حكم من سب الصحابة

حكم من سب الصحابة، فقد ورد في أقاويل الناس الكثير من البدع نحو تكفير بعض الصحابة -رضي الله عنهم جميعاً- أو سبهم والإدعاء عليهم بنا هو باطل ورميهم بالبهتان، وهي ظاهرة منتشرة بين الطوائف التي تتبع ملة تنافي ما جاء به أهل السلف، بالرغم من أنهم نقلوا تعاليم النبي -عليه الصلاة والسلام- في الإسلام، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان حكم سب الصحابه بالاستناد إلى ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأقوال أهل العلم.

منزلة الصحابة

الصحابة -رضوان الله عليهم- لهم المقام المحمود عند الله تعالى، وقد ذكرهم عز وجل في القرآن الكريم مبيناً درجتهم ومنزلتهم في الجنة، إذا قال عز وجل: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[1]، والصحابة -رضي الله عنهم- هم من أحرص الناس على الدين وأكثرهم غيرة عليه وعلى نبيهم وربهم، وهم من نقلوا سنة النبي -عليه الصلاة والسلام- إلينا لنعرف شرع الله تعالى وحدوده التي علمهم إياها في حياته الكريمة، فهم رجال ثقات صدقوا ما عاهدوا الله عليه ورسوله.

شاهد أيضًا: من الصحابة الذين كتبوا السنة

حكم من سب الصحابة

من سب الصحابة فقد كفر، ومن جاهر بسبهم فقد ارتد عن الإسلام، فهم خير الناس من المسلمين وأكثرهم وفاء للدين، ولهم فضل كبير في مساندة النبي -عليه الصلاة والسلام- في نشر الدعوة الإسلامية، سواء في حياته الكريمة أو بعد وفاته، وذلك مما قاموا به من فتوحات إسلامية خارج محيط شبه الجزيرة، ناهيك عن صون أعراض المسلمين وحرمة الدين وتبليغ شرع الله، ويجب على المسلم أن يؤمن بهم دون الغلو في ذلك، فالتعظيم لله تعالى وحده، وقد نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن سبهم مبيناً كبر مقامهم، إذ قال: “لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ”[2].[3][4]

شاهد ايضًا: حكم معاداة اولياء الله بأي نوع من المعاداة

حكم سب الصحابة ابن باز

سئل الإمام ابن باز -رحمه الله تعالى- عن حكم هذه المسألة الشرعية، وما قول الدين والشرع فيمن يسب صحابة النبي -عليه الصلاة والسلام- وهم حفظت شرع الله تعالى من بعده، وجاء في خلاصة فتواه ما يلي:[3]

الصواب أنه كُفْر، مَنْ سَبَّهم على العموم أو أبغضهم كَفَر، لا يبغضهم إلا كافر؛ فهم حَمَلَةُ الشريعة.

شاهد أيضًا: حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور

حكم سب الصحابة إسلام ويب

فيما جاء في أقوال العلماء عن حكم سب الصحابة في موقع إسلام، نذكر خلاصة ما ورد في نص الفتوى رقم 2429 عن هذه المسألة الشرعية، والتي جاء فيها ما يلي:[4]

وقد اختلف العلماء فيمن سبّ الصحابة رضي الله عنهم، وهل يكفر بذلك؟ وذلك أن سبّ الصحابة ليس على مرتبة واحدة، بل له مراتب متفاوتة، فإن سب الصحابة أنواع ودركات، فمنها سب يطعن في عدالتهم، ومنها سب لا يوجب الطعن في عدالتهم، وقد يكون السب لجميعهم أو أكثرهم، وقد يكون لآحادهم، وقد يكون هؤلاء الآحاد ممن تواترت النصوص بفضلهم، وقد يكونون دون ذلك. فمن استحل سب الصحابة كفر؛ لأنه من إنكار ما علم من الدين بالضرورة، ومن سب جميع الصحابة أو جمهورهم إلا نفرًا يسيرًا، أو سب واحدًا لصحبته فقد كفر.

شاهد أيضًا: من هو اكثر الصحابة كتابة للسنة النبوية

هل يجوز انتقاد الصحابة

انتقاد الصحابة -رضي الله عنهم- وارد في حالات معينة، وقد أوضح أهل السلف وأهل العلم ذلك، ومن ذلك العصمة من الأخطاء، فهم من المبشر وليسوا معصومين عن الأخطاء، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في ذلك: “دعوى العصمة فيمن سوى الرسول صلى الله عليه و سلم دعوى باطلة قطعا”، وأما القول في أن أقوالهم وأفعالهم باطلة، فيما يخص نقلهم لتعاليم الإسلام، ومسائل الشرع التي تعلموها عن النبي -عليه الصلاة والسلام- فهذا باطل، قال ابن كثير -رحمه الله تعالى: “أهل السنة والجماعة يقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها”.[5]

شاهد أيضًا: حكم من استمنى وهو صائم في رمضان

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم من سب الصحابة، والذي تعرفنا من خلاله على منولة الصحابة وحكم سبهم في أكثر من قول من أقوال العلماء، وذلك بالاستناد إلى ما ورد في الشرع الإسلامي، كما تعرفنا على حال انتقادهم.