هل يجوز قيام ليلة القدر في البيت

هل يجوز قيام ليلة القدر في البيت، فلليلة القدر شأن عظيم عند الله تعالى، ولها فضائل كبيرة إن أدركها المسلم فقد أدرَكَ خيرًا عظيمًا وفضلًا لا يعلم قدره إلّا الله جلّ جلاله، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان جواز قيام ليلة القدر في المنزل من عدمه، إضافة لتسليط الضوء على بعض المسائل المرتبطة بليلة القدر مثل كيفية قيامها وفضل الدعاء فيها مع وقفة مع عدد من أفضل الأعمال فيها.

هل يجوز قيام ليلة القدر في البيت

يجوز قيام ليلة القدر في البيت ولم يُذكر شيء عن المفاضلة بين إحيائها في البيت أو في المسجد، ولكن ذكر العلماء أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر في المسجد، فمن اعتكف في المسجد فقد زاد لنفسه في الخير، ومن لم يفعل فلا شيء عليه، وكان الصحابة منهم من يعتكف في المسجد ومنهم من لا يعتكف في العشر الأواخر، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل صلاة ليلة القدر واجبة

كيفية قيام ليلة القدر في البيت

يمكن للمسلم إحياء ليلة القدر وقيامها بأيّ طريقة شاء وبأي عمل من أعمال الخير، ولكن مما يُقتَرَح ما يأتي:[2]

• الصلاة: فالصلاة هي أكثر ما يفهمه المسلم من لفظة القيام، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”،[3] والصلاة تكون ركعتين ركعتين وكلما زاد كان خيرًا له، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي القيام بإحدى عشرة ركعة.
• تلاوة القرآن الكريم: فيقرأ المسلم في هذه الليلة ما استطاع، وإن استطاع ختم القرآن الكريم في هذه الليلة فقد ظفر بخير كثير لا يعلمه إلا الله تعالى.

اقرأ أيضًا: هل يجوز النوم في ليلة القدر

الدعاء ليلة القدر

إنّ للدعاء فضل عظيم على حياة المسلم، وقد صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال إنّ الدعاء هو العبادة،[4] والدعاء في ليلة القدر من أهم الأمور التي ينبغي للمسلم الانتباه لها، فقد ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمّا يمكن أن تفعله إن هي صادفت ليلة القدر، فأخبرها أن تدعو الله -تعالى- بدعاء معيّن، فقال صلى الله عليه وسلم: “قولي اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي”،[5] والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: هل المغتاب لا يغفر له في ليلة القدر

فضائل ليلة القدر

لليلة القدر فضائل كثيرة قد جمعها بعض العلماء في بعض الكتب، ومنها:[6]

• أنّها ليلة نزول القرآن الكريم: يقول تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.[7]
• أنّها ليلة مباركة: يقول تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}.[8]
• أنّها ليلة صدور الأوامر من اللوح المحفوظ إلى صحف الكتبة: يقول تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}.[9]
• أنّها ليلة مضاعفة الأجر أضعافًا عظيمة: يقول تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.[10]
• أنّها ليلة نزول الملائكة بالخير والرحمة والبركة إلى الأرض: يقول تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.[11]

شاهد أيضًا: دعاء ختم القران في رمضان ليلة القدر مكتوب 

من أفضل الأعمال ليلة القدر

فيما يأتي بيان بعدد من أفضل الأعمال التي يمكن فعلها ليلة القدر:[12]

إفطار صائم

فلتفطير الصائم أجر كبير وعظيم، ففي الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم: “من فطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ غيرَ أنَّهُ لا ينقصُ من أجرِ الصَّائمِ شيءٌ”.[13]

الصدقة

للصدقة شأنٌ عظيم في الإسلام، والله -تعالى- يربي هذه الصدقة عنده حتى يأتي المسلم يوم القيامة فيجد صدقاته كالجبال، والعمل الصالح يزداد في ليلة القدر على نحو عظيم وكذلك الصدقة، وفي الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم- مبيّنًا عظيم أجر الصدقة: “مَن تَصَدَّقَ بعَدْلِ تَمْرَةٍ مِن كَسْبٍ طَيِّبٍ، ولَا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، وإنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ”،[14] وفي حديث آخر يروي أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّه “جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قالَ: أَنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وتَأْمُلُ الغِنَى، ولَا تُمْهِلُ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا وقدْ كانَ لِفُلَانٍ”،[15] والله أعلم.

الذكر

فالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة كلّها أذكار مستحبة في هذه الليلة، فقد سماهن النبي -صلى الله عليه وسلم- الباقيات الصالحات، يقول صلى الله عليه وسلم: “استَكْثِرُوا من الباقياتِ الصالحاتِ: التسبيحُ والتهليلُ والتحميدُ والتكبيرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ”.[16]

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز قيام ليلة القدر في البيت بعد الوقوف على إجابة المسألة السابقة، إضافة للوقوف على أبرز المسائل المرتبطة بقيام ليلة القدر.