معلومات عن حرب الشيشان الثانية

حرب الشيشان الثانية

معلومات عن حرب الشيشان الثانية، ففي أوائل القرن الحادي والعشرين، دمر أكثر من عقد من الصراع المرير الجمهورية الشيشانية، وأجبر الكثيرين على الهجرة الجماعية كلاجئين، وكان تاريخها وما زال، حافلاً بالصراعات مع جارتها التي انسلخت عنها، وسجل التاريخ أهم الأحداث بينهما في الحرب الشيشانية الأولى والثانية، والتي أخذت طابع عسكري مرتبط بديانة الشيشان، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حرب الشيشان الثانية وأَهم المعلومات عنها وكل ما يخصها.

حرب الشيشان الثانية

بعد توقف حرب الشيشان الأولى، التي استمرت خمس سنوات وانتهت بمعاهدة سلام وقعها الرئيس آنذاك بوريس يلتسين والزعيم الشيشاني العقيد السوفيتي السابق أصلان مسخادوف، عاد التوتر بين الطرفين ليظهر مرة أخرى ليأخذ طابعاً عسكرياً، لتتجدد الحرب بينهما من جديد في 26 أغسطس آب من عام 1999م، وذلك بعد أن ألقى رئيس الوزراء فلاديمير بوتين باللوم على الانفصاليين الشيشان في التفجيرات التي قتلت عشرات المدنيين في روسيا، مع أنه لم تُثبت الأدلة قط تورط الشيشان في التفجيرات، وبشكل فعلي، بدأت الحرب في 30 سبتمبر من عام 1999م، حيث بدأت الدبابات الروسية التوغل في الشيشان، ومع أن الحرب كان يجب أن تكون حرب تأديبية قصيرة، إلا أنها استمرت قرابة عشر سنوات حتى 16 أبريل من عام 2009م.[1]

شاهد أيضًا: أين تقع الشيشان في الخريطة

معلومات عن حرب الشيشان الثانية

كانت روسيا الاتحادية ثمرة تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991م، والتي امتلكت أكبر جزء من العالم كدولة ذات امتداد جغرافي كبير، وذات وزن دولي أيضاً كونها ثاني أكبر دولة عظمى بعد الولايات المتحدة الأمريكية، لكن حجمها ووزنها الدولي، لم يمنع الحركات الانفصالية من أن تمزق هدوء الدولة نسبياً، ومن بين الدول التي حاولت الانسلاخ عن روسيا، كانت دولة الشيشان التي شهدت معاركاً ضروس على جبهات مختلفة، والتي سنسرد لكم أحداثها بالتفصيل المختصر، بدءاً من الحرب الشيشانية الأولى إلى الثانية وحتى الوقت الحاضر.[2]

الحرب الشيشانية الأولى

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991م والإطاحة بالزعيم الشيوعي دوكو زافجَاييف، فاز جوهر دوداييف في الانتخابات الرئاسية الذي أعلن استقلال الشيشان عن روسيا، وفي عام 1992م، تبنت الشيشان دستوراً يحددها كدولة مستقلة علمانية يحكمها رئيس وبرلمان، ولكن الأمر لم يعجب روسيا، وفي ديسمبر من عام 1994م، دخلت القوات الروسية إلى الشيشان لسحق حركة الاستقلال في حرب استمرت 20 شهر، وتشير التقديرات إلى مقتل ما يصل إلى 100 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين في هذه الحرب الطاحنة.

انتهاء الحرب الشيشانية الأولى واتفاقية السلام

في أبريل من عام 1996م، قتل الزعيم الشيشاني المتمرد جوهر دوداييف في هجوم صاروخي روسي، وفي أغسطس من عام 1996م، قام قادة عسكريون روس ومتمردون شيشانيون، بتوقيع اتفاقات خاسافيورت لوقف إطلاق النار، وتلاها اتفاق على انسحاب القوات الروسية في نوفمبر، وفي يناير عام 1997م، واعترفت روسيا بحكومة أصلان مسخادوف بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الشيشانية، وبالرغم من أن كل من يلتسين ومسخادوف وقعا على معاهدة سلام رسمية في هذا العام، إلا أن قضية الاستقلال لم تحل.

تفاصيل بداية حرب الشيشان الثانية

بالرغم من عقد اتفاقية السلام بين البلدين، إلا أن التوتر بقي قائم، ففي مايو عام 1998م، تم اختطاف الممثل الرئاسي الروسي في الشيشان، فالنتين فلاسوف، واحتجز لمدة ستة أشهر، وفي يونيو من ذات العام، فرض مسخادوف حالة الطوارئ وسط تزايد الفوضى، وتفاقمت الأمر أكثر في مارس من عام 1999م، حيث تم اختطاف كبير مبعوثي موسكو إلى الشيشان، الجنرال جينادي شيغون، من مطار غروزني، وسابقاً، كان قد أعلن مسخادوف في مطلع العام 1999م، أن الشريعة الإسلامية ستدخل على مراحل في الشيشان لتصبح دولة إسلامية، وفي يوليو من العام ذاته، قام مقاتلون شيشان بالاشتباك مع القوات الروسية على حدود الشيشان وداغستان، وقاد المتمردون عمليات توغل مسلحة في داغستان في محاولة لإقامة دولة إسلامية، وفي سبتمبر، شنت السلطات الروسية الحرب الشيشانية الثانية بذريعة إلقاء اللوم على المتمردين الشيشان في سلسلة من تفجيرات المباني السكنية في الداخل الروسي.

الغزو الروسي وضم الشيشان

في فبراير من عام 2000م، استولت القوات الروسية على غروزني بعد أن تم تدمير جزء كبير من المدينة، وفي مايو من العام ذاته، أعلن الرئيس بوتين الحكم المباشر للشيشان من مقره في موسكو، وعينت روسيا الانفصالي الذي تحول إلى موالٍ لروسيا، أحمد قديروف، رئيساً لإدارتها في الشيشان، وفي أكتوبر من العام 2002م، قام المتمردون الشيشان بالاستيلاء على مسرح في موسكو، واحتجزوا حوالي 800 شخص كرهائن، وقتل معظم المتمردين ونحو 120 رهينة عندما قامت القوات الروسية بضخ الغازات المخدرة واقتحام المبنى، وفي مارس من عام 2003م، جرى استفتاء يوافق على دستور جديد ينص على أن الشيشان جزء من الاتحاد الروسي، وكان أول رئيس لها هو أحمد قديروف بدءاً من أكتوبر عام 2003م.

مرحلة ما بعد قديروف ومحاولة استئناف محادثات السلام

في مايو 2004م، قتل الرئيس قديروف والعديد من الأشخاص الآخرين في انفجار قنبلة في غروزني، حيث تبنى زعيم الحرب المتمرد شامل باساييف مسؤوليته عن الانفجار، وانطلقت حقبة جديدة من التمرد، وفي سبتمبر، قتل وجرح المئات في حصار مدرسة بيسلان في أوسيتيا الشمالية الذي أمر به شامل باساييف، لكن زعيم المتمردين الشيشان مسخادوف شجبه عن ذلك، في هذه الأثناء، وفي شهر أكتوبر من ذات العام، تم تعيين وزير الداخلية السابق المدعوم من الكرملين، ألو ألخانوف، سلفاً لأحمد قديروف، وفي فبراير من عام 2005، دعا الزعيم الانفصالي أصلان مسخادوف إلى وقف إطلاق النار وحث على استئناف محادثات السلام، لكن القيادة الشيشانية الموالية لموسكو رفضت مبادراته. 

إنشاء جبهة القوقاز

بعد رفض استئناف محادثات السلام التي طرحها مسخادوف، قتل في مارس 2005 بعد اشتباك مع القوات الروسية، وفي مايو من ذات العام، ظهر خليفة مسخادوف عبد الحليم سعدلاييف، الذي أوقف سياسة السعي لإجراء محادثات سلام مع موسكو، وقرر تنظيم جبهة القوقاز في محاولة واضحة لتوسيع الصراع مع روسيا، وفي أكتوبر عام 2005، قاد أمير الحرب الشيشاني شامل باساييف هجومًا كبيرًا في نالتشيك، عاصمة جمهورية شمال القوقاز في قبردينو، والذي أسفر عن مقتل العشرات.

إنشاء البرلمان الجديد

في نوفمبر 2005م، تم تشديد الإجراءات الأمنية للانتخابات البرلمانية الإقليمية التي تعتبرها موسكو مهمة للتطبيع، والتي اعتبرتها القوى الانفصالية بمثابة تمثيلية، وفازت روسيا الموحدة المدعومة من الكرملين بأكثر من 50% من المقاعد، وفي مارس 2006، أصبح رمضان قديروف نجل الرئيس الشيشاني السابق أحمد قديروف، أصبح رئيسا للوزراء بعد استقالة سيرجي أبراموف، وفي يونيو من ذات العام، قتل الزعيم الانفصالي عبد الحليم سعدلاييف على يد القوات الحكومية، وخلفه دوكو عمروف، وفي يوليو أيضاً في العام نفسه، قتل أمير الحرب شامل باساييف في إنغوشيا المجاورة، وفي مارس من عام 2007م، استبدلت روسيا الرئيس ألو ألخانوف برمزان قديروف.

انتهاء الحرب الشيشانية الثانية

في أبريل 2009م، أعلنت روسيا انتهاء العملية التي استمرت قرابة عقد من الزمن ضد المتمردين في الشيشان، وذلك بعد شهر من إعلان الرئيس ميدفيديف أن الحياة في الجمهورية هي تطبيع إلى حد كبير، ومن الأحداث التي ارتبطت بالتعتيم الإعلامي على المجازر المرتكبة، فقد تم في يوليو من العام ذاته اختطاف وقتل الناشطة الروسية في مجال حقوق الإنسان ناتاليا إستيميروفا، التي كانت تحقق في الانتهاكات المزعومة التي ارتكبتها الميليشيات المدعومة من الحكومة في الشيشان.

مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الشيشانية الثانية

بالرغم من انتهاء الحرب الشيشانية الثانية التي استمرت قرابة عقد من الزمن، إلى أن الروح القتالية، التي نهض بها المتمردون للانفصال عن الاتحاد الروسي، بقيت حاضرة، والتي اتخذت طابع جهادي اسلامي مسيّس، ففي أبريل من عام 2010م، قام زعيم المتمردين دوكو عمروف بتبني الهجمات الانتحارية القاتلة على مترو موسكو، والتي تمت في شهر مارس، وتبنى أيضاً في فبراير 2011م، هجوم انتحاري مميت على مطار دوموديدوفو في موسكو، واستمرت السلسلة حتى مارس عام 2014م، حيث قتل عمروف في اشتباك مع قوات الأمن الروسية، وخلفه علي أبو محمد، أو علي كيبيكوف، كزعيم لإمارة القوقاز، والذي قتل في أبريل من عام 2015، وفي أغسطس من ذات العام، قتل خليفته زعيم إمارة القوقاز أبو عثمان جيمرينسكي على يد قوات الأمن الروسية.[3]

الشيشان اليوم

الشيشان اليوم هي جمهورية مستقلة يسيطر عليها دائماً الهدوء الحذر، وذلك خوفاً من أي انقلاب في السياسة مع الجارة الصديقة والعدوة في نفس الوقت، أما عن أهم سمات الدولة الجغرافية والسياسية وغيرها، فيمكن تلخيصها في التالي:[3]

  • الموقع: تقع جمهورية الشيشان اليوم في جنوب غرب روسيا، وتحديداً على الجانب الشمالي من سلسلة جبال القوقاز الكبرى.
  • الحدود: يحد الشيشان كل من روسيا في الشمال، وَجمهورية داغستان من الشرق والجنوب الشرقي، ودولة جورجيا في الجنوب الغربي، وَجمهورية إنغوشيتيا من الغرب.
  • المساحة: تبلغ مساحة الدولة 4750 ميل² ما يقابل 12300 كم².
  • جغرافيا: تقع الشيشان في ثلاث مناطق طبيعية من الجنوب إلى الشمال، ففي الجنوب توجد منطقة القوقاز الكبرى، والتي يشكل خط القمة منها الحدود الجنوبية للجمهورية، وًأعلى قمة هي جبل تيبولو سمتا عند 4،493 متر، والنهر الرئيسي في المنطقة هو أرغون أحد روافد نهر سوزا، والمنطقة الثانية هي الأرض، وتتكون من أودية واسعة من تيريك وأنهار سوزا التي تعبر الجمهورية من الغرب إلى الشرق حيث تتحد، والمنطقة الثالثة تقع في الشمال، حيث يوجد مستوى السهول المتدحرجة لـ نوجاي ستيب.

شاهد أيضًا: هل استقلت الشيشان عن روسيا؟

حرب الشيشان pdf

لقد لخصت الحرب الشيشانية الروسية، فترات مريرة من الصراع الدموي لبلد سعى لنيل استقلاله بعيداً عن جلاده، بالرغم من التطرف الذي وصل إليه بعض القادة الشيشان في ردود أفعالهم، وهذا الذي رأيناه في سَردنا للأحداث عبر هذا المقال، والذي سنقدٍمه كملف pdf يمكن تحميله “من هنا“، ليتمكن القراء من تحقيق أعلى درجات الفائدة من.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان معلومات عن حرب الشيشان الثانية، والذي تعرفنا من خلاله على حرب الشيشان الثانية وأهم المعلومات عن الأحداث التي دارت في هذه الحقبة التاريخية المليئة بالصراعات الدموية، كما قدمنا هذا المقال كملف بصيغة pdf لتحقيق أقصى درجات الاستفادة منه.

المراجع

  1. ^ academicapress.com , Chronicles of The First and Second Chechen Wars , 03/03/2022
  2. ^ google.com , Chechnya profile - Timeline , 03/03/2022
  3. ^ everyculture.com , Chechens , 03/03/2022

اسئله عامه ، اسئله ثقافيه ، اسئلة مسابقات ، اسئلة ذكاء ، اسئلة دينية ، اسئلة محرجه ، اسئلة كرسي الاعتراف ، اسئلة للاطفال ، يوزرات انستا ، مقدمة بحث ، خاتمة بحث ، مقدمه وخاتمه انجليزي ، الغاز وحلول ، الغاز مع الحل ـ لغز صعب ، الغاز صعبه ، الغاز سهله ، الغاز مضحكة ، نكت مضحكة قصيرة ، نكت تحشيش ، لو خيروك ، اسماء قروبات ، اسماء حسابات تيك توك ، دعاء التوبة من الذنب المتكرر ، عبارات يوم الجمعه ، باقات سوا مكالمات فقط لمدة شهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *