هل يجوز لبس الكمامة في العمرة للنساء

هل يجوز لبس الكمامة في العمرة للنساء، ففي ظل استمرار المعاناة التي يعانيها المجتمع الدولي في الوقت الحالي، جراء عدم القضاء بشكل نهائي على وباء كورونا، ما زال المفروض على الناس الاحتياط للحد من عودة انتشاره، وهذا ما تراعيه وزارة الحج في السعودية أثناء قيام الحجاج والمعتمرين بهذه العبادة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم هذه المسألة مع حكم لبس الكمام بدل النقاب في العمرة.

هل يجوز لبس الكمامة في العمرة للنساء

لا يجوز لبس الكمامة في العمرة للنساء إلا بوجود حالة معتبرة شرعاً، فهذا يدخل في ستر الوجه للمحرمة بما فصل على قدره كالنقاب والبرقع ونحوه، والكمامة تدخل في ذلك، وبالرغم من أن الكمامة تستر بعض الوجه، إلا أن أهل السلف قالوا أن ستر بعض الوجه كستره كله، وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمرأة أن تستر وجهها في الحج أو العمرة، وإنما تستر وجهها عن الأجنبي في الطريق، وذلك أسوة بزوجات المصطفى -رضي الله عنهن جميعاً- إذ ورد في الأحاديث أنهن كانوا طريقهن إلى الحج مع المصطفى -عليه الصلاة والسلام- فأسدلن الخمار على وجوههن إذا ما مر أعرابي بهم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بالنقاب والقفازين

كفارة لبس الكمامة في العمرة

كفارة لبس الكمامة في العمرة فدية من صيام أو صدقة أو نسك، وهذا هو الذي حدده الشرع الإسلامي بالرجوع إلى النصوص القرآنية والشرعية، فالكمامة غير جائزة للمرأة إلا في حالة معتبرة شرعاً، وهذا يكون في حال كانت تعاني من المرض والخوف من انتشاره، أو وجود الروائح الكريهة التي تسبب الحساسية وما نحو ذلك، وعندما يجوز لها لبس الكمامة مع وجوب الفدية المصغرة، والفدية المصغرة في الشرع هي إما ذبح شاة في مكة المكرمة وتوزعها على فقرائها، أو صيام ثلاثة أيام أو صدقة لستة مساكين بمقدار نصف صاع كل واحد منهم.[1]

حكم اللثام للمرأة 

اللثام هو ذاته النقاب وهو من الواجبات على المرأة في غالب أقوال العلماء، بالرغم من وجود خلاف على ذلك، وقد أوضح العلماء على إسلام ويب هذا الخلاف في الفتوى رقم 8287 على النحو التالي:[2]

فمذهب الإمام أحمد والصحيح من مذهب الشافعي أنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أمام الرجال الأجانب، لأن الوجه والكفين عورة بالنسبة للنظر، ومذهب أبي حنيفة ومالك أن تغطيتهما غير واجبة، بل مستحبة، لكن أفتى علماء الحنفية والمالكية منذ زمن بعيد أنه يجب عليها سترهما عند خوف الفتنة بها أو عليها. والمراد بالفتنة بها: أن تكون المرأة ذات جمال فائق، والمراد بخوف الفتنة عليها أن يفسد الزمان، بكثرة الفساد وانتشار الفساق.

شاهد أيضًا: هل يجوز حج المرأة بلا محرم

لماذا لا يجوز لبس النقاب في العمرة

لا يجوز لبس النقاب في العمرة كي لا يكون مفصل على قدر الوجه، والتفصيل في الوجه منهي عنه في الشرع الإسلامي، وكذلك منع الشرع التفصيل بالملابس للرجال، والنهي عن النقاب يأتي التزاماً بأمر النبي -عليه الصلاة والسلام، وقد جاء في صحيح أبي داود: “عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ أنَّهُ سمِعَ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ- نهَى النِّساءَ في إحرامِهنَّ عنِ القُفَّازَينِ والنِّقابِ وما مسَّ الورْسُ والزَّعفرانُ منَ الثِّيابِ ولتلَبسْ بعدئذ ما أحبَّتْ مِن ألوانِ الثِّيابِ مُعَصفرًا أو خزًّا أو حُليًّا أو سراويلَ أو قميصًا أو خُفًّا”[3]، ولا بد من الالتزام بأمر النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو الأعلم بشرع الله تعالى.

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الملابس الداخلية للمرأة في العمرة

هل يجوز لبس الكمامة بدل النقاب في السفر

يجوز لبس الكمامة بدل النقاب في السفر في هدف الستر، فالستر هو من المارة أثناء السفر وحتى لا ينكشف وجه المرأة على شخص أجنبي، والكمامة لا تستر إلا جزء من الوجه وتفصله، وهذا ينافي قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}[4]، وهذا أمر من الله -عز وجل- على كافة النساء وأولهن نساء النبي -عليه الصلاة والسلام- وبناته، والهلاصة في قول العلماء أن الكمامة لا تستر جميع الوجه، ومن فعلت ذلك لا تكون آتية بالواجب، وتأثم بذلك.

حكم لبس الكمامة في الصلاة بسبب كورونا

لبس الكمامة في الصلاة مكروه بسبب كورونا أو غيرها، فالكمامة تدخل في باب التلثم، وقظ اتفق الفقهاء على كراهة التلثم في الصلاة للرجل والمرأة، ومعنى التلثم مختلف عليه عند العلماء، فعند الشافعية التلثم هو تغطية الفم وحده، وذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه تغطية الفم والأنف، وذهب المالكية إلى أن التلثم هو ما يصل لآخر الشفة السفلى، وعليه فصلاة الرجل أو المرأة باللثام مكروهة، وهذا لا يعني أن صلاة المرأة المتلثمة لا تجوز، وإنما ورد بها الكراهة.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس عباءة الكتف في العمره

حكم لبس الشراب في العمرة للنساء

يجوز الشراب في العمرة للنساء على الراجه في غالبية أقوال أهل العلم، وفي توضيح الفتوى، نذكر ما ورد على لسان الإمام ابن باز -رحمه الله عن هذه المسألة:[6]

المرأة لا بأس أن تلبس الشراب وتفسخ وتلبس اللباس؛ لكن لا تغطي يدها بقفازين وهي محرمة، لا تلبس القفازين، ولا تغطي وجهها بالنقاب، تغطي وجهها بالشيلة ونحوها، أما كونها تلبس في رجليها جوارب، أو “دسوس” أو خفين لا بأس، الرجل يمنع إذا كان محرمًا لا يلبس الخفين إلا عند فقد النعلين إذا لم يجد نعلان يلبس الخفين، أما المرأة فلها أن تلبس الخفين والجوربين في هذه إحرامها في الحج والعمرة، لا بأس عليها. نعم.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل يجوز لبس الكمامة في العمرة للنساء، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية وكفارتها وسبب ذلك وحمم لبس الكمامة في الصلاة وبدل النقاب بالسفر، كما تعرفنا على حكم لبس النقاب للمرأة.