صحة حديث إن الله يعتق في آخر ليلة من رمضان

صحة حديث إن الله يعتق في آخر ليلة من رمضان من الأمور التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين، حيث تختلف الأحاديث من حيث الصحة وهي على درجات، فأعلاها الصحيح ثمّ تتدرّج إلى الموضوع والمكذوب والمنكر وما شابه، ولكثرة تناقل الأحاديث بين الناس كان لا بدّ من بيان حكمها كما ورد عن علماء الحديث، وهذا ما سينقله موقع مقالاتي خلال هذا المقال.

صحة حديث إن الله يعتق في آخر ليلة من رمضان

بعد البحث لم يتمّ إيجاد ما يدلّ على صحة هذا الحديث، إلّا ما ورد عن الشيخ سليمان العلوان في إجابته لأحد السائلين حين سأله عن صحّته، فضعّفه، ونص الحديث الوارد في السؤال هو: (إن الله يعتق في آخر ليلة من رمضان بقدر ما أعتق فيما سبق)، ولا يُعلم السبب، وقد يكون الشيخ لم يبيّن سبب تضعيفه للحديث.[1] وبالعموم أورد الألباني في ضعيف الترغيب حديث مشابه له في المعنى مرويّ عن الحسن البصري وحكم بضعفه، والحديث هو: (إن لله عز وجل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار، فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى).[2]

شاهد أيضًا: صحة حديث التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة من رمضان

حديث يعتق الله في آخر ليلة من رمضان الدرر السنية

لم يرد في الدرر السنيّة حديث بهذا النص تمامًا: (يعتق الله في آخر ليلة من رمضان)، لكن وردت أحاديث مشابهة حكم عليها بالضعف أو عدم الصحّة، منها ما يأتي:[3]

حديث العتق في اخر يوم من رمضان عن الحسن البصري

روي عن الحسن البصري: (إن لله عز وجل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار، فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى). أورده الألباني في ضعيف الجامع عن الحسن البصري وحكم عليه بالضعف.[2]

حديث العتق في اخر يوم من رمضان عن ابن عباس

روي في جزء من حديث عن الصحابي الجليل ابن عبّاس -رضي الله عنه-: (قال ويقولُ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ لمنادٍ ينادي ثلاثَ مرَّاتٍ هل من سائلٍ فأعطيَه سؤلَه هل من تائبٍ فأتوبَ عليهِ هل من مستغفرٍ فأغفرَ لهُ من يقرضُ المليءَ غيرَ المعدمِ والوفيَّ غيرَ الظَّلومِ قال وللَّهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ يومٍ من شَهرِ رمضانَ عندَ الإفطارِ ألفُ ألفِ عتيقٍ منَ النَّارِ كلُّهم قدِ استوجبوا النَّارَ فإذا كانَ آخرُ يومٍ من شَهرِ رمضانَ أعتقَ اللَّهُ في ذلِك اليومِ بقدرِ ما أعتقَ من أوَّلِ الشَّهرِ إلى آخرِهِ….).[4]

والحديث السابق لا يصح كما أخبر عنه مجموعة من أهل العلم، فقد كان حكمهم عليه كما يأتي:[5]

  • ذكره البيهقي في فضائل الأوقات، وحكم عليه بأنّه لا يصحّ لأنّ فيه من لا يعرف.
  • أورده الألباني في ضعيف الترغيب وقال أنّه موضوع.
  • أورده المنذري في الترغيب والترهيب، وقال: (ليس في إسناده من أجمع على ضعفه).
  • أورده الدمياطي في المتجر الرابح، وقال: (سنده سقيم).
  • أورده ابن الجوزي في العلل المتناهي وقال إنّه لا يصح.

شاهد أيضًا: صحة حديث اتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه

أحاديث عن العتق في رمضان

وردت مجموعة من الأحاديث المختلفة في حكمها عن العتق في شهر رمضان الكريم، وفيما يأتي مجموعة منها:[6]

  • (إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ عُتقاءَ في كلِّ يومٍ وليلةٍ لكلِّ عبدٍ منهم دعوةٌ مستجابةٌ)؛ أي في رمضان، وقد أورده عدد من العلماء وحكموا عليه بالصحة.[7]
  • (إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ: صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَردَةُ الجنِّ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النيرانِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، وينادي مُنادٍ يا باغِيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللهِ عُتَقاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ). ذكره الترمذي في سننه، وقال: “غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي بكر بن عياش”، وفي ذلك إشارة إلى ضعفه.[8]
  • (إنَّ للهِ تعالى عند كلِّ فطرٍ عُتَقاءَ من النارِ، وذلك في كلِّ ليلةٍ)، ذكره الألباني في صحيح الجامع وقال إنّه حسن.[9]

وفي ختام هذا المقال، نكون قد بيّنا الحكم على صحة حديث إن الله يعتق في آخر ليلة من رمضان كما ورد عن علماء الحديث، وبيّنا أنّ هناك أحاديث وردت في معناه وذكرنا حكمها الوارد في كتب أهل الحديث.

المراجع

  1. ^ al-maktaba.org , أرشيف ملتقى أهل الحديث , 13/03/2024
  2. ^ islamqa.info , هل وردت أحاديث صحيحة في عتق الأحياء والأموات في رمضان ؟ , 13/03/2024
  3. ^ فضائل الأوقات , البيهقي، ابن عباس، 53، في إسناده بعض من لا يعرف
  4. ^ dorar.net , حكم حديث: (فإذا كانَ آخرُ يومٍ من شَهرِ رمضانَ...) , 13/03/2024
  5. ^ alukah.net , أحاديث العتق من النار في رمضان - تخريجها وما يستفاد منها , 13/03/2024
  6. ^ تخريج المسند , شعيب أرناؤوط، أبو هريرة، 7450، إسناده صحيح على شرط الشيخين
  7. ^ سنن الترمذي , الترمذي، أبو هريرة، 682، غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي بكر بن عياش
  8. ^ صحيح الجامع , الألباني، جابر بن عبدالله وأبو أمامة، 2170، حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *