حكم الاضحية عن الميت

حكم الاضحية عن الميت في الشريعة الإسلامية، حيث إنّ الأضحية هي من أجل التقرب إلى الله -تبارك وتعالى- فهل يصح للمسلم أن يأتي بعمل لمتوفي يُبتغى به المغفرة من الله للميت ذاك، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي للأضحية عن الشخص المتوفى وهل يجوز للمسلم أن يأكل منها إن هو ضحى به لغيره، وما رأي ابن باز وهو من كبار العلماء في المسألة.

حكم الاضحية عن الميت

إنّ حكم الأضحية عن الميت جائز كما ذكر جمع من علماء أهل السنة والجماعة، ولكن تخصيص أضحية خاصة بالميت ليس ذلك من السنة إذ لم يأت بذلك الفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يضح -صلى الله عليه وسلم- عن عمه حمزة ولا عن زوجته خديجة -رضي الله عنه- ولا عن أحد من أولاده، والأصل في مشروعية الأضحية عن الميت أنّها تنقسم إلى ثلاثة أقسام ما يأتي بيانها:[1]

• التضحية عن الميت تبعًا للحي: وفي هذه الحالة يقوم الشخص بالتضحية عن أهل بيته، وينوي معهم الأحياء والأموات وهنا يشتركون معه في الثواب، والأصل في ذلك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحى عن أهل بيته، وفيهم مَن مات منهم.
• التضحية عملًا بالوصية: إنّ التضحية عن الميت عملًا بوصية المسلم واجب على أهل الميت إلا عند عدم القدرة على ذلك، قال تعالى في سورة البقرة: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ * فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ، فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.[2]
• التضحية عن الميت بعينه: وهنا التضحية تكون تبرعًا من الحي للميت، وتكون تضحية مستقلة بعينها كأن يُضحي مثلًا، عن أبيه المتوفى أضحية بعينه، ويهدي ثوابها إليهن وقد نصّ فقهاء الحنابلة أنّها جائزة قياسًا على الصدقة ويصل ثوابها إلى الميت.

شاهد أيضًا: كم عمر الأضحية من الغنم

الأضحية عن الميت لابن باز

ذكر ابن باز -رحمه الله- في الأضحية عن الميت مجموعة من الأحكام وهي:[3]

“أما الأضحية عن الميت، فإن كان أوصى بها في ثلث ماله مثلًا، أو جعلها في وقف له، وجب على القائم على الوقف أو الوصية تنفيذها، وإن لم يكن أوصى بها، ولا جعل لها وقفا، وأحب إنسان أن يضحي عن أبيه أو أمه أو غيرهما، فهو حسن، ويعتبر هذا من أنواع الصدقة عن الميت، والصدقة عنه مشروعة في قول أهل السنة والجماعة، وأما الصدقة بثمن الأضحية؛ بناء على أنه أفضل من ذبحها، فإن كانت الأضحية منصوصًا عليها في الوقف أو الوصية، لم يجز للوكيل العدول عن ذلك إلى الصدقة بثمنها، أما إن كانت تطوعًا عن غيره، فالأمر في ذلك واسع”.

شاهد أيضاً: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

هل يجوز الأكل من الأضحية عن الميت

اختلف العلماء في مسألة جواز الأكل من الأضحية عن الميت التي أوصى بها ورثته قبل أن يموت إلى عدة أقوال هي:[4]

• القول الأول: ذهب أصحاب المذهب المالكي والمذهب الحنبلي إلى أنّه يجوز الأكل من الأضحية المذبوحة عن الميت ويجوز حتى إنيطعموا غيرهم، وعلقوا على المسألة في كتاب مطالب أولي النهى وهو كتاب للمذهب الحنبلي: “والتضحية عن ميت أفضل منها عن حي لعجزه واحتياجه للثواب، ويعمل بها أي الأضحية عن ميت كأضحية عن حي من أكل وصدقه وهدية. ومن مات بعد ذبحها، أو قبله قام وارثه مقامه في الأكل والإهداء والصدقة كسائر حقوقه، ولا تباع في دينه”.
• القول الثاني: ذهب أصحاب المذهب الشافعي وهو المختار عند الحنفية إلى أنّه لا يجوز الأكل من الأضحية، بل سبيلها كله إلى الصدقات، وحجتهم في ذلك كما وردت في كتاب شرح الروض: “ولو ضحى عن غيره بإذنه كمية أوصى بذلك، فليس له ولا لغيره من الأغنياء الأكل منها وبه صرح القفال في الميت، وعلله بأن الأضحية وقعت عنه فلا يحل الأكل منها إلا بإذنه، فقد تعذر فيجب التصدق به عنه”.

شاهد أيضاً: هل يجوز الأضحية عن الميت

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم الاضحية عن الميت وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على الحكم الشرعي للأضحية عن الميت والأكل منها عند علماء المذاهب الأربعة، وما رأي ابن باز في المسألة.