جدول المحتويات
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته هو صدر قصيدة عن الشاعر الفرزدق الذي أثنى عليه باعتباره رابع إمام للشيعة الاثنا عشر (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه)، وهي من أشهر القصائد المعروفة في التاريخ العربي الإسلامي وتتميز بأبياتها المتناسقة والموزونة بشكل إبداعي.
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
هذه القصيدة التي مطلعها هذا الذي تعرف البطحاء وطأته كتبها الشاعر الفرزدق مادحًا فيها الإمام علي بن الحسين، وتأتي قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته بأبياتها كالتالي:
- يا سائلي أين حل الجود والكرم؟
- عندي بيان إذا طلابه قدموا
- هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
- والبيت يعرفه والحل والحرم
- هذا ابن خير عباد الله كلهم
- هذا التقي النقي الطاهر العلم
- هذا الذي أحمد المختار والده
- صلى عليه إلهي ما جرى القلم
- لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه
- لخر يلثم منه ما وطئ القدم
- هذا علي رسول الله والده
- أمست بنور هداه تهتدي الأمم
- هذا الذي عمه الطيار جعفر
- والمقتول حمزة ليث حبه قسم
- هذا ابن سيدة النسوان فاطمة
- وابن الوصي الذي في سيفه نقم
- إذا رأته قريش قال قائلها
- إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
- يكاد يمسكه عرفان راحته
- ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
- وليس قولك: من هذا؟ بضائره
- العرب تعرف من أنكرت والعجم
- ينمى إلى ذروة العز التي قصرت
- عن نيلها عرب الإسلام والعجم
- يغضي حياءً ويغضي من مهابته
- فما يكلم إلا حين يبتسم
- ينجاب نور الدجى عن نور غرته
- كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
- بكفه خيزران ريحه عبق
- من كف أروع في عرنينه شمم
- ما قال: ” لا ” قط إلا في
- تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم
- مشتقه من رسول الله نبعته
- طابت عناصره والخيم والشيم
- حمال أثقال أقوام إذا فدحوا
- حلو الشمائل تحلو عنده نعم
- إن قال بما يهوى جميعهم
- وإن تكلم يوما زانه الكلم
- هذا ابن فاطمة إن كنت
- جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا
- الله فضله قدما وشرفه
- جرى بذاك له في لوحه القلم
- من جده دان فضل الأنبياء له
- وفضل أمته دانت لها الأمم
- عم البرية بالإحسان وانقشعت
- عنها العماية والاملاق والظلم
- كلتا يديه غياث عم نفعهما
- يستو كفان ولا يعروهما عدم
- سهل الخليقة لا تخشى بوادره
- يزينه خصلتان: الحلم والكرم
- لا يخلف الوعد ميمونا نقيبته
- رحب الفناء أريب حين يعترم
- من معشر حبهم دين وبغضهم
- كفر وقربهم منجى ومعتصم
- يستدفع السوء والبلوى بحبهم
- ويستزاد به الاحسان والنعم مقدم
- بعد ذكر الله ذكرهم في كل فرض
- ومختوم به الكلم
- إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم
- أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
- لا يستطيع جواد بعد غايتهم
- ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
- هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت
- والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
- يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم
- خيم كريم وأيد بالندى هضم
- لا يقبض العسر بسطا من أكفهم
- سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
- أي القبائل ليست في رقابهم
- لأولية هذا أوله نعم؟
- من يعرف الله يعرف أولية ذا
- فالدين من بيت هذا ناله الأمم
- بيوتهم في قريش يستضاء بها في النائبات
- وعند الحكم أن حكموا
- فجده من قريش في أرومتها
- محمد وعلي بعده علم
- بدر له شاهد والشعب من أحد والخندقان
- ويوم الفتح قد علموا
- وخيبر وحنين يشهدان له
- وفي قريضة يوم صيلم قتم
- مواطن قد علت في كل نائبة
- على الصحابة لم أكتم كما كتموا
شاهد أيضًا: قصيدة لزهير بن كعب من أشهر القصائد في مدح الرسول
من هو الفرزدق وما أعماله الأدبية؟
همام بن غالب بن صعدة الدرامي التميمي شاعر عربي من البصرة عاش في العصر الأموي، وكان لقبه أبو فراس، وكان يُعرف بالفرزدق، ويعني “رغيف” بسبب وجهه الضخم العابس واشتهر بقصائد المدح والفخر، وكذلك الشعر الساخر.
في سنة 38 هـ ولد الفرزدق ووحدته الصداقة، الفرزدق شبيه بزهير بن أبي سلمى، وكلاهما من الشعراء من الدرجة الأولى، وزهير في العصر الجاهلي، والفرزدق في الإسلاميين.
استأجر من يستأجر مقبرة والده، وكذلك المؤدات، أو فتيات ما قبل الإسلام اللواتي دُفن قبل الإسلام، واعترف بالإسلام وكان كريمًا، وقد اشتهر الفرزدق بخلافاته مع جرير الشاعر حيث بدّل هو وجرير الهجاء لمدة نصف قرن حتى مات وورثها جرير. وكان يتنقل بين الأمراء والولاة.
الفرزدق وجرير
كتب في معظم فنون الشعر المشهورة في عصره، وكان مليئًا بالفخر والسخرية والتملق، مدح الخلفاء الأمويين في بلاد الشام، لكن دعمه لآل البيت لم يدم.
كان معاصرًا للأخطال والشاعر جرير، وكانت تربطهما صداقة قوية، لكن تناقضاتهما دفعت البعض إلى افتراض أنهما كانا يحسدان بعضهما البعض وأن بينهما عداوة، وانقسم الناس إلى مجموعتين، لكل شاعر فريق.
شاهد أيضًا: قصيدة مدح في رجل شهم
صفات الفرزدق
لم تكن صورة الفرزدق ومظهره جذابين بشكل خاص، لكنه كان فخورًا بنفسه وكان معجبًا بها رغم ذلك، كان في البادية طليقًا وذكيًا وسريع البديهة، وكان فخورًا جدًا بنفسه وبشعبه، على الرغم من شهرته في الصفات غير السارة، احتل الفرزدق مكانة عالية في الحياة الأدبية والاجتماعية والسياسية في العصر الأموي، لقد كان سيدًا مشرفًا لشعبه، ينسب إلى قبيلة رفيعة المستوى – كما ذكرنا سابقًا – وكان من أعظم شعراء ذلك الوقت الذين تمكنوا من توثيق العديد من أحداث ذلك الوقت من خلال شعرهم.
شِعر الفرزدق
يعتبر الفرزدق أحد الشعراء الأمويين الثلاثة، وهم جرير والأخطل والفرزدق.
- شكل هؤلاء الشعراء ما يسمى بالمثلث الأموي الذي انقسم الرأي حول أي واحد كان مفضلًا على الآخر.
- صنف الفرزدق شعره إلى عدد من الوظائف الشعرية المعروفة، لديه شعر عن الكبرياء والهجاء والتسبيح والغزل والرثاء، لكن الكبرياء والسخرية والثناء كان أكثر ما يناسب طبيعته.
- اتسمت أشعار الفرزدق برصانة هياكلها، وقوة كلامها، وكرمها، إذ اشتهر باستعماله لألفاظ غريبة، بينما اعتبره المؤرخون من أعظم شعراء تلك الفترة.
شاهد أيضًا: ما هي أنواع النثر الجاهلي
وفاة الفرزدق
أصيب الفرزدق قبل وفاته بما يسمى الدوباتيلا (تجمع قيح في الجوف)، فذهب إلى البصرة لتلقي العلاج، لكنه توفي بعد ذلك، وكان عمره أكثر من مائة عام، وحدثت الوفاة أثناء خلافة هشام بن عبد الملك، والجدير بالذكر أنه توفي قبل جرير بفترة وجيزة.
تمت الإشارة إلى تقارير قريبة من قبل المؤرخين في تحديد عام وفاة الفرزدق وذكر بعضهم أنه توفي سنة 110 هـ وهو المعتقد الشائع، وكذلك عقيدة البغدادي، الذي اشتقها من النويريين، وأبي زيد في الأغاني، ومنهم أبو الفرج الأصفهاني، الذي ذكر أن الفرزدق توفي سنة 112 هـ، وذكر وكيع أن الفرزدق توفي سنة 114 هـ، بناء على حديث عمر بن محمد بن محمد بن الجليل والزيات.
وهكذا نكون استرسلنا في الحديث معكم عن كل ما هو متعلق بقصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ، تلك القصيدة التي تعد من أفضل القصائد العربية في تاريخ الشعر، ونتمنى أن نكون قد أوفينا كل المعلومات التي تريدون معرفتها عن القصيدة وعن الشاعر الذي كتبها.