فضل ليلة الجمعة في استجابة الدعاء

فضل ليلة الجمعة في استجابة الدعاء حيث إن يوم الجمعة وليلته يمتازان بأهمية بالغة عند المسلمين، وذلك لما يمتلكانه من خصائص وميزات خصّه الله -سبحانه وتعالى- بها دون باقي وسائر الأيّام، ومن بين ما خصّه الله -سبحانه وتعالى- ليوم الجمعة هو ساعة الإجابة في نهاره التي لا يوافقها دعاء عبدٍ مسلم إلا استجاب الله له، وليلة الجمعة تتبع النهار في الفضل، ومن خلال موقع مقالاتي سيتم التعرف على فضائل ليلة الجمعة في استجابة الدعاء، وفضل الصلاة على النبي يوم الجمعة بالتفصيل.

فضل ليلة الجمعة في استجابة الدعاء

ذكر أهل العلم أنّه لا يوجد فضلٌ خاص بليلة الجمعة لإجابة الدعاء، إنما تلحق بالفضل نهار الجمعة، فيوم الجمعة هو أفضل الأيّام وسيّدها وهو خير يومٍ طلعت عليه الشمس، وفيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وبذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فالفضل في عموم يوم الجمعة شاملًا الليل والنهار فيه ثاتب، وقد ورد في الفروع لابن مفلح الحنبلي قوله:[1]

“وليلة القدر أفضل الليالي، وهي أفضل من ليلة الجمعة، للآية وذكره الخطابي إجماعاً، وذكر ابن عقيل روايتين: إحداهما هذا، والثانية ليلة الجمعة أفضل، وعلله بأنها تتكرر، وبأنها تابعة لما هو أفضل الأيام وهو يوم الجمعة، قال صاحب المحرر: وهي اختيار ابن بطة وأبي الحسن الخرزي وأبي حفص البرمكي، واحتجوا بأن الليلة تابعة ليومها، وفيه ما لم يذكر في فضل يوم ليلة القدر، ولبقاء فضلها في الجنة، لأن في قدر يومها تقع الزيارة إلى الحق سبحانه، كما رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة، وإسناده حسن”.

اقرأ أيضًا: صحة حديث أكثروا من الصلاة على النبي يوم الجمعة

هل الدعاء ليلة الجمعة مستجاب

إن لليلة الجمعة فضلٌ عظيم على غيرها من الليالي، ولذلك فإن الدعاء فيها أرجى للإجابة، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ الله -سبحانه وتعالى- يتنزل في كلّ ليلة في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، ويجيب الداعين، ويعطي السائلين، ويغفر للمستغفرين، وللفضل العام لليلة الجمعة ونهارها، فإن الدعاء فيها يرجى إجابته والله ورسوله أعلم.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الصلاة على النبي

أهمية الدعاء ليلة الجمعة وفضله

إن الدعاء في ليلة الجمعة من أجل العبادات وأحبها إلى رب البريات، وهو من سمة العبودية المطلقة إلى الله -سبحانه وتعالى- وهو افتقار وانكسار لله وذلة بين يديه، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الدعاء هو العبادة، فدعاء المسلم ليلة الجمعة طاعةٌ لله وامتثالٌ لأمره، وعلى كلّ مسلم أن يدرك أن الدعاء أكرم شيءٍ على الله، وبقيام المسلم به ليلة الجمعة، فذلك من أسباب دفع غضب الله -سبحانه وتعالى- ورفعُا للبلاء، وبه يسلم المؤمن من العجز، كما أن العبد الداعي ليلة الجمعة يكون في معية الله -سبحانه وتعالى- وينال رضاه ومحبته والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: صيغة الصلاة على النبي يوم الجمعة

أرجى ساعة لاستجابة الدعاء ليلة الجمعة ونهارها

إن أرجى ساعة لاستجابة الدعاء ليلة الجمعة هي في الثلث الأخير من الليل ساعة التنزل الإلهي فيها تُجاب الدعوة بإذن الله سبحانه وتعالى، أمّا في نهار الجمعة، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- فيه ساعة لا يُرد فيها سائل، وقد أخبر أهل العلم أنّ لها وقتين يُرجى أن تكون فيهما، أما الوقت الأول إذا جلس الإمام على المنبر للصلاة والخطبة، أما الوقت الثاني، فيكون ما بين صلاة العصر إلى غروب شمس يوم الجمعة، وقد ورد عديد الأحاديث الصحيحة التي تشير إلى فضل الوقتين ولا بدّ للمسلم أن يدرك أن ليلة الجمعة ونهارها كلّها بركة، ويستحب الدعاء فيها والله ورسوله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: حكم الإكثار من الصلاة على النبي يوم الجمعة

شروط استجابة الدعاء ليلة الجمعة

لا بدّ للمسلم الذي يدعو الله -سبحانه- ليلة الجمعة أن يحقق شروط استجابة الدعاء التي حددتها الشريعة الإسلامية، ومن تلك الشروط ما سيتم ذكره فيما يأتي:[4]

• الإخلاص لله وحده فلا يشرك في دعائه أحدًا، ولا يكون الدعاء إلا لله.
• أن يتابع النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعائه، فيدعو بما دعا وبالكيفية والصفة التي دعا بها.
• الثقة والإيمان بالله -سبحانه وتعالى- والعزم في الإجابة، فلا يقول دعوت ولم يُستجب لي ويدع الدعاء، ولا يقول يا رب لو شئت أعطني.
• حضور القلب والخشوع مع الرغبة فيما عند الله والبعد عن الذنوب والمعاصي.
• الابتعاد عن المأكل والمشرب والملبس الحرام.

اقرأ أيضًا: فضل الصلاة على النبي ليلة الجمعة

دعاء ليلة الجمعة مكتوب

ببيان فضل ليلة الجمعة في استجابة الدعاء، فسيتم تقديم عديد الأدعية المشروعة للدعاء بها ليلة الجمعة، وفي أيّ وقتٍ كان فيما يأتي:

• “اللَّهمَّ إنا نسألُكَ من خيرِ ما سألكَ منه محمد نبيك ورسولك، ونعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه محمد نبيك ورسولك، اللَّهمَّ إنا نسألُك حبَّهُ وحُبَّ من يُحِبُّه، وحُبَّ كلِّ عملٍ يُقربُنا إلى حُبِّه”.
• “اللَّهمَّ أحينا على سُنَّتِهِ، وأمتنا على سُنَّتِهِ، واحشُرنا في زُمرَتِه، وارزُقنا شَفاعَتَه، وأورِدنا حَوضَه، واسقنا من كأسِه شربةً لا نَظمَأُ بَعدَها أبَداً، غير خزايا ولا نادمين، ولا فاتِنينَ ولا مَفتونِين، اللَّهمَّ متِّعنا برؤيةِ وجهِهِ الكريم في الدُّنيا والآخرة، وأكرِمنا بمُصاحبتِه وآله وصحبه في أعلى عِلِّيين. اللَّهمَّ اجزِهِ عنَّا أَفضل ما جازيتَ نبياً عن أُمَّتِهِ، وصلِّ عليه وعلى جميع النبيين والمرسلين، وسَلِّم تَسليماً كثيرا”.
• “اللهم أصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر”.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال، والذي تم فيه بيان فضل ليلة الجمعة في استجابة الدعاء، وذكر شروط استجابة الدعاء في ليلة الجمعة مع تأكيد فضل الدعاء في هذه الليلة المباركة، وتقديم عديد الأدعية المشروعة فيها.