جدول المحتويات
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج هو ما سيتمّ عرضه في المقال، حيث أنّ اقتراب موعد ليلة الإسراء والمعراج، يحثّ النّاس على السّؤال عن أحكامها المختلفة، لأنّها حسب اعتقادهم تعدّ من الليالي المباركة الّتي تستدعي الإحياء والاحتفال وما إلى ذلك، فهي الليلة الّتي حدثت فيها المعجزة العظيمة الّتي لم تحدث لأيّ شخصٍ أو نبيٍّ من قبل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعبر موقع مقالاتي سنتعرّف على حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وحكم إحيائها.
موعد ليلة الإسراء والمعراج
حدّدت بعض لجان الإفتاء وغيرها أنّ موعد ليلة الإسراء والمعراج لعام 2024، سيأتي بتاريخ 7 / فبراير/ 2024 م، الموافق لـ 27/ رجب/ 1445 للهجرة المباركة، وقد أكدّ أهل العلم من قبل أنّ هذا التّاريخ لا يعدّ صحيحًا، وذلك لأنّ الليلة الّتي حدثت فيها معجزة الإسراء والمعراج غير معروفةٍ إطلاقًا، وقد وقع الاختلاف بين أهل العلم في تحديد ليلة الإسراء والمعراج أو الشّهر الّذي وقعت به أو حتّى العام، فمنهم من يقول بأنّها إحدى ليالي رجب، ومنهم من يقول بأنّها إحدى ليالي ربيع الأول، ومنهم من يقول بأنها في العام العاشر للبعثة، ومنهم من يقول بأنّها قبل الهجرة بسنة، وتلك أقوالٌ عديدة لا يجوز اعتماد أحدها فلربّما يكون خطأً، لذا من واجب المسلم ترك البحث في هذه الأمور الّتي لن تضرّه ولن تنفعه إن بقيت مجهولة، وتلك حكمة الله تعالى.
اقرأ أيضًا: في اي سنة كانت رحلة الاسراء والمعراج
ما حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في 27 رجب
لا يجوز للمسلم الاحتفال بليلة الإسراء والمعرج في 27 رجب فذلك من البدع الحديثة في هذا الزّمان، وهو من البدع المحدثة لأنّ أهل العلم لم يجدوا التّاريخ الصّحيح والحقيقيّ لليلة الإسراء والمعراج، وحتّى إن تمّ إيجاده، فلا يجوز للمسلم الاحتفال به، وذلك لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم ومن اتّبعهم من التابعين والسّلف الصّالح والخلف، لم يحتفلوا في هذه الليلة رغم أنّهم يعلمون تاريخها، ولو كان فيها خيرٌ لسبقونا إليها، ولما كتموا أمرها، فهم من كان ينشر الفضائل بين المسلمين فكيف يخفون خير ليلةٍ تعدّ عظيمة، فما تركه رسول الله -صلّى الله علي وسلّم- وأصحابه والتّابعون، وجب على المسلمين اليوم تركه والانتهاء عنه، لئلّا يقعوا فيما حرّم الله تعالى وهنه عنه وجعله من الكبائر الّتي تورث نار جهنّم يوم القيامة، والله أعلم.[1]
اقرأ أيضًا: دعاء ليلة الاسراء والمعراج مكتوب
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ابن باز
قال الشّيخ ابن باز رحمه الله تعالى بأنّ الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج من الأمور المبتدعة والمحدثة في الشّريعة الإسلاميّة، أي أنّها من المحرّمات الّتي يجب على المسلم اجتنابها والابتعاد عنها، فالاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في 27 رجب أو غيره من التّواريخ ليس من سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم ولا من أثر أصحابه الكرام أو التّابعين حتّى، فلا يجوز للمسلم أن يحتفل بهذه الليلة أو غيرها من الليالي فلا يبتدع بالدّين ولا يحدث لأنّ كلّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ مصيرها لنار جهنّم.
الاحتفال بليلة الإسراء والمعارج إسلام ويب
تمّ طرح مسألة حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج على موقع إسلام ويب، فبيّن الموقع أنّ المولد الذي يتمّ قيامه في ليلة الإسراء والمعراج احتفالًا بها ليس من دين الله، وإنّما من البدع المحدثة والتي لا تجوز، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الإتيان بمثل هذه البدع، وقد استدلّ بتحريم الاحتفال بهذه الليلة بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح لم يحتفل أحدٌ منهم بهذه الليلة أو المناسبة، ولو كان مشروعًا هذا الاحتفال لكانوا السّباقين إليه، وهذا الأمر من البدع التي ابتدعها الناس الذين يعبدون الله على أهوائهم ليس كما يريد هو، والله أعلم.[2]
اقرأ أيضًا: متى إجازة الإسراء والمعراج في السعودية
الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ابن عثيمين
أشار الشيخ ابن عثيمين عند سؤاله عن حكم وجواز الاحتفال بليلة الإسراء والمعارج إلى أنّ هذا الاحتفال لا أصل له لا في كتاب الله ولا في سنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وإنّما أساس الدين الإسلامي القويم أنّه يرفض مثل هذه البدع، وقد أنّكرت آيات الله سبحانه وتعالى ذلك على من أتى بالبدع وقام بها ونشرها، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ ممّن يبتدع ويحدث في هذا الدين، فالاحتفال بهذه المناسبة ليس من الدين في شيء، وإنما على المسلم أن يحذر من القيام به، وأن يبتعد عنها، وعلى كلّ مسلم أن يبتعد عن التقرب إلى الله بما هو ليس من المشروعات، ثمّ إنّ ليلة المعراج لم يثبت حقيقةً أنّها معروفة التاريخ، فمن قال إنّها في السابع والعشرين من شهر رجب لا دليل لديه، فلا يصحّ شرعًا تحديدها ولا الاحتفال بها والله أعلم.[3]
قصة الإسراء والمعراج في القرآن والسنة
إنّ قصة الإسراء والمعراج واردة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة في الكثير من المواضع والمواطن، ولكن لم يرد أنّه النبي صلى الله عليه وسلم احتفل فيها أو صحابته من بعده لذلك أجمع أهل العلم في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج على أنّه غير جائز، وما ورد في قصّة هذه الليلة ما يأتي:
- قال تعالى: { سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[4]
- قال تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ}.[5]
- عن مالك بن صعصعة الأنصاري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا، فقيل من هذا ؟ قال : جبريلُ، قيل : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ……… ثم رُفعتْ لي سدرةُ المنتهى، فإذا نبِقُها مثلُ قلالِ هجرَ، وإذا ورقُها مثلُ أذانِ الفيَلةِ، وإذا في أصلها أربعةُ أنهارٍ، نهران باطنان، ونهران ظاهران”. [6]
إلى هنا نصل إلى نهاية مقالنا الذي بيّن موعد ليلة الإسراء والمعراج وبيّن حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، ثمّ وضّح آراء بعض أهل العلم في هذه المسألة، ومرّ بالآيات والأحاديث التي وردت في الإسراء والمعراج.
المراجع
- ^ islamstory.com , لماذا الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج أيها الدعاة ؟! , 10/01/2024
- ^ islamweb.net , الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج , 10/01/2024
- ^ binothaimeen.net , الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج , 10/01/2024
- ^ سورة الإسراء , الآية 1
- ^ سورة النجم , الآية 1، 18
- ^ صحيح النسائي , الألباني، مالك بن صعصعة الأنصاري، 447، صحيح