متى توفي الرسول وكم كان عمره

متى توفي الرسول وكم كان عمره -صلى الله عليه وسلم- حينما انتقل إلى الرفيق الأعلى، فالكثير من المسلمين يهتمون بالسيرة النبوية الشريفة، وكل ما يخص سيد الخلق، وأطهرهم نبينا محمد من معلوماتٍ بالتفصيل، وعبر سطورنا التالية في موقع مقالاتي سنرفق كل ما يخص وفاة أطهر الخلق من معلوماتٍ بصورةٍ مفصلةٍ، ونرفق متى توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وكم عاش.

متى توفي الرسول وكم كان عمره

توفي الرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم– في شهر تموز يوليو عام “633” للميلاد يوم الاثنين الواقع في الثاني عشر من ربيع الأول سنة الحادي عشر للهجرة، وقد كان -عليه السلام- الثالثة والستين من عمره، وعندما انتقل إلى جوار ربّه كان في حجرة السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- بالمدينة المنورة، فقد قبض الله تعالى روحه الطاهرة في حجرة السيدة عائشة ورأسه على حجرها.[1]

شاهد أيضًا: من كفل النبي بعد وفاة والده

كم عدد السنوات التي عاشها الرسول؟

إن عدد السنوات عاش النبيّ ثلاثة وستين عاماً، وكان قد توفي بعد الهجرة بأحد عشر عاماً، فحجّ حجة الوداع وخطب بالناس قائلاً: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ، وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ، وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ، وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وورد هذا في سورة المائدة الآية الثالثة.[2]

شاهد أيضًا: لماذا قاتل الرسول يهود خيبر

كيف مرض النبي محمد ؟ 

بعد عودته من الجنازة التي كان يحضرها في البقيع أصيب الحبيب -صلى الله عليه وسلّم- بصداع شديد برأسه في بادئ الأمر، فوضع عصابة عليه لشدة الألم، ولكن عندما اشتد به الألم استأذن زوجاته أن يقضي فترة مرضه في حجرة السيدة عائشة -رضي الله عنها، حيث قام علي بن أبي طالب والفضل بن عباس -رضي الله عنهما- بنقلع إلى حجرتها، وقد أحس الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم- قبل 5 أيام بارتفاع في الحرارة وخفة في جسده فاشتد عليه المرض بعدها، وقد دخل المسجد وهو يضع العصابة على رأسه.

كما أنه خطب بالناس وهو جالس على المنبر صلى بهم صلاة الظهر والصلوات جميعها إلى يوم الخميس، ولكنه وقبل وفاته في أربعة أيام عند حضوره لصلاة الخميس اشتد به المرض فأغمي عليه، وكان كلما أفاق من إغمائه سأل عن الناس، فيجيبوه بأنهم ينتظرونه فيعود لإغماءة ثانية، إلى أن طلب من أبي بكر رضي الله عنه بأن يصلي بالناس، وقبل يومين من وفاته وجد المصطفى -صلى الله عليه وسلم – تحسُّنًا في جسده، فخرج إلى المسجد حيث كان أبو بكر -رضي الله عنه- يصلي بالمسلمين، وعندما رآه قدّمه للإمامة بالمسلمين، ولكن النبي -عليه الصلاة والسلام- أشار إليه بعدم التأخر.

شاهد أيضًا: هل ترحم الرسول على عمه ابو طالب ؟

احتضار النبي محمد

في صبيحة يوم الاثنين، وعندما اشتداد الضحى بدأ النبيّ يحتضر، وقد كانت بجواره السيدة عائشة -رضي الله عنها- التي قامت فأسندته إلى حجرها، وعندما اشتدت عليه سكرات الموت أقر بأن للموت سكرات، فشخص ببصره إلى الأعلى ورفع بأصبعه، وقد سمعته السيدة عائشة -رضي الله عنها- يقول: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ”، وقد كرّر ذلك ثلاثًا قبل أن تفيض روحه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى، ليكون موته في حجرة السيدة عائشة وعلى حِجرها.

شاهد أيضًا: ما هي معجزه الرسول صلى الله عليه وسلم

وصف موت النبي

في صبيحة يوم الاثنين ومع إطلالة فجر، وبينما كان المسلمون يؤدون الصلاة حيث كان يؤم بهم  أبو بكرٍ، أطل النبي الكريم عليهم والابتسامة تعلو محياه، بعد أن قام بكشف ستارة حجرة السيدة عائشة -رضي الله عنها-، وعند ارتفاع شمس الضحى أمر- صلى الله عليه وسلم- بحضور ابنته فاطمة -رضي الله عنها-، وعندما حضورها إليه أسر إليها فبكت، فأسر إليها ثانية فضحكت، وعند سؤالها قالت: أنه أخبرها بالأولى بأنه سوف ينتقل للرفيق الأعلى فبكت، أمّا في الثانية أخبرها بأنّها هي أول من يلتحق به من أهل بيته، وأنها هي سيدة نساء العالَمين ولذلك ضحكت، وثالثها دعوته للحسن والحسين وتقبيلهما، وقد وصاها بهما حُسنًا، أما الرابعة فكانت دعوته لنسائه والقيام بوعظهنّ.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء

صفة غسل النبي وتكفينه

بعد وفاته غُسّل النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم-  من قبل أهلُ بيته بعضاً من عُصبته من بني هاشم، وهم: عمه العباس وأبناؤه” قثم والفضل” وابن عمّه علي بن أبي طالب، بالإضافة إلى أسامة بن زيد وشقران مولى النبيّ -رضي الله عنهم جميعًا-، فتمّ غُسل جثمانه الطاهر ودون خلع ثيابه عنه، فقد رُوِي عن أم المؤمنين السيّدة عائشة -رضي الله عنها- بأنّها قالت: 

“لمَّا أرادوا غسلَ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- قالوا: واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- من ثيابِهِ كما نجرِّدُ مَوتانا، أم نَغسلُهُ وعلَيهِ ثيابُهُ؟ فلمَّا اختَلفوا ألقى اللَّهُ عليهمُ النَّومَ حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا وذقنُهُ في صَدرِهِ، ثمَّ كلَّمَهُم مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يَدرونَ من هوَ: أن اغسِلوا النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- وعلَيهِ ثيابُه”. فبدأ عليّ وحده -رضي الله عنه- بالغسلَ حيث أسنده على صدره، وهو يقول: “ما أطيبك يا رسول الله حيًّا وميتًا”.[3]

أمّا العبّاس وابناه فقاموا يُقلّبون جثمانه الطاهر، وقام كل من أسامة وشقران بصب الماء عليه، وقد شَهد الغسل أوس بن خولي من بني عمرو بن عوف من الخزرج الذي طلب من علي الحضور فأذن له، وقد كُفّن -صلّى الله عليه وسلّم- بثلاثة أثوابٍ من القطن فوق ثيابه ودون نزعها عنه.

شاهد أيضا: من هي التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم هي امي بعد امي

الصلاة على النبي ودفنه

وبعد أن انتهى الصحابة -رضي الله عنهم- من غسل جثمان النبي الطاهر وتكفينه، وضعوه على سريره للصلاة عليه، حيث قام المسلمون بالصلاة عليه فُرادى دون إمامٍ يؤمّهم؛ بحيث تقوم مجموعة من الناس بالدخول والصلاة عليه والخروج، وقد صلّى عليه الرجال، ومن بعدهم النساء ثمّ قام الصبيان بالصلاة عليه، ودُفِن -عليه الصلاة والسلام- في نفس المكان الذي قبض الله تعالى فيه روحه الطاهرة في  فراشه، وقد تمّ وضع في قبره من جهة القبلة حيث قام كل من علي بن أبي طالب و القثم وأخوه الفضل بن العباس وشقران مولى النبي بالنزول إلى قبره، وقيل أيضاً بأن أسامة بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف ووضعوه في القبر، وقد جُعِلوا قبره مُسطَّحًا، وقام بلال بن رباح -رضي الله عنه- برشّ قبره بالماء مبتدأً بالشقّ الأيمن من رأس النبيّ وانتهاءً في قدميه الشريفتَين، وقد كان دفنه في ليلة الأربعاء.  

شاهد أيضًا: اين دفن الرسول صلى الله عليه وسلم

سبب صلاة جنازة النبي فرادى

إن سبب صلاة الجنازة على النبي؛ لأن موت النبي محمد -صلى الله عليه وسلم يعد من علامات الساعة، وقد ثبت بأن الصحابة -رضي الله عنهم جميعاً- قاموا بالصلاة على النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- فرادى، فعن أَبِي عَسِيبٍ أَوْ أَبِي عَسِيمٍ -رضي الله عنه- قال:

“أنَّهُ شَهِدَ الصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: ادْخُلُوا أَرْسَالًا أَرْسَالًا. قَالَ: فَكَانُوا يَدْخُلُونَ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ”.

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان متى توفي الرسول وكم كان عمره، وقد أرفقنا في سطوره كل ما يخص هذا الاستفسار من معلوماتٍ بصورةٍ مفصّلةٍ.