هل يجوز الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة

هل يجوز الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة واحد من الأحكام التي يبحث عنها المسلمون من كافة أرجاء العالم، وفي الحقيقة هذا النوع من الأحكام يعتمد على فتاوي مشايخ الإسلام وفقهاء الدين من خلال أدلة واقعية لأحداث دارت على زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أو الأحاديث الواردة في السنة النبوية الشريفة أو الآيات الواردة في كتاب الله الحكيم، وعبر موقع مقالاتي سوف نتحدث عن هذا الحكم بصورة مفصّلة، بجانب حكم صلاة الجمعة بدون خطبة.

هل يجوز الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة

نعم، يجوز الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة إذا دعت الحاجة لذلك، ويجب أن يكون الحديث معه حول سؤال أو استفسار أو حتى لتصحيح خطأ ما، أيّ يجب أن يكون هذا الكلام لا لغو فيه، وفي عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يتكلم مع أصحابه، ويردّ عليهم في أي سؤال يسألونه إياه وهو يخطب بين الناس، وقد احتج موفق الدين أبو قدامة (شيخ حنبلي) بهذه الوقائع على جواز الكلام مع الخطيب في الخطبة، أيّ أن الكلام ضمن الخطبة مختص فقط بالإمام، والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة

حكم الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة

إن حكم الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة جائز، ولا يُعتبر من اللغو، ولا حتى ممنوع، وخاصة في حال الرد على الخطيب أو سؤاله عن شيء فيه منفعة أو أمر مبهم يحتاج توضيحاً، فهنا الفائدة تكون عامة، وتعود على جميع المأمومين الحاضرين، [2] واستدل الشيخ الجليل ابن باز -رحمه الله- على صحة ذلك بالحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: {أنَّ رجلًا دخلَ المسجدَ ورسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- قائمٌ يخطُبُ ، فاستقبلَ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- قائمًا وقالَ : يا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ هلَكَتِ الأموالُ، وانقطَعتِ السُّبلُ، فادعُ اللَّهَ أن يُغيثَنا، فرفعَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يديهِ ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ أغِثنا}. أخرجه البخاري، ومسلم باختلاف يسير [3]

اقرأ أيضًا: حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة

هل يجوز مقاطعة الإمام في خطبة الجمعة

لا يجوز مقاطعة الإمام في خطبة الجمعة، وذهب العلماء والفقهاء حول هذا الموضوع إلى الأقوال التالية:[4]

• حرمة مقاطعة الخطيب: ويعتبر فاعل هذا الأمر عاصياً آثم، حتى لو كان كلامه للذكر، والأولى أن يخشع العبد في بيت الله، ويسلم له بقلبه وجواره، ويستمع لما يعظ الخطيب، ولا يجوز أن يتكلم والخطيب يخطب حتى لو كان الكلام عن الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر، واستدل العلماء على ذلك الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي قال: {إذا قُلتَ لصاحِبِكَ والإمامُ يَخطُبُ يَومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ؛ فقد لغَوتَ}. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه باختلاف يسير، وأحمد واللفظ له [5]
• منع الكلام والخطيب يخطب: فلا يجوز الكلام حتى لو كان ذكر والخطيب يخطب، أما في غير ذلك جائز، والأولى ذكر الله في المساجد عندما يسكت الخطيب.

اقرأ أيضًا: حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة محرم أو مكروه

متى يجوز الكلام مع الخطيب

يجوز للمأموم الكلام مع الخطيب في الحالات التالية:

• حدوث حالات اضطرارية: وهذا نحو النعاس أو قضاء الحاجة أو وجع يحتاج فيه إلى حركة وعدم سكون، واستدل علماء الدين على صحة ذلك من الحديث الشريف الذي رواه عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي قال: {إذا نَعَسَ أحدُكم في المسجدِ يومَ الجمعةِ، فليَتَحوَّل من مجلسِه ذلك إلى غيرِه}، أخرجه أحمد واللفظ له والبيهقي.[6]
• الإغاثة لأي ضرورة من ضرورات الحياة: وهذا يشمل إرشاد رجل أعمى خشية السقوط، أو مصلحة عظيمة نحو الطلب من الإمام أن يستسقي لهم أو أي حاجة أخرى يمكن أن تؤدي إلى الهلاك في حال لم يتم قضاؤها، واستدل العلماء على ذلك بالحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: {أنَّ رجلًا دخلَ المسجدَ ورسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- قائمٌ يخطُبُ، فاستقبلَ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- قائمًا وقالَ: يا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ هلَكَتِ الأموالُ، وانقطَعتِ السُّبلُ، فادعُ اللَّهَ أن يُغيثَنا، فرفعَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يديهِ ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ أغِثنا}. أخرجه البخاري، ومسلم باختلاف يسير[7]
• تصحيح خطأ الخطيب: يجوز للمأموم أن يصحح للخطيب خطأه في آية، أو إذا تحدث بموضوع فيه شرك أو بدعة دون أن يؤدي هذا الحديث لمنكر أو فتنة، وإذا كان كلام الخطيب باطلاً لا يجوز الإنصات له، بل يجب الاحتجاج على قوله خوفاً من انتشار الفتنة بين المسلمين.
•  أداء صلاة تحية المسجد: يجوز بل واجب أن يؤدي المسلم صلاة تحية المسجد حتى لو كان الإمام يخطب على المنبر، واستدل العلماء على هذا من الحديث الشريف الذي رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: {جَاءَ رَجُلٌ والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: أصَلَّيْتَ يا فُلَانُ؟ قالَ: لَا، قالَ: قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ}، أخرجه البخاري ومسلم باختلاف يسير. [8]
• الإشارة للشخص بدلاً من الكلام: فإذا لغا أحد الحضور في الخطبة لا يجوز نصحه، بل يكفي الإشارة إليه ليصمت، وهذا بيان في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي قال: {إذا قُلتَ لصاحِبِكَ والإمامُ يَخطُبُ يَومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ؛ فقد لغَوتَ}. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه باختلاف يسير، وأحمد واللفظ له [9]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

بهذا المقدار من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان هل يجوز الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة، فقد ذكرنا في سطوره حكم التحدث مع الإمام أثناءَ خطبةِ الجمعةِ، ومتى يجوز التكلم معهُ.