كم عدد مواضع رفع اليدين في الصلاة

كم عدد مواضع رفع اليدين في الصلاة، فرض الله تعالى الصلاة على عباده المسلمين، وقد أرشدنا رسول الله إلى الطريقة الصحيحة في أداء الصلاة، ولا بدّ للمسلم من الحرص على التفقّه في العبادات، وأدائها على أكمل وجه، وعبر هذا المقال سوف يُجيب موقع مقالاتي عن سؤال كم عدد مواضع رفع اليدين في الصلاة.

كم عدد مواضع رفع اليدين في الصلاة

دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن المشروع للمؤمن في الصلاة أن يرفع يديه في أربعة مواضع، في الرباعية والثلاثية، وهي على النحو الآتي:[1]

• الأولى عند تكبيرة الإحرام: فيرفع المسلم يديه مع التكبير إلى حذو منكبيه، أو إلى فروع أذنيه، هكذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام، تارة كذا وتارة كذا.
• الثانية عند الركوع: فيرفع المسلم يديه عند قوله: (الله أكبر) حيال منكبيه أو حيال أذنيه.
• الثالثة عند رفعه من الركوع: فيرفع يديه عند قوله: سمع الله لمن حمده، إذا كان إمامًا أو منفردًا، ويرفع المأموم عند قوله: ربنا ولك الحمد.
• الرابعة عند القيام من التشهد الأول في الرباعية: كالظهر والعصر والعشاء أو الثلاثية كالمغرب، إذا قام من الثالثة بعد التشهد الأول إذا قام إلى الثالثة يقول: (الله أكبر) رافعًا يديه.

صفة رفع اليدين في الصلاة

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه يرفع يديه في الصلاة بحيث تكون حذو المنكبين، وفي رواية أخرى: أنها إلى فروع الأذنين، وقد ورد ثبوت ذلك في الحديث النبوي الشريف المروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في قوله: “رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يُكَبِّرُ لِلرُّكُوعِ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَيَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَلاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ”.[2]

شاهد أيضًا: طريقة الصلاة الصحيحة بالتفصيل

الأدلة من السنة النبوية على رفع اليدين في الصلاة

اتفقت مذاهب المسلمين الأربعة؛ الحنفية، والشافعي، والمالكي، والحنبلي على أنّ رفع اليدين في الصلاة سنة، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي تدلّ على رفع اليدين في الصلاة، ونُدرج في ما يأتي عدد من هذه الأحاديث:[3]

• كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قام من السَّجدَتينِ كبَّرَ، ورفَعَ يَدَيه حتى يحاذِيَ بهما مَنكِبَيه، كما صنعَ حين افتتَحَ الصَّلاةَ.
• كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قام إلى الصَّلاةِ يرفَعُ يديه حتَّى يحاذيَ بهما مَنْكِبَيْهِ، ثم يكبِّرُ حتَّى يقِرَّ كلُّ عَظْمٍ في موضِعِه معتدلًا، ثم يقرأُ ثم يكبِّرُ فيرفَعُ يديه حتَّى يحاذيَ بهما مَنْكِبَيْهِ، ثم يركَعُ ويضَعُ راحتَيْهِ على رُكبتيه ثم يعتدِلُ، فلا يصُبُّ رأسَه ولا يُقنِعُ، ثم يرفَعُ رأسَه فيقولُ: سمِعَ اللهُ لِمَن حمِده، ثم يرفَعُ يديه حتَّى يحاذيَ مَنْكِبَيْهِ، وذكَر الحديثَ، وفيه: ثم إذا قام مِن الرَّكعتينِ كبَّرَ ورفَع يدَيْه حتَّى يحاذيَ بهما مَنْكِبَيْهِ كما كبَّرَ عند افتتاحِ الصَّلاةِ.

ماذا على المصلي لو أخطأ في رفع اليدين في الصلاة

اتَّفَقَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَالرَّفْعِ مِنْهُ، وَأَنَّهُ مِنْ سُنَنِ الصَّلاَةِ، وَقَال السُّيُوطِيُّ: الرَّفْعُ ثَابِتٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رِوَايَةِ خَمْسِينَ صَحَابِيًّا، وممّا يجدر ذكره أنّ ترك سنن الصلاة لا يؤثر على صحتها، فلو أن المصلي لم يرفع يديه في صلاته كلها، فلا يؤثر ذلك على صحة صلاته، إلا أنّه بذلك يكون قد ترك سنة من سنن الصلاة وحُرِم أجرها.

هل يجوز رفع اليدين في مواضع أخرى من الصلاة

لا يُشرَعُ للمسلم رفعُ اليدينِ في غيرِ المواضعِ المذكورةِ أعلاه في الصلاة، مثل القيام من الركعة الرابعة، أو عند السجود أو القيام من السجود، ذلك أن المواضع الأربعة المذكورة أعلاه صحيحة ومثبتة عن النبي في الأحاديث الصحيحة، ولم تذكر النصوص الدينية أية مواضع أخرى لرفع اليدين، ويجدر بالمسلمين اتبّاع ما رُوي عن النبي وثبت عنه، والبعد عن الاجتهاد من تلقاء أنفسهم إلا بما أمرهم به الله سبحانه وتعالى، وما صح ذِكره عن نبيه عليه السلام.

شاهد أيضًا: كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم

وبهذا القدر نصل لِختام مقال كم عدد مواضع رفع اليدين في الصلاة، والذي تناول في محتواه الحديث عن عدد مرات رفع اليدين في الصلاة، والأدلة من السنة النبوية على رفع اليدين في الصلاة، وصفة رفع اليدين، وماذا على المصلي في حال أخطأ في رفع اليدين في الصلاة، وهل يجوز رفع اليدين في مواضع أخرى في الصلاة.