جدول المحتويات
متى نزل القران الكريم وباي شهر القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم عن طريق السماع، أي أن الملك جبريل عليه السلام سمعه من الله تعالى، ونقله إلى النبي محمد عليه السلام، وسمعه الصحابة الكرام رضي الله عنهم من النبي عليه السلام، ومن خلال المقال التالي على موقع مقالاتي سنتعرف متى نزل القران الكريم في اي شهر، ومكان نزوله والمدة التي استغرقها، بالإضافة إلى الحكمة الإلهية من نزوله جملةً واحدةً إلى السماء الدنيا.
متى نزل القران الكريم وباي شهر
نزل القرآن الكريم على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وفق مرحلتين، المرحلة الأولى نزوله من اللّوح المحفوظ في السماء العليا إلى بيتِ العزّة في السماء الدنيا، والمرحلة الثانية نزوله من السماء الدنيا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال الله تعالى في كتابه العزيز: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) [1]، واستدلالًا على قول الله تعالى فإن القرآن الكريم نزل في:
- في ليلة القدر في شهر رمضان.
شاهد أيضًا: كم المدة التي استغرقها نزول القرآن الكريم
مكان نزول القرآن الكريم
نزل القران الكريم دفعةً واحدةً من اللوح المحفوظ في السماء العليا إلى بيت العزّة، لينزل بعد ذلك مُتفرِّقاً على نبيّ الله عليه الصلاة والسلام، وقد ذُكرَ عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنّ القرآن نزل مُفرَّقاً على ثلاثة أماكن، وهي:
- مكّة المُكرَّمة: بما فيها من الأماكن التي تتبع لها مثل: عرفات، ومِنى، والحديبية.
- المدينة المُنوَّرة: وما يتبع لها من أماكن مثل: بدر، وأُحد.
- بلاد الشام: والتي تعني بيت المَقدس.
كم استغرق نزول القرآن
لقد استغرق نزول القرآن ثلاثة وعشرين عامًا، فقد بدأ نزوله في السنة العاشرة قبل الهجرة، واستمر بعد الهجرة أحد عشر سنة حتى اكتمل نزوله، فقد كان ينزل على شكل آيات في فتراتٍ وظروفٍ ومناسباتٍ خاصةٍ تعرف بأسباب النزول الآيات.
وكان آخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قول الله عزَّ وجلَّ : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.[2]، نزلت هذا الآية في شهر ذي الحجة من العام العاشر الهجري وهو في طريق عودة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع إلى المدينة المنورة.
كم كان عمر الرسول عند نزول القرآن الكريم
ذهب عُلماء الدين إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبلغ من العمر عند نزول الوحي عليه أربعين عامًا، وذلك اعتمادًا على قول عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (بُعِث النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو ابنُ أربعينَ سنَةً)[3]، وكان ذلك في شهرِ رمضان. وكان حينها النبي الكريم في مكة المكرمة، التي بقي فيها بعد نزول الوحي عليه ثلاث عشرةَ سنة، ليهاجر بعدها إلى المدينة المنورة، التي بقي فيها إلى حين وفاته أي لمدة عَشر سنوات، وتُوفّي وكان عُمُره ثلاثًا وستّين سنة.
شاهد أيضًا: أفضل طريقة لختم القرآن الكريم في رمضان
مراحل نزول القرآن الكريم
ذكرت بعض الآيات القرآنية أنّ القرآن نزِلَ جملةً واحدةً، ويستدل على ذلك من قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}،[4] بينما جاءت آيات أخرى لتدل على أنّ القرآن نزل متفرقًا عبر عدّة سنوات، ومن ذلك قوله تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا}، وبناءً على ذلك ذهب العلماء للقول إن القرآن الكريم نزل على ثلاث مراحل، وهي كالتالي:
- المرحلة الأولى: في هذه المرحلة نزل القرآن الكريم من السماء العليا إلى اللوح المحفوظ، وجُمع على هذا اللوح أقدار المخلوقات جميعها، ويستدلّ على هذه المرحلة من قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ *فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ}.[5]
- المرحلة الثانية: بعد أن نزل القرآن الكريم إلى اللوح المحفوظ، أنزله عزّ وجلّ في ليلة القدر إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وذُكرت هذه المرحلة في قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.[6]
- المرحلة الثالثة: تعتبر هذه المرحلة هي الأطول من مراحل نزول القرآن الكريم، فقد امتدّت هذه المرحلة على طول سنوات دعوة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فقد نزل القرآن على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مفرّقًا، على مدار عشرين سنة.
الحكمة من نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا
نزل القرآن الكريم جملةً واحدةً من اللوح المحفوظ في السماء العليا إلى بيت العزّة، للدلالة على عَظمة هذا الكتاب ومكانته، وللدلالة أيضًا على مكانة من سينزل عليه، وهو سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقد أخبر الله ذلك أهل السماوات من الملائكة بنزول آخر كتاب سماويّ على أشرف الخلق لأعظم أُمّة، ويدلّ ذلك على تفضيل الله تعالى لسيّدنا محمد على غيره من الأنبياء، ولولا أنّ إرادة الله اقتضت نزوله إلى الأرض مفرّقاً بحسب الوقائع والأحداث، لنزل جملةً واحدة كغيره من الكتب السماوية.
في آخر مقالنا نكون قد وضحنا متى نزل القران الكريم وباي شهر ومكان نزوله وكم استغرق نزوله، والمراحل التي نزل فيها القرآن، وختمنا المقال بتبيان الحكمة الإلهية من نزول القرآن جملةً إلى السماء الدنيا.