فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان عظيم وهي من الأعمال المستحبة في شهر رمضان، وهي تختلف عن الزكاة التي يكون واجباً على المسلم دفعها لكونها أمراً اختيارياً يحصل المسلم مقابله على الثواب من الله، خاصة إذا كانت في العشر الأواخر حيث يتضاعف الأجر عشر مرات في تلك الأيام، ومن خلال موقع مقالاتي سنتعرف على فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان.

فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

دفع الصدقات في الحياة العادية تساعد على انتشار علاقة الحب والمودة والرحمة بين المؤمنين وبعضهم البعض، لكن في العشر الأواخر يكون فضلها أعظم وذلك للأسباب التالية:[1]

• الصدقة تكثر من الحسنات التي يأخذها الشخص، وبالتالي تعتبر تكفير عما اقترفه من ذنوب ومعاصي في حياته؛ لأنها تخفف من غضب الله على صاحبها خاصة إذا كان فاسداً وارتكب العديد من الحماقات والأفعال السيئة.
• يشترط أن تكون الصدقة في السر لا في العلن وألا يجهر بها الشخص عند القيام بها، ومن يدفعها يرزق بالبركة في ماله وصحته، ويدفع الله -سبحانه وتعالى- عنه أي أذى أو شر.
• فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان يكون مضاعف عن الأيام العادية لذلك يستعد المؤمنون الصالحون لهذه الأيام بالطاعة والعبادة حتى ينالوا الأجر من ربهم.
• الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان يكون من ضمنهم ليلة القدر التي تعتبر أفضل من ألف شهر وفيها يستجاب الدعاء، ويكون الثواب مضاعفاً عند الله في جميع الأعمال الدينية مثل الصدقة والصلاة والدعاء وغيرها.

اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الصدقة

ما هي الصدقة

بعد معرفة فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان علينا أن نوضح المعنى الديني لذلك المصطلح والذي يتلخص فيما يلي:

• الصدقة تشير إلى الهبة أو العطية التي يمنحها الشخص المؤمن لأخيه المسلم حتى ينال ثوابه من رب العباد، ويكون من نصيبه الجنة ونعيمها.
• الشائع لدى الكثيرين اعتقاد أن الصدقة تكون عبارة عن مال فقط، لكن ذلك غير صحيح، فقد تكون في صورة ثياب أو طعام أو أي شيء آخر يكون الفقير والمحتاج في حاجة إليه.
• رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- كان من أفضل من يخرج الصدقات، وكان يعطي أحسن شيء لديه، ويكثر منها في شهر رمضان الكريم خاصة في العشر الأواخر من الشهر.

اقرأ أيضًا: افضل الذكر في العشر الاواخر من رمضان

أفضل أنواع الصدقة في شهر رمضان

لا يمكن التحدث عن فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان دون توضيح أفضل أنواع الصدقة التي يمكن أن يقوم بها المسلم في شهر رمضان حيث إنها تتضمن عدة أشكال مثل ما يلي:

• الصدقة للأهل والأقارب: يقال أن الأقربون هم أولى بالمعروف لذلك إذا كان من بينهم محتاج أو فقير، فإنه يستحق الصدقات عن غيره، وهذا كان يحث عليه رسول الله المسلمين في عهده.
• دفع صدقة للأبناء: واحدة من أنواع الصدقة التي لا يعرف عنها الكثيرون شيئاً، فالتصدق على الأولاد يعتبر صدقة، وقد ورد ذلك فيما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أربعةُ دنانيرٍ: دينارٌ أعطيتَه مسكينًا ، ودينارٌ أعطيتَه في رقبةٍ، ودينار أنفقتَه في سبيلِ اللهِ، ودينار أنفقتَه على أهلِك؛ أفضلُها الذي أنفقتَه على أهلِك”.[2]
• الصدقة الخفية: الأحسن أن يدفع المسلم صدقته في الخفاء ولا تعرف يده اليسرى ما دفعته يده اليمنى، لأنها تكون دلالة على شدة إخلاص الشخص لربه وقوة إيمانه، وأنه يفعل ذلك من أجل إرضاء الله -سبحانه وتعالى- والحصول على الثواب فقط.
• الصدقة والشخص في كامل صحته: جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ فَقالَ: أَما وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأنَّهُ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ البَقَاءَ، وَلَا تُمْهِلَ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كانَ لِفُلَانٍ. [وفي رواية]: غيرَ أنَّهُ قالَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ[3]، أي أن الشخص عندما يكون سليم معافى، ويدفع صدقته أفضل من أن يقوم بها وهو على فراش المرض، أو تلك التي يدفعها أهله بعد وفاته.
• الصدقة في حال الفقر: الشخص الفقير عندما يتصدق من الذي لديه على من هم أضيق منه حالاً وأقل مالاً يرزقه الله -عز وجل- من حيث لا يحتسب، لكن ذلك لا يعني أن يدفع الشخص كل ما لديه والمقصود بالأمر هو الدفع بشرط عدم وقوع ضرر على المسلم الذي يدفع المال أو على أهل منزله.
• الصدقة على شخص يتيم: الطفل اليتيم يعتبر أولوية في دفع الصدقات، وذكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “كافِلُ اليَتِيمِ له، أوْ لِغَيْرِهِ أنا وهو كَهاتَيْنِ في الجَنَّةِ، وأَشارَ مالِكٌ بالسَّبَّابَةِ والْوُسْطَى”.[4]
• الصدقة على الجار: أوصانا رسولنا الكريم على الجيران وأن نتعامل معه بالخير، ونكثر من الصدقات معه حيث قال -صلى الله عليه وسلم- “أوصاني خليلي إذا طبختَ فأكثِر من المَرقِ ثمَّ انظُر بعضَ أهلِ بيتٍ من جيرانِك فاغرِف لهم منها”.

شاهد أيضًا: افضل الاعمال في العشر الاواخر من رمضان

لماذا الصدقة في العشر الأواخر من أحب الأعمال

سبب أن فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان عظيم يتلخص في عدة أمور سوف نذكرها فيما يلي:

• القيام بالصدقة شفاء للشخص المريض من الأمراض حيث قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- (داووا مرضاكم بالصدقة) وذكر أن أيام الرسول جاء شخص سأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ”.
• الصدقة تحمي صاحبها من حر نار جهنم، وذلك أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال للصحابة أن يتقوا النار حتى بشق تمرة.
• دفع الصدقات يجعل الله راضياً عن عبده المسلم، وذلك ما أخبرنا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة النبوية.
• الشخص الذي يدفع الصدقة للفقراء والمحتاجين يمحو الله له بعض من المعاصي والذنوب التي ارتكبها، وتعتبر طريقاً يسهل الدخول إلى الجنة.
• ذكر في حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن هناك سبعة أشخاص يظلهم الله يوم القيامة بظله من ضمنهم شخص تصدق بصدقة في الخفاء ولم تعرف شماله ما دفعته يمينه.
• الصدقة ليست شفاء للجسد فقط، بل إنها تعتبر شفاء للروح، وتعمل على نقاء القلب وتزيد منه أي مشاعر سلبية مثل الحقد والحسد والقسوة والتكبر على الغير، وإحساس العظمة والغرور وغيرها من الأمور التي تؤثر بشكل سلبي على الشخص.
• دفع الصدقات تمنع عن المسلم الأذى والابتلاءات، كما أن الشخص الذي ينفق الكثير من ماله على الصدقة يأتي يوم القيام من باب مخصص لمن يدفعون الصدقات.

شاهد أيضًا: افضل ما يقال في العشر الاواخر من رمضان

طرق الصدقة في رمضان

آخر ما نذكره في حديثنا عن فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان هو بعض الطرق والأفكار التي تساعدك على دفع الصدقة، وهي تأخذ عدة صور مثل ما يلي:

• التكفل بعائلة فقيرة من حيث الطعام والشراب، سواء كان ذلك بشراء السلع الضرورة التي يمكن أن يتناولونها في ذلك الشهر الفضيل، أو حساب التكلفة وإخراجها في صورة صدقة، حتى يشتروا متطلباتهم في تلك الأيام المباركة.
• الصدقة إذا كانت تكلفتها عالية مثل شراء ماشية لذبحها وتوزيع لحمها على المحتاجين يمكن أن تتم بشكل جماعي من خلال المشاركة مع عدة أشخاص يحبون فعل الخير.
• مساعدة شخص محتاج على توصيل المياه إلى منزله خاصة إذا كانت أيام بها الحرارة مرتفعة مثل تلك.
• شراء بعض الأشياء التي تساعد على العبادة والطاعة في ذلك الشهر مثل أداة التسبيح، مصلية، سواك وتوزيعها على المعارف والأقارب والجيران، حتى ينال الشخص ثواب كل من يستخدمها.
• تقديم بعض الأحذية لدورات المياه الخاصة بأحد الجوامع، أو شراء مصاحف قرآنية ووضعها في المسجد، حتى ينال الشخص ثواب كل من يقرأ بها.
• توفير ملابس لأبناء الفقراء والمحتاجين، وإذا كان لديك قطع ثياب خاصة به لا ترتديها في الوقت الحاضر وحالتها جيدة يمكنك التصدق بها في ذلك الشهر لأخذ الثواب مضاعفاً.

بجانب ما سبق ذكره عن فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان تقوم الملائكة بالدعاء للمتصدق حيث ذكر في حديث عن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- أن ” ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملَكان ينزلان، فيقول أحدهما: “ما من يومٍ يُصبحُ العبادُ فيه إلا وملَكانِ ينزلانِ، فيقولُ أحدُهما: اللهمَّ أعطِ مُنفقًا خلفًا، ويقولُ الآخرُ: اللهمَّ أعطِ مُمْسكًا تَلفًا”[5]

تحدثنا عن فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان ومن أفضل الصدقات التي تمت في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت قطعة أرض خاصة بالصحابي الأنصاري طلحة، وهو كان أحد أثرياء المدينة ولديه أرض يطلق عليها اسم بيرحاء ويحبها كثيراً، وعندما نزلت الآية {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حتى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}، قام هو بالتصدق بها لأقاربه.