ما هي الحكمة من مشروعية زيارة القبور

ما هي الحكمة من مشروعية زيارة القبور، فقد أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بزيارة القبور في حياته الكريمة، ولذلك لحكمة كبيرة ذكرها العلماء وأهل السلف والصحابة -رضوان الله عليهم- نقلاً عن خضرة المصطفى، كما أنه أمر باحترام حرمة القبور، ولذلك حدد الشرع الإسلامي لها العديد من الآداب، وحرم فيها الكثير من البدع المنتشرة في زماننا الحالي، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على الحكمة من تشريع هذه الزيارة وحكمها في الإسلام وآدابها.

الحكمة من مشروعية زيارة القبور

الحكمة من مشروعية زيارة القبور أنها تذكر بالآخرة وَالإحسان للميت بالدعاء، وهذا يعني أن زيارة القبور تنطوي على سببين وكل منهما له حكمته، ففي الأول وهو التذكرة بالآخرة، يجعل الإنسان يتوب إلى الله، ويعصمه عن المعاصي لمعرفته ما هو منتظره، وأنه مهما سعى في الأرض وعاش من السنين، مآله لقبره ولربه وهذا سبب كاف ليتعظ الإنسان ويتوب إلى تعالى، وأما الثاني وهو الإحسان للميت، والقصد به الدعاء له، وهذا ما يحتاجه الميت في حياة البرزخ التي يعيشها.[1]

شاهد أيضًا: من حكمة الله من خلقنا من أب واحد وأم واحدة حتى لانتفاخر بالأنساب.

حكم زيارة القبور للرجال

زيارة القبور للرجال سنة أمر بها النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد أن نهى عنها بداية ثم أمر بها، وذلك للحكمة التي ذكرناها سابقاً، ومن الثوابت في التاريخ الإسلامي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- زار الشهداء الراقدين في مقبرة البقيع ليلاً، وألقى عليهم السلام وحياهم ودعا لهم، وقد اتفق العلماء على هذا الحكم، وعلى النقيض من ذلك، فقد ذهب العلماء إلى أن السفر بقصد زيارة القبور فيها تحريم، وحتى لو كان السفر مخصصاً لزيارة النبي -عليه الصلاة والسلام، والله -عز وجل- الأعلم بكل شيء.

حكم زيارة القبور للنساء

زيارة القبور للنساء محرمة في الراجح على أقوال أهل العلم، ومن أفتى بتحريمها من أهل العلم استند إلى حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- إذ قال: “لعنَ اللَّهُ زوَّاراتِ القبورِ”[2]، وفي هذا الحكم خلاف بين أهل العلم، والراجح فيه التحريم، فلفظ “لعن” لا يأتي إلا ما هو محرم، ومنهي عنه في الدين نهي قاطع، وفي قول آخر لأهل العلم، قيل أن اللعن جاء للندابات النواحات على قبور المسلمين، وهذا فيه تأسي بعادات النساء في الجاهلية، وقيل إن النهي أتى من أجل سد ذرائع الفتنة التي قد تحصل بسبب خروج النساء إلى القبور، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور

من بدع زيارة القبور

هناك العديد من البدع المنتشرة عند زيارة القبور، وفيما يلي نذكر أكثرها شيوعاً:[3]

• الدعاء والشفاعة ببركة ساكني القُبور.
• الصلاة عند القُبور.
• الطواف حول القُبور.
• الكتابة على جدران القبر.
• زيارة الإنسان للقبر بقصد الدعاء لنفسه.
• تمريغ الخدين والتمسح بالقبر وتقبيله وتعظيمه وتقديسه.
• وضع المصحف على القبر بحجة تثبيته عند السؤال.
• تحديد أوقات معينة للزيارة بشكل مفروض.
• السفر بشكل خاص لزيارة القبور.

شاهد أيضًا: حكم زيارة القبور في العيد

آداب زيارة القبور إسلام ويب

ذكر العلماء على موقع إسلام ويب آداب زيارة القبور، مع ذكر الشواهد الشرعية عليها، وذلك وفق التالي:[4]

1- السلام على أهلها المؤمنين، والدعاء لهم،  فعن بريدة قال كان النبي -صلى الله عليه  وسلم- يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: “السلام عليكم أهل الديار ‏من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية” ‏رواه مسلم.‏‏

2- عدم الجلوس عليها، لما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى  الله عليه وسلم- “لأن يجلس أحدكم على جمرة فتمزق ثيابه حتى تخلص إلى جلده، ‏خير له من أن يجلس على قبر” رواه مسلم.‏‏

3- أن لا يمشي بينها بنعال سبتية، وهي المدبوغة بالقرظ سميت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها، أي حلق وأزيل، فعن بشير بن الخصاصية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ‏رأى رجلاً يمشي بين القبور في نعليه، فقال: “يا صاحب السبتيتين ألقهما” رواه أبو ‏داود.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هي الحكمة من مشروعية زيارة القبور، والذي تعرفنا من خلاله حكم زيارة القبور والحكمة من ذلك وآداب هذه الزيارة، كما تعرفنا على حكم زيارة النساء للقبور وذكرنا بعض البدع المنتشرة عند هذه الزيارة التي أُمر بها المسلمين.