حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس

حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس، فالله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان ونفخ فيه روحه، وصوره بأحسن صورة، وجعله في أحسن تسوية وتقويم، وصوره فأحسن تصويره، وجعله أجمل المخلوقات وأعدلها وأرقاها تكوينًا ووظيفة، وجعل منه الزوجين الذكر والأنثى وفرق بينهما، إلا أن الشيطان الذي نذر نفسه لإغواء البشر حرف بعض الناس عن الفطرة السليمة، ومن خلال موقع مقالاتي سيتم تسليط الضوء على مسألة التشبه بين الرجال والنساء.

حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس

لا يجوز تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس ولا في أي أمرٍ كان، فلا يتزين الرجل بزينة النساء، ولا تتزين النساء بزينة الرجال، وقد ورد عن الإمام الذهبي أنّ هذا التشبه من الكبائر، فلو لبست المرأة زي الرجل، أو لبس الرجل زي المرأة فسيلحقهما لعنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكر أهل العلم أن الحكمة من لعن من تشبه من النساء بالرجال ومن الرجال بالنساء أنّه تعمد إخراج الشيء من صفته وحقيقته التي خلقه الله عليها ولأن ذلك من أصل عمل الشيطان، فقد قال تعالى في سورة النساء: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}. [1] والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس عباءة الكتف في العمره

تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال لابن باز

سُئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس فأجاب بقوله:[3]

“فلا يجوز للرجل التشبه بالكفار، ولا بالنساء، والمرأة كذلك، ليس لها التشبه بالرجال، ولا بالكفار، لا في الزي، ولا في الكلام، ولا في المشي، كله ليس له أن يتشبه بالمرأة في زيه، وفي كلماته، وفي مشيه، ولا بالكفرة، وهي كذلك، ليس لها التشبه بالرجل في زيه من اللباس، ولا في زيه من المشي، ولا في زيه من الكلام؛ لأن الرسول ﷺ لعن المتشبه من النساء بالرجال، ولعن المتشبه من الرجال بالنساء.”.

شاهد أيضًا: أوقات ارتفاع الشهوة عند الرجال

الذكر والأنثى في القرآن الكريم

خلق الله -سبحانه وتعالى- خلقه بجنسين مختلفين، وذلك لحكمةٍ بالغةٍ منه -سبحانه وتعالى-، فكان الذكر وكانت الأنثى، وقد وردت الكثير من الآيات التي تفرق بينهما، ومنها:

• قال تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}. [4]
• قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. [5]
• قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. [6]

شاهد أيضًا: حكم تشقير الحواجب بالليزر هيئة كبار العلماء

تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في السنة النبوية

ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عديد الأحاديث الشريفة التي يلعن فيها المتشبه من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والمغيرين لخلق الله، ومما ورد ما يأتي:

• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: “لعنَ رسولُ اللَّهِ الرَّجلَ يَلبَسُ لبسة المرأةِ، والمرأةَ تلبَسُ لبسة الرَّجلِ“. [7]
• عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لعن اللهُ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرجالِ ، والْمُتَرَجِّلاتِ منَ النساءِ“. [8]
• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “صِنْفَانِ من أهلِ النارِ لمْ أَرَهُما بَعْدُ : قومٌ مَعَهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ الناسَ بِها ، ونِساءٌ كَاسِياتٌ عَارِياتٌ ، مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ ، رُؤوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ ، لا يَدْخُلَنَّ الجنةَ ، ولا يَجِدَنَّ رِيحَها ، وإِنَّ رِيحَها لَيوجَدُ من مَسِيرَةِ كذا وكذا“. [9]

شاهد أيضًا: حكم التاتو المؤقت ابن باز

مظاهر تشبه الرجال بالنساء

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، وميزه بالعقل وكرمه وفضله على كثير من الخلق، وقد انجرف كثير من الرجال لهاوية التشبه بالنساء، فانتشرت هذه المظاهر، فباتوا يلبسون أزياء النساء، ويحاكونهنّ بحركاتهن وأصواتهن وسكناتهن، وحتى في نعومة الجسد والحركة، فيقوم المتشبه فيلحق لحيته، وينتفها ويتعاهدها فلا يتركها حتى يكون وجهه كوجه العذراء، وتجده يسرح شعره ويقصه كالنساء، ويلبس الحلي والقراريط والأساور والقلائد، ويلبس الثياب الحريرية ويتزين بالذهب ويستخدم الطيب النسائي، ولم يبق إلا أن يقوم بتغيير أمره ويطالب بالحمل والرضاعة والنفاس والبقاء في البيت لتربية الأطفال والعياذ بالله.[10]

مظاهر تشبه النساء بالرجال

كثيرة هي مظاهر تشبه النساء بالرجال التي انتشرت مع الأسف في العصر الحديث بحجة الحرية والمساواة، ومن تلك المظاهر ما يأتي:[11]

• لبس لباس الرجال: فالمرأة بدأت ترتدي السراويل والمعاطف والقمصان، والألبسة التي تصف شكل الجسد، وترك الحجاب وغير ذلك من الأمور.
• إكثار الخروج من البيت بغير حاجة: فالمرأة ترى الرجل يخرج، ويدخل من البيت فتراها تريد تقليده، وهو عكس ما أمر به الإسلام أن تقرّ المرأة في بيتها.
• تقليد المرأة للرجل في حركاته وسكناته: فترى المرأة تقلد صوت الرجل وشدته ومشيته وجلوسه، وهذا ينافي السكينة والاستحياء اللذين يجب أن تتميز بهما المرأة.
• منافسة الزوج في القوامة: وكذلك منافسته في مسؤولياته في الأسرة، وهو الأمر الذي يفضي لتداخل الأدوار والتنازع بين الزوجين.
• سفر المرأة بغير محرم: وخلوتها مع غير محارمها بحجة أنها قوية الشخصية، وأنها أخت رجال وهذا أمر لا يجوز، ولا يخلو من الفتنة ومحرم.

بهذا نصل لنهاية مقال حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس، والذي تم من خلاله بيان رأي الشريعة بالمتشبهين بالجنس الآخر، وذكر مظاهر التشبه بين الرجال والنساء، وسلط الضوء على أحاديث عن تحريم التشبه.