صحة حديث أريت ليلة القدر ثم أنسيتها

صحة حديث أريت ليلة القدر ثم أنسيتها والذي يعد من الأحاديث ذات الأهمية الوازعة لدى المسلمين، ويتناول موضوع كثرت الروايات عنه ألا وهو ليلة القدر، وله من اهتمام المسلمين بشكل عام الشيء الكثير، فهل هذا الحديث صحيح، أم ضعيف، لا أساس له من الصحة هذا ما سنعرفه في مقالنا هذا عبر موقع مقالاتي سنورد في سطورنا أصح ما ورد من الحديث الشريف حول ليلة القدر المباركة.

نص حديث أريت ليلة القدر ثم أنسيتها

ليلة القدر المباركة، عظيمة القدر عند الله تعالى، أنزل فيها القرآن الكريم، والعبادة فيها خير من ألف شهر، ليلة الأمن والأمان والسلام، وهي مجهولة الوقت لحكمة إلهية، وقد وردت روايات عديدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم حول تحديد ليلة القدر أي الليالي من شهر رمضان هي والحديث التالي هو إحدى الروايات: [1]

{أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأَرَانِي صُبْحَهَا أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ. قالَ: فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَصَلَّى بنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَانْصَرَفَ وإنَّ أَثَرَ المَاءِ وَالطِّينِ علَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ. قالَ: وَكانَ عبدُ اللهِ بنُ أُنَيْسٍ يقولُ: ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ}.

شاهد أيضًا: صحة حديث التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة من رمضان

 صحة حديث أريت ليلة القدر ثم أنسيتها

حديث أريت ليلة القدر ثم أنسيتها هو حديث صحيح، فقد رواه عبد الله بن أنيس رضي الله عنه، المحدث مسلم، المصدر صحيح مسلم، رقم الصفحة 1168، وحرياً بالذكر هناك العديد من الأحاديث المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وعظمتها، وكان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يجتهدوا في تحديدها، فكثرت الروايات والأحاديث المتشابهة للحديث المذكور أعلاه حول ليلة القدر منها ما هو ضعيف، ليس له أساس من الصحة ومنها ما هو صحيح، ومثال ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: {أُرِيتُ ليلةَ القدْرِ، ثُم أيقظَنِي بعضُ أهلِي فنَسِيتُها، فالْتَمِسُوها في العشْرِ الغوَابِرِ}.[2]

شرح حديث أريت ليلة القدر ثم أنسيتها

روى عبد الله بن أنيس في هذا الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم  قوله: (أريت ليلة القدر)، ومضمون الحديث أن النبي قد علم موعد ليلة القدر وقتها، وكان جبريل عليه السلام بأمر الله من أعلمه بوقتها، وبعد ذلك رفع الله عنه ذلك، حيث رأى النبي عليه الصلاة والسلام رؤيا في منامه، وهي أنه من علامات ليلة القدر سجوده في الماء والطين، ويروي عبد الله بن أنيس أن المطر نزل في ليلة ثلاث وعشرين، وفي هذه الليلة تحققت رؤيا النبي، حيث أنه بعدما صلى بهم صلاة القيام، وعند انصرافه من المسجد، كان أثر الماء والطين على أنفه من السجود جليا، وهذا كان تصديق رؤيا النبي، ورؤيا الأنبياء حقيقة لا جدال فيها، وكان سقف المسجد حينها من ورق النخيل، وحدث ذلك في ليلة الثالث والعشرين.[3]

شاهد أيضًا: صحة حديث تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان

أصح ما ورد من الأحاديث في ليلة القدر

فيما يلي نذكر أصح ما ورد من لأحاديث حول ليلة القدر المباركة، وهي كالآتي:

• ما ورد في فضل ليلة القدر: روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قوله: {مَن يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ}. [4]
• ما ورد حول أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان: جاء في الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ما رواه عروة بن الزبير {تحرّوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخِرِ من رمضانَ}. [5]
• ما ورد حول التماسها في الوتر من العشر الأواخر: روت أم المؤمنين عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: {أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ}.[6]
• ما ورَد في الْتِماسها في التَّاسعة والسَّابعة والخامسة من العَشر: روى عبدالله بن عباس عن الرسول {أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى}.[7]
• ما ورد في التماسها في السبع الأواخر: روى عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: {الْتَمِسُوها في العَشْرِ الأواخِرِ، يَعْنِي لَيْلَةَ القَدْرِ، فإنْ ضَعُفَ أحَدُكُمْ، أوْ عَجَزَ، فلا يُغْلَبَنَّ علَى السَّبْعِ البَواقِي}.[8]
• ما ورد أنها في ليلة السابع والعشرين: قال أبي بن كعب -رضي الله عنه- في ليلة القدر: {وَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُهَا، وَأَكْثَرُ عِلْمِي هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بقِيَامِهَا هي لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. وَإنَّما شَكَّ شُعْبَةُ في هذا الحَرْفِ: هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-. قالَ: وَحدَّثَني بهَا صَاحِبٌ لي عنْه}.[9]

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي يحمل عنوان صحة حديث أريت ليلة القدر ثم أنسيتها، والذي ذكرنا من خلاله نص الحديث، والدليل على صحته من ضعفه، وحكم روايته، وشرحه، كما أوردنا أصح ما ورد من الحديث الشريف عن ليلة القدر.