ما هي ليلة الاسراء والمعراج

ما هي ليلة الاسراء والمعراج هذه الليلة التي ينتظرها الكثير من المسلمين في كل عام على أنَّها ليلة مباركة للقيام بالعبادات والأعمال العظيمة في الشرع الإسلامي، ولذا يكثر الاهتمام بمعرفة التفاصيل كاملة عن قصة الإسراء والمعراج في كل عام في ذكرى هذه الليلة، ومن خلال فقرات هذا المقال من موقع مقالاتي سوف نتحدث عن ما المقصود من الإسراء والمعراج وسنلقي الضوء على الكثير من المواضيع المهمة التي تتعلق بحادثة الإسراء والمعراج.

ما هي ليلة الاسراء والمعراج

ليلة الإسراء والمعراج هي الليلة التي حصلت عليها معجزة الإسراء والمعراج مع النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، هذه المعجزة العظيمة تمّت في ليلة من ليالي النبي قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، حيث أمر الله تعالى جبريل أن ينزل إلى مكة وأن يسري برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطين، ثمَّ أمره أن يعرج به إلى السماء السابعة مارًا لكل سماء من السموات السبع، ثمَّ وصل إلى سدرة المنتهى ثمَّ إلى البيت المعمور ورأى الجنة ورأى النار ثمَّ نزل الأرض بإذن الله تعالى، وكانت هذه الرحلة في جزء يسير من الليل في تلك الليلة المباركة. [1]

اقرأ أيضًا: حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج

متى ليلة الإسراء والمعراج

تصادف ليلة الإسراء والمعراج يوم السابع والعشرين من شهر رجب من كل عام ميلادي، وهذا هو اليوم الذي يتفق عليه الكثير من المسلمين، وعلى الرغم من انتشار هذا اليوم على أنَّه تاريخ ليلة الإسراء والمعراج، إلَّا أنَّه لا يوجد أي دليل صريح يثبت أنَّ ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وقد حذّر علماء أهل السنة والجماعة من اعتماد هذا اليوم وتخصيصه بالعبادات على أنَّه ليلة الإسراء والمعراج، لأنَّ هذا بدعة مُحدثة في الدين، والبدعة في الدين ضلالة والضلالة في النار، وجدير بالقول إنَّ ليلة الإسراء والمعراج بناءً على اعتماد أغلب المسلمين سوف تكون يوم 27 من شهر رجب من عام 1445.

اقرأ أيضًا: موعد ليلة الاسراء و المعراج

في أي سنة حصلت معجزة الإسراء والمعراج

اختلف المؤرخون في السنة التي حصلت فيها معجزة الإسراء والمعراج، وانقسموا إلى ثلاثة أقوال: القول الأول: أنَّ معجزة الإسراء والمعراج حصلت قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، والقول الثاني: إنَّها حصلت قبل الهجرة بخمس سنوات، والقول الثالث: إنَّها حصلت قبل الهجرة بشهر واحد، وفي هذا الاختلاف يقول أهل العلم ما يأتي:

  • قال الإمام الألباني رحمه الله: “وفي ذلك ما يُشعِر اللبيب أن السلَف ما كانوا يحتفلون بهذه الليلة، ولا كانوا يتخذونها عِيدًا، لا في رجب، ولا في غيره ولو أنهم احتفلوا بها، كما يفعل الخلَف اليوم، لتواتر ذلك عنهم، ولتعيَّنت الليلة عند الخلف، ولم يختلفوا هذا الاختلاف العجيب”.
  • قال ابن تيمية رحمه الله: “ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها، لا سيما على ليلة القدر، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها، ولهذا لا يُعرَف أي ليلة كانت”.

اقرأ أيضًا: في اي سنة كانت رحلة الاسراء والمعراج

قصة الإسراء والمعراج مختصرة

نروي فيما يأتي قصة الإسراء والمعراج بشكل موجز مارّين في هذه القصة على أهم الأحداث التي حصلت فيها:

بدأت معجزة الإسراء والمعراج في مكة المكرمة، حيث نزل الوحي جبريل -عليه السلام- على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان يركب على دابة اسمها البراق، أكبر من الحمار بقليل وأصغر من الفرس بقليل فهي بين هذا وذاك، ثمَّ قام الوحي جبريل بالسري برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في فلسطين، وتم هذا في جزء يسير من ليل تلك الليلة، ثمَّ عرج به إلى السماء الأولى، وفيها التقى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بني الله آدم عليه الصلاة والسلام، فسلّم عليه، ثمَّ صعد إلى السماء الثانية، فرأى فيها نبي الله يحيى ونبي الله عيسى عليهما السلام، ثمَّ صعد إلى السماء الثالثة، فرأى فيها نبي الله نبي الله يوسف بن يعقوب عليه السلام، ثمَّ إلى السماء الرابعة، وهناك رأى نبي الله إدريس عليه الصلاة والسلام، ثمَّ إلى السماء الخامسة، فرأى هارون بن عمران -عليه السلام- ثمَّ السماء السادسة، فرأى فيها موسى بن عمران عليه السلام، ثمَّ رأى في السماء السابعة نبي الله إبراهيم عليه السلام، ثمَّ وصل إلى سدرة المنتهى ثمَّ البيت المعمور، ورأى الجنة والنار، ثمَّ عاد إلى مكة المكرمة بإذن الله رب العالمين في الليلة نفسها، والله تعالى أعلم.

الإسراء والمعراج في القرآن والسنة

لقد ذُكرت قصة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم وذُكرت أيضًا في الأحاديث النبوية في السنة الشريفة، وفيما يأتي نلقي الضوء على مواضع ذكر هذه المعجزة العظيمة:

  • في القرآن الكريم: قال تعالى في سورة النجم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ}. [2]
  • في السنة النبوية: روى الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ بإناءٍ مِن خَمْرٍ، وإناءٍ مِن لَبَنٍ، فاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فقالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ …”. [3]

الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

إنَّ الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في الإسلام غير جائز بحسب ما قال أهل العلم، وذلك لأنَّ هذه الليلة لم يحددها الشرع الإسلامي ولم يجد العلماء دليلًا على تحديد موعدها في السنة النبوية أو القرآن الكريم، ولم يجد أهل العلم أيضًا دليلًا على الاحتفال بهذه الليلة، ولهذا رأى العلماء أنَّ الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج هو بدعة محدثة في الدين، والبدع في الإسلام ضلالات، والضلالات في نار جهنم، وكل من ابتدع في الدين فهو مرتد عنه كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، لذا فإنَّه يجب على المسلمين أن يحرصوا على عد الاحتفال في هذه الليلة، حتّى لا يقعوا في الأمور التي حرمها الله تعالى، والله أعلم. [4]

اقرأ أيضًا: حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

أقوال أهل العلم عن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

لقد ذكر أهل العلم الكثير من الأقوال عن الاحتفال بلَيلة الإسْراء والمِعراج، ومن هذه الأقوال أو الآراء ما سيأتي:

  • رأي الشيخ ابن تيمية رحمه الله: “ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها، لا سيما على ليلة القدر، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها، ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت”.
  • رأي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: “إن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج أمر باطل، وشيء مبتدع، وهو تشبه باليهود والنصارى في تعظيم أيام لم يعظمها الشرع”.
  • رأي ابن الحاج: “ومن البدع التي أحدثوها فيه أعني في شهر رجب ليلة السابع والعشرين منه التي هي ليلة المعراج”.

صور مميزة عن الإسراء والمعراج

بعد ما ورد من حديث عن ما هي لَيلة الإسْراء والمِعراج نضع فيما يأتي مجموعة من الصور المميزة عن الإسراء والمعراج:

صور مميزة عن الإسراء والمعراج
صور مميزة عن الإسراء والمعراج
صور مميزة عن الإسراء والمعراج

بهذه الصور نختم هذا المقال الذي قدمنا في مطلعه ما هي ليلة الاسراء والمعراج ثم مررنا على مجموعة من المواضيع التي تتعلق بليلة الإسراء والمعراج كذكر قصة الإسراء والمعراج باختصار بالإضافة إلى الحديث عن الاحتفال بليلَة الإسْراء والمعرَاج.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com , الإسراء والمعراج , 09/01/2024
  2. ^ سورة النجم , الآية 1، 18.
  3. ^ صحيح مسلم , مسلم، أنس بن مالك، 162، صحيح.
  4. ^ islamweb.net , الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج , 09/01/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *