كم تصلي التراويح في العشر الاواخر

كم تصلي التراويح في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك، فهذه الليالي من الليالي التي جعل الله -تعالى- لها فضلًا عظيمًا، وحباها على غيرها من الليالي بأن جعل فيها ليلة القدر التي هي عند الله خير من ألف شهر. وفي هذا المقال سوف يسلّط موقع مقالاتي الضوء على هذه الليالي المباركة من خلال بيان كم عدد ركعات صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان ومعلومات أخرى مهمّة جدًا.

صلاة التراويح

ليلة القدر ليلة لها فضل عظيم، فقد اختصّها الله -تعالى- بالعديد من المميّزات؛ منها أنه أنزل فيها القرآن الكريم على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلّم-، وجعلها أيضًا ليلةً عظيمةً خيرًا من ألف شهر يخلو منها، قال -تعالى- في كتابه العزيز:  (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[1] فضلًا عن أنّه -جلّ في علاه- يفرق فيها كلّ أمر حكيم، ولا يعرف لهذه الليلة موعد محدّد، فقد تعددت آراء الفقهاء في ذلك، لاختلاف الآراء في موعد ليلة القدر فإنّ المسلمين يحرصون دومًا على تحرّيها في أرجى أوقاتها، وهي العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، وفي الأوتار منها أكد؛ فقد ثبت عن أمّ المؤمنين السيّدة عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: (تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ).[3][2]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التهجد بعد صلاة التراويح

كم تصلي التراويح في العشر الاواخر

صلاة التراويح في العشر الأواخر من رمضان لا تختلف عن صلاة التراويح في غيرها من أيّام الشهر الفضيل، فهي في الشهر الفضيل عشرون ركعة عند جمهور أهل العلم، وهذا ما كان عليه عمل المسلمين في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وبالعموم اعتاد المسلمون في العشر الأواخر من رمضان على إطالة الصلاة وزيادة ركعات من التهجّد وقيام الليل لاغتنام هذه الأيام المباركة، وهذا مشروع، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة ليلة القدر

كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر

لا يوجد عدد محدد من الركعات يجب على المسلم الالتزام به في العشر الأواخر من رمضان، بحيث لا يجوز له النقصان ولا الزيادة عنها، فيصلي المسلم من الليل قدر ما يشاء ويقدر، فقد كان النبيّ -صلى الله عليه وسلّم يولي العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل مزيدًا من العناية والاجتهاد، ويستحبّ للمسلم أيضًا أن يكثر في هذه الليالي من تلاوة القرآن والذكر والعبادات، وقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّ قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[6][5]

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح هي نفسها قيام الليل

حكم تقسيم قيام الليل في العشر الأواخر إلى قسمين

لا بأس في أن يصلي المسلم التراويح على قسمين في شهر رمضان الفضيل؛ فيصلي عشر ركعات منها في أوّل الليل مثلًا وعشرة في آخره مع الوتر لاكتساب فضل الثلث الأخير من الليل، كما يجوز لمن صلى التراويح مع إمامه أن يصلي ما يشاء من الركعات في آخر الليل سواء أوتر أم لم يوتر، وإن كان متيقّنًا بأنّه سيصلي قيامًا في آخر الليل فيمكنه أن يكمل ركعة ثانية عندما يسلّم الإمام من الوتر ليكون وتره في آخر الليل.[6]

شاهد أيضًا: هل تكفي صلاة التراويح عن قيام الليل

كم ركعة التراويح في رمضان

صلاة التراويح عند جمهور أهل العلم من أصحاب المذاهب الأربعة عشرون ركعة غير الشفع والوتر،[7] وقد قال بعض العلماء إنّها إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة بناءً على أخذهم بأحاديث ثبتت من عمل الرسول -صلى الله عليه وسلّم-،[4] كما ورد في قول للإمام مالك: (عدد ركعات صلاة التراويح ست وثلاثين ركعة). وبهذا، فإنّ الأمر واسع إن شاء الله فمن استطاع صلى العشرين كاملةً ويكون قد أدى السنة التي كما بيّن الجمهور، ومن لم يستطع أدى بعضها وله الأجر على ما صلى، والله -تعالى- أعلم.[7]

كيفية صلاة التراويح

صلاة التراويح من صلاة الليل؛ وصلاة الليل عمومًا تؤدى مثنى مثنى، ولا يجوز صلاة أربع ركعات بسلام واحد، وقد ثبت في الصحيحين عن الصحابي الجليل ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ عليه السَّلَامُ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى)،[8] كما يستحبّ فيها الإطالة في القراءة، واستحضار الطمأنينة والخشوع.[9]

شاهد أيضًا: هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح

حكم صلاة التراويح

صلاة التراويح سنّة مؤكدة، ثبت عن أبو هُرَيرَة -رَضِيَ اللهُ عَنْه- أنّه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غيرِ أنْ يأمَرَهم فيه بعزيمةٍ، فيقول: مَن قامَ رَمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه)،[10] وأداؤها جماعةً في المسجدِ خير مِن أدائها منفردًا للرجل.[11]

وفي ختام هذا المقال، نكون قد بيّنا كم تصلي التراويح في العشر الاواخر من شهر رمضان الفضيل، ثمّ سلّطنا الضوء على حكم صلاة التراويح وكيفيّة أدائها وحكم تقسيمها بين أوّل الليل وآخره.