حكم رش الماء على القبر

حكم رش الماء على القبر هل هو حلال أم حرام، جائز أو غير جائز، وهل يقع إثم على من قام بهذا الفعل من أكثر الأحكام الإسلامية الشرعية التي يتم البحث عنها على مواقع الإنترنت، وعبر موقع مقالاتي سوف نجيب عن كافة الاستفسارات حول هذا الموضوع، ما حكم القيام بهذا الفعل، ومن الذي رشَّ الماء على قبر النبي، والعديد من الأحكام الأخرى التي تخصُّ القبر.

حكم رش الماء على القبر

إن حكم رش الماء على القبر مستحب برأي أهل العلم -رحمهم الله وأسكنهم فسيح جنّاته- وهذا لأن الماء يساعد من تثبيت رمال القبر، وتمنع الرياح من أن تنسفها وتنقلها لمكان آخر، كما إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يسقِ قبر ابنه إبراهيم، أي أن هذا العمل مأخوذاً عن النبي ولا حرج بالقيام بذلك، ولا يأثم فاعله،[1] والدليل على ذلك الحديث الشريف الذي رواه محمد الباقر بن علي بن الحسين -رضي الله عنه-: {أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حثَى على الميتِ ثلاثَ حثياتٍ بيديهِ جميعًا وأنه رشَّ ماءً على قبرِ ابنِه إبراهيمَ ووضع عليه حصْباءَ}.[2]

شاهد أيضًا: دعاء دخول المقبرة مكتوب

الأصل في رش قبر الميت بالماء

الأصل أن يرشُ قبر الميت بالماءِ بعدَ الدفنِ مباشرةً، ولكن لا حرج بفعل ذلك بعدة مدة، أو عند زيارة القبر في حال احتاج ذلك، كان يخشى أن ينثر الريح تراب القبر، وقد ذهب أهل العلم إلى استحباب رش القبر بالماء بأي وقت، وجوازه حتى لو بعد الدفن بمدة، أي في وقت الحاجة إلى القيام بفعل ذلك، وبان ذلك في حاشية الرملي الكبير: وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَرُشَّ الْقَبْرُ بِالْمَاءِ قَالَ شَيْخُنَا: وَلَوْ بَعْدَ الدَّفْنِ بِمُدَّةٍ فِيمَا يَظْهَرُ.

وفي مشروعية رش القبر يجب أن يكون القبر تراباً، لكن القبور المعمرة والمبنية بالبلاط كهيئة البيوت لا حاجة إلى رشها، أما في حال رشه فقط لأنك زرت القبر، فهذا غير مشروع ولم يرد عن النبي أو حتى عن أصحابه، بل يعد هذا بدعة، وخاصةً في حال ظنَّ الفاعل أن في ذلك فائدة للميت، أو يخفف عنه، أو يروح له في قبره، وكل هذا الكلام باطل لا أصل له، والأولى أن تقتصر زيارة قبر الميت على الدعاء له بالمغفرة والرحمة، والسلام على أهلها، فهذا هو ما ينتفع به الأموات، وأما رش القبور بالماء فلا نفع فيه للأموات، والعلم عند الله.

شاهد أيضًا: حكم زيارة الامام الحسين في ليالي القدر

حكم وضع الماء على القبر لسقيا الطيور

لا يجوز وضع الماء على القبر لسقيا الطيور، وكل هذا من البدع، ولا تضفي إلى الاعتقادات الباطلة والتعبدات المحدثة من شيء، فمن يريد القيام بهذا لسقيا الطيور، فيقيمها على أطراف المقابر أو خارجها، لأن البهائم لا تجد طريقاً لها بين القبور لتدخل وتشرب منها، والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم العدل لمن تولى مسؤولية كالأب والمعلم والحاكم

هل يجوز رش ماء زمزم على القبر

لم يرد في السنة النبوية الشريفة حديث يبين جواز رش ماء زمزم على قبر الميت، لكن وردَ أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان سقى قبر ابنه إبراهيم -عليه السلام-، وكان يضع عليها حصباء، وهذا للقبور التراب حصراً، أما القبور المشيدة، وقد ورد عن أهل العلم لا حرج في رشّ الماءِ على القبور في حال الحاجة لذلك، والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما حكم زيارة القبور للنساء

هل يجوز وضع الزرع على القبر؟

لا يجوز وضع الزرع على القبور، وهو غير مشرع، فلم يرد عن النبي مثل هذا الفعل، ولا عن أيٍّ من أصحابه، وهو أقرب إلى التشبه بالكفّار، وما يقومون به من أفعال على قبورهم، ولا يجوز تشييد الأبنية على القبور أو تعميرها أو تزيينها، وإذا وُضعت أي زرع على القبر يجب أن تُزال، وقد أفتى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عندما سئل عن تشجير المقابر قال:

“أما تشجير المقبرة، فهو لا يجوز، وفيه تشبه بعمل النصارى الذين يجعلون مقابرهم أشبه ما تكون بالحدائق، فيجب إزالتها وإزالة صنابير الماء التي وضعت لسقيها، ويبقى من الصنابير ما يحتاج إليه للشرب، وتليين التربة”، والله تعالى هو الأعلم.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي حمل عنوان حكم رش الماء على القبر، وقد ذكرنا في سطوره كل ما يخص القبر من أحكام بصورة مفصّلة.