متى وقعت حادثة الاسراء والمعراج

متى وقعت حادثة الاسراء والمعراج هو السّؤال الّذي سيجيب عنه المقال، حيث أنّ الكثير من المسلمين يتساءلون عن تاريخ ليلة الإسراء والمعراج ومتى وقعت، وذلك بسبب اختلاف آراء أهل العلم وأقوالهم في هذه المسألة، فالمسلم يحب أن يتعرّف على تواريخ الأحداث الّتي مرّ بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لذا عبر موقع مقالاتي سنجيب عن هذا السّؤال وسنتعرّف على ما المقصود من الإسراء والمعراج ونتبيّن معالم هذه الواقعة.

معنى الإسراء والمعراج

إنّ البحث عن متى وقعت حادثة الإسراء والمعراج يُلزم التعريف بمعنى هذين اللفظين، فقد ورد في السنة الشريفة وحتّى في القرآن الكريم الكثير من الآيات والأحاديث التي تشير إلى هذه الحادثة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الإسراء والمعراج حادثتان منفصلتان وقعتا في ذات الليلة، وهما معجزتان عظيمتان كرّم الله تعالى بهما الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأمّا عن معنى الإسراء والمعراج فهما:[1]

• الإسراء: هو الذّهاب ليلًا من مكانٍ لآخر، فقد أسرى الله تعالى بالنّبيّ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك، وذلك في جزٍ من اللّيل ثم أعاده إليه في ذات اللّيلة، وتمّ ذلك بالرّوح والجسد معًا، قال الله تبارك وتعالى في الذّكر الحكيم: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. [2]
• المعراج: هو الصّعود إلى السماء بأمر الله تعالى، فقد عرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السّماوات السّبع بقدرة الله جلّ وعلا، ووصل إلى سدرة المنتهى حيث تجلّى له نور الله تبارك وتعالى وأوحى له ما أوحى، وأمره بالصّلاة وفرضها على المسلمين، فكرّمه وأعلى شأنه.

اقرأ أيضًا: ما هي ليلة الاسراء والمعراج

متى وقعت حادثة الاسراء والمعراج

اختلف أهل العلم المسلمين في تاريخ حادثة الإسراء والمعراج ومتى وقعت، في أيّ يومٍ أو أيّ شهرٍ أو أيّ عام، حيث تعدّدت الأقوال ولم يقف أهل العلم على واحدٍ منها حتّى يومنا هذا، ولعلّ إنشاء الله تعالى النّاس تاريخ هذه الليلة ومتى وقعت بالتّحديد هو لحكمةٍ عظيمةٍ وغايةٍ لا يعلمها إلّا الله تعالى، وفيما يأتي سنعرض بعض أقوال أهل العلم في زمن وقوع ليلة الإسراء والمعراج:[3]

• يقول ابن عساكر أنّ الإسراء والمعراج كانتا في السّنوات الأولى من البعثة.
• يقول ابن إسحاق بأنّ الإسراء المعراج قد وقعتا في السّنة العاشرة من البعثة.
• يقول بعض أهل العلم أنّها وقعت في السّنة الحادية عشرة للبعثة.
• يروي البيهقيّ بأنّ رحلة الإسراء والمعراج قد وقعت قبل الهجرة بعامٍ واحد.
• ذكر ابن لهيعة أن الإسراء والمعراج وقعتا في شهر ربيع الأول قبل عامٍ من الهجرة.
• ذكر ابن الحاكم أنّ الإسراء والمعراج كانتا في شهر ذي القعدة قبل ستّة عشر شهرًا من الهجرة.
• يقول ابن كثير بأنّ ليلة الحادثة كانت في الثّاني عشر من ربيع الأول دون ذكر عامٍ محدّد.
• اختار الحافظ القول الّذي ذكره ابن كثير.
• قيل بأنّ الإسراء والمعراج وقعت في السابع والعشرين من شهر رجب قبل الهجرة.

اقرأ أيضًا: حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

حادثة الإسراء والمعراج

جاء جبريل عليه السّلام إلى رسول الله ليلًا، ومعه طستٌ من ذهبٍ مُلأ حكمةً وإيمانًا، فشقّ بطن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصدره، فغسله بماء زمزم، وصبّ فيهما الحكمة والإيمان، ومن ثمّ أركبه على البراق وهو دابةٌ من دواب الجنّة، وأسرى الله تعالى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعندما وصل وجد أنبياء الله تعالى ورسله جميعهم، فصلّى بهم ركعتين في المسجد، ومن ثمّ أتاه جبريل عليه السّلام بإناءين، فاختار رسول الله الإناء الّذي يحوي اللبن وشربه، ولم يختر الإناء الّذي يحوي الخمر، فاختار الفطرة الإسلاميّة السّليمة، ومن ثمّ عرج الرّسول ببراقه مع جبريل إلى السّماء الأولى فاستأذن له جبريل ودخل السماء الدّنيا ثمّ إلى السّماء الثّانية فالثالثة، حتّى وصل إلى السّماء السّابعة ووجدّ عندها سدرة المنتهى، وهي شجرةٌ طيبة جميلةٌ لا يستطيع أيّ مخلوقٍ وصف حسنها، ومن تنبع أربعة أنهارٍ منها الفرات والنّيل، كذلك رأى عند سدرة المنتهى جبريل وهو على هيئته الّتي خلقه الله تعالى عليها، ومن ثمّ تجلّى له نور الله تعالى فأوحى له ما أوحى، وفرض عليه الصّلوات الخمس وأمره بها، ثمّ عاد رسول الله إلى مكّة المكرّمة في الليلة ذاتها.[1]

اقرأ أيضًا: متى موعد ليلة الإسراء والمعراج

ماذا رأى النبي في حادثة الإسراء والمعراج

إنّ الإسراء والمعراج من المعجزات الثابتة في القرآن والسنة، وهي ما تمّ ذكره وبيانه في آيات الله  الكريمة وفي الأحاديث النبوية الشريفة، ولكن لم يتمّ تحديد متى وقعت حادثة الإسراء والمعراج، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ *عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ *إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ *مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ *لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ}.[4] فمن الأمور التي رآها النبي في حادثة الإسراء والمعراج، ما يأتي:

• رؤيته لجبريل عليه السلام: فقد رآه في هيئته الحقيقية وهو من الملائكة العظام الخِلقة، ويعدّ آيةً من آيات الله العظيمة.
• دابّة البراق: وهو الدابة التي ركبها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته المباركة، وهو مخلوقٌ سخّره الله للأنبياء عليهم السلام.
• الأنبياء والمرسلين: فلقد صّلى بهم في المسجد الأقصى جميعًا، وصادف بعضهم في السموات السبع.
• مالك خازن النار: فلقد صادف النبي صلى الله عليه وسلّم الملائكة مستبشرين ضاحكين إلا واحد، كان لا يضحك وهو مالك.
• نار جهنم والمعذبين فيها: عندما لاقى النبي صلى الله عليه وسلم مالك مع جبريل، سأله أن يريه النار فأراه، وفي طريقه مرّ على أقوامٍ يُعذّبون من أهل النار.
• البيت المعمور: وهو البيت الذي يعدّ كعبة أهل السماء فيه يصلّي كلّ يوم سبعون ألف ملك.
• سدرة المنتهى: وهي شجرةٌ عظيمة وضخمة يقال أنّها في السماء السابعة، ويقال أنّها في السادسة.
• الجنّة وأنهارها: فلقد اقرأ النبي صلى الله عليه وسلم بعضًا من صور نعيم الجنة واقرأ أنهارها تتفجر عند سدرة المنتهى.

اقرأ أيضًا: في اي سنة كانت رحلة الاسراء والمعراج

وصف سدرة المنتهى

من خلال بيان متى وقعت حادثة الإسراء والمعراج فإنّ المسلمين قد يتساءلون عن وصف سدرة المنتهى التي فرضت عندها الصلاة، فسدرة المنتهى هي الشجرة العظيمة في السماء السابعة، وتعدّ الحدّ الفاصل الذي لا يتجاوزه أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “ثمَّ رُفِعْتُ إلى سِدرةِ المنتهى فإذا نَبقُها مِثلُ قِلالِ هَجَرَ وإذا ورقُها مِثلُ آذانِ الفِيَلةِ قال: هذه سِدرةُ المنتهى وإذا أربعةُ أنهارٍ: نهرانِ باطنانِ ونهرانِ ظاهرانِ فقُلْتُ: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: أمَّا الباطنانِ فنهرانِ في الجنَّةِ وأما الظَّاهرانِ فالنِّيلُ والفراتُ”. [5] وفي بعض الروايات تقول أنّها في السماء السادسة، وهي من حسنها لا يمكن لأحد أن يصفها، وقيل أنّ أصلها في السماء السادسة وجسمها في السابعة وذلك لعظمتها، وقيل أنّها يغشاها فراشٌ من ذهب والله ورسوله أعلم.[6]

اقرأ أيضًا: عبارات تهنئة عن الاسراء والمعراج

حادثة الإسراء والمعراج في القرآن والسنة

ثبتت الأحاديث الشريفة التي ذكرت حادثة الإسراء والمعراج، وقد وردت هذه الحادثة في القرآن الكريم، حتّى أنّ سورةً كاملة سميّت سورة الإسراء، وممّا ورد في هذه المعجزة العظيمة في كتاب الله وسنّة رسوله ما يأتي:

• روى الصحابي الجليل مالك بن صعصعة الأنصاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا، فقيل من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ”. [5]
• قال تعالى في سورة الإسراء: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. [2]
• قال تعالى في سورة النجم: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ}. [7]

بهذه الآيات والأحاديث نختتم مقال متى وقعت حادثة الاسراء والمعراج، والذي وضّح مفهوم الإسراء والمعراج وذكر قصّة هذه الليلة المباركة، وبيّن ماذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته العظيمة، وختم بوصف سدرة المنتهى.