حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة

حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة

ما هو حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة، فهل أُمر المأموم بموافقة الإمام في الصلاة أو إنّه قد أُمِرَ بمتابعته أو مساواته، كلّ ذلك من الأسئلة التي تدور في ذهن المأموم الذي ينتظم في الصلاة خلف أئمة المساجد، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي مع بيان حكم أن يوافق المأموم إمامه في الصلاة في الحركات، وكذلك يجيب المقال عن بعض المسائل المتعلقة بالمأموم والإمام في الصلاة.

حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة

إنّ موافقة المأموم للإمام في الصلاة له حكمان بحسب الموافقة المقصودة؛ فإذا وافقه في الأفعال فله حكم، وإن وافقه في الأقوال فله حكم آخر، وتفصيل ذلك كما يأتي:

موافقة الإمام في الأقوال

قال بعض العلماء إنّ موافقة الإمام في الأقوال لا بأس بها عدا الموافقة في تكبيرة الإحرام والتسليم، ومعنى الموافقة هو أن يوافق قول الإمام قول المأموم، بمعنى أن يلفظ المأموم الكلام موافقًا لكلام الإمام، فموافقة الإمام في تكبيرة الإحرام لا تصح؛ فالمأموم الذي يكبّر للإحرام قبل أن يُتم الإمام التكبير لم تنعقد صلاته أصلًا.[1]

وأمّا الموافقة في التسليم ففيها تفصيل؛ فإنّ وافق الإمام في التسليمة الأولى والثانية فهذا مكروه، وأمّا إذا سلّم التسليمة الأولى بعد تسليم الإمام التسليمة الأولى، وسلّم التسليمة الثانية بعد تسليم الإمام التسليمة الثانية فهذا لا بأس به، ولكن الأفضل ألّا يسلّم إلّا بعد أن يسلم الإمام التسليمتين، والله أعلم.[1]

موافقة الإمام في الأفعال

قال أهل العلم إنّ العلماء كرهوا موافقة المأموم لإمامه في الأفعال في الصلاة، فمثلًا لو قال الإمام “الله أكبر” للركوع فركع الإمام والمأموم معًا فهذا الفعل مكروه عند العلماء لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يبيّن كيفيّة الاقتداء بالإمام في الصلاة، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم صلاة الجماعة في البيت والطريقة الصحيحة لها

حكم متابعة الإمام في الصلاة

إنّ متابعة الإمام في الصلاة هي المقصودة في السنة، وهي المطلوبة من المأموم، ومعناها أن يأتي المأموم بالفعل فور شروع الإمام فيه ولكن من دون أن يكون هذا الشروع موافقة، ودليل ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: “إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليؤتمَّ بهِ فإذا كبَّرَ فكبِّروا ولا تكبِّروا حتَّى يكبِّرَ وإذا ركعَ فاركعوا ولا تركعوا حتَّى يركعَ وإذا قالَ سمعَ اللهُ لمن حمدَهُ فقولوا اللَّهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ وإذا سجدَ فاسجدوا ولا تسجدوا حتَّى يسجدَ وإذا صلَّى قائمًا فصلُّوا قيامًا وإذا صلَّى قاعدًا فصلُّوا قعودًا أجمعين”.[2][1]

وفي المتابعة ينبغي للمأموم ألّا يشرع في الانتقال إلى الركن حتى يصل إليه الإمام ، فلا يبدأ في الانحناء للسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض، ففي الحديث الذي يرويه البراء بن عازب -رضي الله عنه- يقول: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، لَمْ يَحْنِ أحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حتَّى يَقَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَاجِدًا، ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ”،[3] والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم صلاة الجماعة في المسجد في المذاهب الأربعة

حكم مسابقة الإمام في الصلاة

إنّ الذي يسبق الإمام في الصلاة لا يخلو من حالين: إمّا أن يكون عالمًا ذاكرًا، وإمّا أن يكون جاهلًا أو ناسيًا، وتفصيل ذلك كما يأتي:

حكم مسابقة الإمام عمدًا

قال بعض أهل العلم إنّ الذي يسبق إمامه في الصلاة في ركن من أركانها عالمًا بذلك ذاكرًا فذلك حرام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ولا تركعوا حتَّى يركعَ”، وقوله كذلك في الحديث نفسه: “ولا تسجدوا حتَّى يسجدَ”،[2] فمن سبق إمامه عالمًا بذلك وذاكرًا له فصلاته باطلة،[1] وقال بعضهم صلاته صحيحة مع الإثم، والله أعلم.[4]

حكم سبق الإمام دون قصد

قال بعض العلماء إنّ سبق المأموم للإمام في الصلاة من دون قصد كأن يكون ناسيًا أو جاهلًا بالحكم لا شيء عليه، ولكن لو زال عذره “قبل أنْ يُدرِكَهُ الإمامُ فإنه يلزمُه الرجوعُ ليأتيَ بما سَبَقَ فيه بعدَ إمامِه، فإن لم يفعلْ عالمًا ذاكرًا بطلتْ صلاتُه، وإلا فلا” كما يقول الشيخ ابن عثيمين، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على غير المسلم

حكم مساواة الإمام في الصلاة

إنّ مساواة الإمام في الصلاة يُقصد بها الموافقة، وقد مرّ بيان حكمها آنفًا، وقال الإمام ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: “والمستحب أن يكون شروع المأموم في أفعال الصلاة من الرفع والوضع بعد فراغ الإمام منه، ويكره فعله معه في قول أكثر أهل العلم”، وقال كذلك: “وإن وافق إمامه في أفعال الصلاة، فركع وسجد معه، أساء، وصحت صلاته”، والله أعلم.[5]

حكم تأخر المأموم عن الإمام

إنّ المأموم الذي تخلّف عن إمامه في الصلاة له حالين: التأخّر لعذر، والتأخّر لغير عذر، وتفصيل ذلك كما يأتي:

تأخر المأموم عن الإمام لعذر

إن تأخّر المأموم عن الإمام لعذر كنعاس أو سرعة من الإمام ونحوه فإنّه يأتي بما فاته من الأركان ثمّ يتابع الإمام ولا شيء عليه، فلو ركع الإمام ورفع من الركوع ولم يأتِ المأموم بالركوع فإنّه يركع ويأتِ بما فاته ثمّ يتابع مع الإمام وصلاته صحيحة إن شاء الله تعالى؛ لأنّه لم يتأخّر عامدًا، والله أعلم.[1]

تأخر المأموم عن الإمام لغير عذر

إذا تأخّر المأموم عن الإمام في الصلاة لغير عُذر فيُنظر في تأخّره إن كان في أثناء الركن أم بالركن كاملًا؛ فإن كان تأخّره في أثناء الركن هو التأخّر في متابعة الإمام في الأداء، مثل أن يركع الإمام والمأموم ما يزال يقرأ، فينهي القراءة ويركع قبل أن يرفع الإمام، فركوعه هنا صحيح وصلاته صحيحة ولكنه خالف السنة في الركوع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “وإذا ركعَ فاركعوا”،[2] والله أعلم.[1]

وإمّا إذا كان التأخّر بغير عذر وبركن كامل فالفقهاء على أنّ صلاته باطلة، قال الإمام ابن قدامة: “فإن سبق الإمام المأموم بركن كامل مثل أن ركع ورفع قبل ركوع المأموم لعذر من نعاس أو زحام أو عجلة الإمام فإنه يفعل ما سبق به ويدرك إمامه ولا شيء عليه نص عليه أحمد إلى أن قال: وإن فعل ذلك لغير عذر بطلت صلاته لأنه ترك الائتمام بإمامه عمدًا”، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الكافر

فضل صلاة الجماعة

ورد في فضل صلاة الجماعة عدد من الأحاديث النبوية، ومنها:

  • “صلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يومًا صلاةَ الصُّبحِ فقالَ أشَهِدَ فلانٌ الصَّلاةَ قالوا لا. قالَ ففلانٌ قالوا لا. قالَ إنَّ هاتينِ الصَّلاتينِ من أثقلِ الصَّلاةِ على المنافقينَ ولو يعلمونَ ما فيهما لأتوْهما ولو حبوًا والصَّفُّ الأوَّلُ على مثلِ صفِّ الملائِكةِ ولو تعلمونَ فضيلتَهُ لابتدرتُموهُ وصلاةُ الرَّجلِ معَ الرَّجلِ أزْكى من صلاتِهِ وحدَهُ وصلاةُ الرَّجلِ معَ الرَّجلينِ أزْكى من صلاتِهِ معَ الرَّجلِ وما كانوا أَكثرَ فَهوَ أحبُّ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ”.[7]
  • “دَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ: يا ابْنَ أَخِي، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ”.[8]

شاهد أيضًا: هل تجوز الرحمة على المسيحي

وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة بعد الوقوف على حكم موافقة المأموم لإمامه في الصلاة، وبعد الوقوف على عدد من الأحكام حول كيفية أداء صلاة المأموم خلف الإمام، وأخيرًا وقفنا مع أحاديث فيها فضل صلاة الجماعة.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , أحوال المأموم مع إمامه في الصلاة , 11/05/2022
  2. ^ بلوغ المرام , ابن حجر العسقلاني، أبو هريرة، رقم الحديث: 116، أصل الحديث في الصحيحين.
  3. ^ صحيح البخاري , البخاري، البراء بن عازب، رقم الحديث: 690، حديث صحيح.
  4. ^ islamweb.net , حكم صلاة من سبق الإمام في أفعال الصلاة , 11/05/2022
  5. ^ islamweb.net , حكم مساواة الإمام في أفعال الصلاة , 11/05/2022
  6. ^ islamweb.net , تأخر المأموم عن إمامه وحكم تطويل الإمام , 11/05/2022
  7. ^ صحيح النسائي , الألباني، أبي بن كعب، رقم الحديث: 842، حديث حسن.
  8. ^ صحيح مسلم , مسلم، عثمان بن عفان، رقم الحديث: 656، حديث صحيح.
  9. ^ صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، رقم الحديث: 555، حديث صحيح.

اسئله عامه ، اسئله ثقافيه ، اسئلة مسابقات ، اسئلة ذكاء ، اسئلة دينية ، اسئلة محرجه ، اسئلة كرسي الاعتراف ، اسئلة للاطفال ، يوزرات انستا ، مقدمة بحث ، خاتمة بحث ، مقدمه وخاتمه انجليزي ، الغاز وحلول ، الغاز مع الحل ـ لغز صعب ، الغاز صعبه ، الغاز سهله ، الغاز مضحكة ، نكت مضحكة قصيرة ، نكت تحشيش ، لو خيروك ، اسماء قروبات ، اسماء حسابات تيك توك ، دعاء التوبة من الذنب المتكرر ، عبارات يوم الجمعه ، باقات سوا مكالمات فقط لمدة شهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *