الاشهر الحرم هي

الاشهر الحرم هي عديد الأشهر التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وعرّف بها في سنّته المباركة، وهي من الأيّام التي بينت الشريعة الإسلامية المباركة عظيم فضلها على باقي الشهور، فالله فضل بعض الأزمنة على بعض، وفضّل بعض الأماكن والأشخاص على بعض، وذلك لحكمةٍ بالغةٍ منه سبحانه وتعالى، ومن خلال موقع مقالاتي سيتمّ بيان ما هي الأشهر الحرم وما سبب تسميتها وما الأعمال الواجب تجنبها فيها.

الاشهر الحرم هي

إنّ الاشهر الحرم هي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وهي الأشهر التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم في قوله: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}. [1]  وقد ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم وبيّنهم في الحديث الشريف الذي رواه أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: “إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ، مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى، وشَعْبانَ”. [2] وقد ذكر ابن كثير أنّها ثلاثةٌ متواليات سرد وواحدٌ فرد والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: ما حكم الصيام في شهر شعبان

سبب تسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم

يرجع سبب تسميتها بالحرم لأنّ الله سبحانه وتعالى قد حرّم القتال فيها، فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}. [4] فالقتال في الأشـهر الحـرم محرمٌ على الناس، وذلك من رحمة الله بعباده وليتمكّنوا من السفر فيها ويحجوا ويعتمروا، وقد اختلف أهل العلم إن كانت هذه الحرمة في القتال نُسخت أمّ أنها باقية، ولكنّ الراجح أنّ التحريم فيها باقٍ والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: جمادى الأول شهر كم

منزلة الأشهر الحرم في الإسلام

إنّ الأشهر الحرم هي الأشـهر التي خصها الله سبحانه وتعالى بالمنزلة العظيمة بين الشهور، وقد خصّها الله سبحانه وتعالى كما اختصّ الكثير غيرها من الخلق والأزمنة، والأمكنة، فمن الأيّام اختصّ الجمعة، ومن الأماكن اختصّ المساجد ومنها اختصّ المسجد الحرام، ومن الليالي ليلة القدر، ففي هذه المواطن والأشهر يعظم الأجر وتعظم المعاصي والذنوب، فالظلم فيها أشدّ ظلمًا، وأعظم قبحًا ووزرًا، ومن واجب المسلمين تعظيم الشهور الحرم وإكثار العبادة والعمل فيها، والله ورسوله أعلم.

الحكمة من تحريم الأشهر الحرم

إنّ تحـريم الأشـهر الحـرم من رحمة الله بعباده المؤمنين وكذلك حسن تربيتهم والأخذ بأيديهم، فلو ضاعف الله الأوزار طيلة السنة لهلك الصالحون بمضاعفة ما يأتون به من المعاصي، وقد خصّ الله الحرمة لأربعة أشـهر حتى يتمكن المسلم من شدّ إزاره والاجتهاد أكثر فيما يستطيع، وليتدرب ليكون هذا نهجه في بقية الأشـهر الأخرى في السنة، وقد علم الله التواءات النفوس وضعفها وقد تمّ تحريم هذه الأشـهر لتسهيل قيام المسلمين بعبادة الحج والعمرة، بينها صوم رمضان، وفي حرمة الأشهر الحرم يستتب الأمن الذي يدفع لقيام شعائر الدين على أكمل وجه، فيتفرغ العبد للنيل والتزود من العبادات والأعمال والله ورسوله أعلم.[6]

خصائص الأشهر الحرم

جعل الله سبحانه في الأشهر الحرم الكثير من الخصائص والميزات التي لا توجد في غيرها من الشهور خصائص الأشهر الحرم هي:[7]

• إنّ الذنوب في الأشـهر الحـرم أعظم من غيرها، فالظلم أعظم خطيئةً ووزرًا من الظلم فيما سواها.
• يحرم في الأشهر الحرم القتال وابتدائه على الأعداء، فقد قال تعالى: {فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}. [8]
• كانت عُمر النبي صلى الله عليه وسلم كلّها في الأشـهر الحـرم.
• في الأشـهر الحـرم العشر من ذي الحجّة التي أقسم الله بها في كتابه العزيز، وبين النبي صلى الله عليه وسلم فضلها في سنّته وأنّ العمل الصالح فيها أفضل من غيرها.
• في الأشـهر الحـرم يوم النحر ويوم عرفة ويوم القر وأيام التشريق وهي من أعظم الأيّام عند الله.
• فيها يوم عاشوراء الذي صيامه يكفر سنةً ماضية.
• وفيها شـهر محـرم الذي صيامه أفضل الصوم بعد رمضان.

شاهد أيضًا: ماذا تفعل في أيام العشر من ذي الحجة

ما هي أعمال الأشهر الحرم

إنّ الأشهر الحـرم هي أعظم الشهور عند الله على الإطلاق، وفيها كلّ عملٍ صالحٍ مستحب، والواجب على المسلمين أن يبتعدوا خلالها عن المعاصي والذنوب والآثام، وقد وردت الكثير من الأحاديث الشريفة التي تشير إلى فضل الأعمال الصالحة فيها، ومما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

• عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “ما من أيامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فيها أحَبُّ إلى اللهِ مِن هذه الأيامِ -يعني: أيَّامَ العَشرِ- قالوا: يا رسول اللهِ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجٌل خرج بنفسه وماله، فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ”. [9]
• عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قالَ: سُئِلَ: أيُّ الصَّلاةِ أفضلُ بعدَ المَكْتوبةِ؟ وأيُّ الصِّيامِ أفضلُ بعدَ شَهْرِ رمضانَ؟ فقالَ: أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ المَكْتوبةِ الصَّلاةُ في جوفِ اللَّيلِ، وأفضلُ الصِّيامِ بعدَ رمضانَ شَهْرُ اللَّهِ المُحرَّمُ”. [10]

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال الاشهر الحرم هي، والذي بيّن سبب تسمية الأشهر الحرم، وبيان فضلها والحكمة من تحريمها، وختامًا بيان أفضل الأعمال فيها.