صحة حديث من مات يوم الجمعة

صحة حديث من مات يوم الجمعة الذي يحكي عن الفضيلة التي يحصل عليها المسلم الذي يوم في يوم الجمعة، أو في ليلة الجمعة، خاصّة أنّ صحة الحديث النبوي الشريف تعتمد على شروط كثيرة كالراوي وترتيبه والجرح والتعديل وغيرها؛ مما يجعل الحديث صحيحًا أو ضعيفًا؛ لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع صحة الحديث وشرح العلماء له وبعض الأدعية الخاصة للميت.

الموت يوم الجمعة

إنّ يوم الجمعة هو سيد الأيام وأحسنها عند الله تبارك وتعالى، وقد ورد في فضل يوم الجمعة ما روي في صحيح مسلم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا، فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ. وفي رِوايَةٍ: المَقْضِيُّ بيْنَهُمْ. [وفي رواية]: هُدِينا إلى الجُمُعَةِ، وأَضَلَّ اللَّهُ عَنْها مَن كانَ قَبْلَنا”،[1] لذلك فإنّ الموت في يوم الجمعة له فضائل ليست كالموت في غيره من الأيام، لأنّه خير الأيام عند ربه.

اقرأ أيضًا: صحة حديث من مات يوم الجمعة

صحة حديث من مات يوم الجمعة

إنّ حديث من مات يوم الجمعة هو حديث صحيح بنصه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: “مَن ماتَ يومَ الجُمعةِ أو ليلةَ الجمعةِ وُقِيَ فِتنةَ القبرِ”،[2] وهو مروي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- وصححه أحمد شاكر في مسنده.

اقرأ أيضًا: صحة حديث من صام رمضان وأتبعه بست من شوال

هل للوفاة يوم الجمعة فضل

اختلف العلماء في مسألة فضل الموت في يوم الجمعة، فمنهم مَن قال بتصحيح الحديث، ومنهم مَن قال بتضعيفه، ومن العلماء الذين ضعفوا الحديث الحافظ ابن حجر والمنذري وشعيب الأرناؤوط، وممن حسّن الحديث الشيخ ناصر الدين الألباني، وهذا كله من الأمور الغيبية والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: صحة حديث اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا

هل المتوفى ليلة الجمعة لا يتعرض لعذاب القبر مهما كان عمله؟

لا يمكن الجزم على وجه الحقيقة بهذه المسألة؛ لأنّ الحديث هو مُختلف فيه بين العلماء، فمنهم مَن صححه، ومنهم مَن ضعفه، وقد علق المباركفوري على ذلك الحديث بقوله: “أي حفظه الله من فتنة القبر أي عذابه وسؤاله، وهو يحتمل الإطلاق والتقييد، والأول هو الأولى بالنسبة إلى فضل المولى”، فالله هو الأعلم والأرحم بعباده في أي وقت وزمان.[4]

اقرأ أيضًا: من أكثر من روى الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام

هل من مات يوم الجمعة يعصم من عذاب القبر

إنّ مَن صحح الحديث الذي يقضي يعصمة مَن مات يوم الجمعة من عذاب القبر، فإنّ ذلك يكون صحيحًا على وجه الحقيقة عند أي لا يتعرض المسلم للعذاب إن مات يوم الجمعة، وأمّا مَن قال بعدم صحة الحديث فالأمر عنده مخالف للأول، لذلك لا يمكن الجزم القاطع بالأمر، فالله أعلم بالصواب والعبد تحت ألطاف الله -تبارك وتعالى- إلى يوم القيامة.[4]

دعاء من مات يوم الجمعة

لا يوجد دعاء خاص لمن مات يوم الجمعة، ولكن من الأدعية المأثورة للأموات عامة:

اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه، فإنك أنت الغفور الرحيم.

اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفَّهُ على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده.

اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال صحة حديث من مات يوم الجمعة، وذكرنا رأي العلماء في الحديث وهل فعلًا لا يقع العذاب على مَن مات يوم الجمعة مهما كان عمله صالحًا أو سيئًا في الحياة الدنيا، ونحو ذلك من الأمور.