميزها الله بكثير من الخصال، فالعمل الذي يبتغي به العبد التقرب من الله والفوز برضاه، يبلغ ما يقوم به المسلم كل يوم من العمل الصالح ألف شهر، وورد ذكر هذا في الآية رقم 3 من سورة القدر، وصيام هذه الليلة يعادل ما يفوق متوسط عمر الإنسان من ولادته حتى وفاته، ومما جاء حول أن ليلة القدر بألف شهر، أن الرسول صلى الله عليه أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك، تعجب وخشي ألا تبلغ أمته عمل، ما بلغ غيرها في طول العمر، وروى مجاهد: {أنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ذَكَرَ رَجُلًا مِن بَني إسرائيلَ لَبِسَ السِّلاحَ في سَبيلِ اللهِ ألْفَ شَهرٍ، قال: فعَجِبَ المُسلِمونَ مِن ذلك، قال: فأنزَلَ اللهُ تَعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} التي لَبِسَ فيها ذلك الرَّجُلُ السِّلاحَ في سَبيلِ اللهِ ألْفَ شَهرٍ}.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز احياء ليلة القدر في البيت

تعريف ليلة القدر

من الله -سبحانه وتعالى- على الأمة الإسلامية بليلة مباركة، مباركة لما فيها من خير وفضل كبير، هي ليلة القدر، وأخذت هذه التسمية من قدرها العظيم، ومنزلتها المشرفة، لذلك حري بالمسلم السعي والاجتهاد في العبادات من فروض ونوافل، وبالأخص بالثلث الأخير من شهر رمضان، يحافظ على صلاته، ويكثر دعاؤه، في ليلة القدر الله يجيب الدعاء، وهي ليلة نزول كتب الله للأمة الإسلامية نعمة القرآن الكريم، فأنزله بالوحي في ليلة مباركة ذات قدر، وهي ليلة وترية، تمتد من بعد غروب الشمس حتى آذان فجر اليوم التالي، وقد اتفق العلماء على إحياء ليلة القدر وقالوا أنه مندوب، مستدلين بالحديث الشريف عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: {كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ}.[2]

شاهد أيضًا: هل تستجاب دعوة الحائض في ليلة القدر

فضائل ليلة القدر

تختص ليلة القدر بمجموعة من الفضائل نذكر منها: [3]

• ليلة التنزيل: في ليلة القدر أنزل الله -سبحانه وتعالى- القرآن على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى في سورة القدر الآية 1: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
• ليلة مباركة: هي من الليالي المباركة، تعود بالأجر العظيم على من قامها، قال تعالى في سورة الدخان الآية 3: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ }.
• ليلة تكتب فيها الأقدار: فيها تفصل الأقدار، وبأمر خالقها تنزلها الملائكة إلى الصحف الكتبية، في ليلة القدر يكتب الأجل، والرزق، وكل ما سيحدث للعبد لعام كامل، قال تعالى في سورة الدخان الآية 4: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.
• ليلة الخير: يتضاعف فيها ثواب الأعمال الصالحة أكثر من أي وقت آخر، قال تعالى في سورة القدر الآية 3: {هِيّ لَيلةٌ خَيرٌ مِن ألفِ شهْر}.
• ليلة السلام: في ليلة القدر تنزل الملائكة للأرض، فيبارك الله بها، ويعم السلام فيها من وقت بدأت حتى تنتهي، قال تعالى في سورة القدر الآية 5: {سَلَٰمٌ هي حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ}.
• الغفران: من قام ليلة القدر بنية خالصة لله تعالى غفر له ما تقدمها من ذنوب.

شاهد أيضًا: هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء

كيف كان النبي يحيي ليلة القدر؟ 

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخص شهر رمضان بأعمال عظيمة، ويخص العشر الأواخر منه بمزيد من الأعمال تحريا ليلة القدر، فهي من ضمنهن، روت أم المؤمنين عن الرسول: {كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ}.[4]

• يقوم الليل في هذه الليال المباركة، ويحث أصحابه وأهل بيته على ذلك، روي عنه -عليه الصلاة والسلام- : {أنَّه كان يَطرُقُ فاطِمةَ وعلِيًّا لَيلًا فيَقولُ لهما: ألَا تَقومانِ فتُصَلِّيانِ؟}.[5]
• ويعتكف في المسجد، يصلي ويكثر من التسبيح والتهليل والاستغفار، روت أم المؤمنين عائشة: {كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَعتكِفُ كلَّ رمَضانَ عشَرةَ أيَّامٍ، فلمَّا كان العامُ الَّذي قُبِضَ فيه اعتكَف عِشْرينَ يومًا}.[6]

شاهد أيضًا: حكم رفع المصاحف في ليلة القدر

 أصح ما ورد من أحاديث حول ليلة القدر

فيما يلي نذكر أصح ما ورد من أحاديث حول ليلة القدر:

• حول التماسها في العشر الأخيرة من رمضان: روى أبو هريرة عن الرسول قوله: {أريتُ ليلةَ القَدرِ، ثمَّ أيقَظَني بَعضُ أَهْلي فَنسيتُها، فالتَمِسوها في العَشرِ الغَوابِرِ}.[7]
• التماسها ليلة السابع والعشرين من رمضان: {قالَ أُبَيٌّ في لَيْلَةِ القَدْرِ: وَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُهَا، وَأَكْثَرُ عِلْمِي هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بقِيَامِهَا هي لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. وَإنَّما شَكَّ شُعْبَةُ في هذا الحَرْفِ: هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-. قالَ: وَحدَّثَني بهَا صَاحِبٌ لي عنْه}.[8]
• ما ورد في فضلها: روت أم المؤمنين عائشة عن النبي أنه قال: {من قامَ لَيلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ}. أخرجه النسائي[9]
• علاماتها: روى أبي بن كعب: {سَمِعْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ يقولُ: وَقِيلَ له إنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَن قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقالَ أُبَيٌّ: وَاللَّهِ الذي لا إلَهَ إلَّا هُوَ، إنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ ما يَسْتَثْنِي، وَوَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هي، هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بقِيَامِهَا، هي لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا}.[10]

وبهذا القدر من المعلومات نكون وصلنا لختام هذا المقال بعد أجبنا على سؤال ليلة القدر خير من كم سنة؟ وتحدثنا عن معنى وفضل، وأصح الأحاديث الشريفة حولها، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يحييها.